كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الصراع العربي الإسرائيلي هو جذر كل ما يجري في المنطقة

 عدنان بدر حلو- فينكس

عام ١٩٩٢،١٩٩١ نشب خلاف بين الرئيس جورج بوش الأب وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير حول التسهيلات الائتمانية الأمريكية لإسرائيل

وإنفاقها على بناء المستوطنات للمهاجرين الروس في الضفة الغربية.
في تلك الأثناء اجتمع بوش مع ممثلي الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة فقال لهم: ماذا تريد مني إسرائيل اكثر من أنني دمرت لها العراق؟ (نشرته صحيفة النهار اللبنانية).
نورد هذه المعلومة لانه إذا كان اعتراف بوش الصريح بأن الحرب على العراق لإخراج قواته من الكويت هو عمل لخدمة إسرائيل فما القول حول كل ما لحق من تدمير بمعظم وأهم الدول العربية من العراق إلى سورية فليبيا وتونس والسودان واليمن.؟!
مقابل ذلك يطالعنا هذا التعاطف العربي الواسع الذي يتجاوز الصراعات والخلافات مع العملية البطولية الرائعة التي نفذها ثوار غزة ومرغوا فيها أنف قوات الاحتلال.. بل زعزعوا الكيان المحتل كله حتى بات المعلقون فيه ينعونه وجودا ومصيرا بأكثر بكثير مما يكتبه العرب عن مصير ذلك الكيان!!
اكثر من ذلك لا يشير لخطورة ما يجري على مصير الكيان كله اكثر مما يشير إليه موقف الدول الغربية مجتمعة التي اتخذت مما أسمته "عدوان حماس على إسرائيل" مطابقا لما اتخذته من حرب روسيا على كرواتيا.
(هكذا صارت حماس دولة عظمى بحجم روسيا!)
بل أكثر من ذلك حركت أمريكا أسطولها وحاملات طائراتها وأعلنت عن تقديمها شحنات سريعة من الأسلحة (كأن انهيار القوات الإسرائيلية كان بسبب نقص الأسلحة بين أيديها!).
المسألة كلها أن رهان الغرب كان على نجاح مخططاته (وإسرائيل في صلب تلك المخططات) في تدمير العالم العربي كله وتحويله إلى محميات تابعة للغرب برعاية الناطور الإسرائيلي الذي يتحرك بين ايديه، وفي خدمته اكثر من "خولي" من هؤلاء الحكام العرب... هذا الرهان قد سقط تحت بساطير الفدائيين الاشاوس الذين صنعوا هذه المعجزة البطولية الرائعة، فحققوا ما حققوه من إنجاز في صلب الصراع الذي يرتبط به مصير المنطقة كلها، ويتجاوز كل ما فرض عليها من أنظمة وصراعات وحروب تصب كلها في خدمة المشروع الغربي للسيطرة عليها.