كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هشام الشريف: صراع الأشرار

يكتسب الصراع الخليجي الحالي منحى تصاعدي لتمهيد الساحة لمعركة منتظرة مع إيران وحلفائها يعتقد سلمان انه بدولاراته قد اشترى ضوء أخضرا لقيادتها من سيده الامريكي ومن أجل إزالة أي عقبات تعترضه في قيادتها لا بد من تحجيم الدور القطري واخضاعه بالكامل.

إن الأزمة الحالية لا يمكن التنبؤ بمآلاتها لأن خيارات قطر احلاها مر فإما أن تخضع للشروط السعودية وأما أن تنتحر فمطلوب من قطر حسب التسريبات التخلي عن الوظيفة والدور الذي لعبته خلال العشرين عاما السابقة وان تكون مطواعه للسياسة والقيادة السعودية وان تتخلى عن شبكة علاقاتها مع الإخوان وحماس وتركيا والتي تستقوي بها في لعب هذا الدور وان تدفع التزاماتها في الجزية المقدمة لأمريكا وشكليا أن تتخذ موقف عدائي واضح من إيران.

طبعا هذه الشروط أو بعضها غير مطلوب من الإمارات أو عمان أو الكويت لأنها لا تنازع السعودية الدور ولا تشغل دورا أكبر من حجمها .بمعنى أنها ليست منافس للسعودية.

قطر تراهن حاليا على الوساطة الكويتية والعمانية من ناحية للخروج بماء الوجه ومستعدة لتقديم الكثير من التنازلات وتراهن على الموقف الأمريكي والروسي.

وبالنسبة للأمريكيين فانشغالاته الداخلية تطغى على أي اهتمام وهناك تباين واضح بين الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي بخصوص الأزمة وستحسب الادارة الامريكية حساب ارباح وخسائر عندما يتبين من من الطرفين اكثر عطاء لامريكا وسيكون موقفها بزنس اما بالنسبة لروسيا فهي لديها ملفاتها وانشغالاتها وطرفي الأزمة يحاولان استمالتها واغراءها وان أكثر موقف ممكن ان تقفه وتقبض ثمنه هو موقف الحياد الذي ربما تستطيع شراؤه السعودية ولن تشارك في هذا النزاع برأيي, وسيشاركها الموقف ايران بالحياد.

إن ما تسوقه السعودية من اتهامات ضد قطر هو لائحة اتهام يمكن أن يوجه للسعودية ذاتها فكلاهما يتنازعان دور المدير في تنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة ولا خلافات جوهرية بينها سوى على دور ووظيفة خادم السنترال, ومن يرد على المكالمات والأوامر الأمريكية مباشرة.

وكما قلنا أن الهدف من هذه الأزمة تهيئة الأجواء لحرب مفترضة مع إيران ومحور المقاومة وفرض تسوية فلسطينية صهيونية وفق المنظور الصهيو-امريكي.

وعليه لابد من الاستمرار والتسريع في حرب قوى المقاومة مع الارهاب لحسم والتفرغ لأي مؤامرة تحاك ضدها رغم أني استبعد الحرب المباشرة ضد هذا الحلف, فما لا يعرفه سلمان أن حلفه غير متماسك وفيه الكثير من التباينات والاجندات المختلفة ولن يقوى على مثل هكذا حرب وان تهور فستكون نهايته المحتومة.