كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ملخص أسطورة غلغامش الخالدة

د. إليان مسعد- فينكس

ملحمة جلجامش (وهي قصيدة قديمة من بلاد مابين النهرين وتعتبر أقدم عمل أدبي عظيم).
يبدأ التاريخ الأدبي لجلجامش مع خمس قصائد سومرية عن بلغامش (الاسم السومري لجلجامش) ملك أوروك.
ويرجع تاريخ هذه القصائد الى حوالي ألفين ومئة عام قبل الميلاد.
جلجامش والدته هي, ninsun ,آلهه شابة لاحظت حكمتها وكان (lugulbanda) والده بنى جلجامش مدينة أوروك العظيمة وأحاطها بجدران خارجية وداخلية رائعة مبنية بشكل معقد، كما قام ببناء معابد جميلة لإله السماو
جلجامش:
ملك أوروك الأسطوري وبطل الملحمة المشهورة باسمه وقصته مبنية على أساطير عاشت في سومر لمدة قرون. وقد عثر على النص الكامل للملحمة في مكتبة آشور بانيبال في نينوى وتعود الرقم الى القرن السابع قبل الميلاد أي بعد ألف عام من نشوء الأسطورة.
تروي الملحمة ان جلجامش ولد نتيجة اتحاد آلهة مع بشر ومن الممكن ان يكون ثمرة علاقة بين راهبة عليا من راهبات المعبد والحاكم خلال أعياد رأس السنة. وقيل ان جلجامش كان ثلثاه إلهاً وثلثه بشراً فانياً.
وتروي الأسطورة في البقايا الطينية السومرية بأن شبح الموت كان يطارد جلجامش، كما تروي تلك البقايا مغامراته للحصول على الخلود. وتقول إحدى وجهات النظر بأن الملحمة تتعلق بمراسم الدفن لأنها وجدت في غرفة الموتى في أور.
أما الملحمة الأكادية فتصور جلجامش كطاغية سقط نتيجة مغامراته الجنسية .وقد توسل السكان للآلهة لمساعدتهم والتخلص من الطاغية، فقامت الآلهة الأم (أورورو) بصنع كائن بشري متوحش من الطين.
وكان كث الشعر ويأكل العشب اسمه أنكيدو وعندما سمع جلجامش بالنبأ أمر عاهرة من عاهرات المعبد أن تذهب لاغوائه. إذ أن أنكيدو لم يعرف الملذات الجنسية وعلمت العاهرة (انكيدو) معنى المدنية اذ كان متوحشآ ثم اثارت طموحاته ليعمل على اسقاط جلجامش، ولكن المعركة انتهت بدحر أنكيدو وبدأت صداقة لمدى الحياة بين الاثنين.
وبدأ الاثنان مغامراتهما إذ غزيا معاً غابة الأرز التي يسكنها حواو أو خمبابا، ويخرج النار من أنفه وقد أردياه قتيلاً بمساعدة رياح عاتية أرسلها لهم إله الشمس شمش.
وقد غازلت الآلهة عشتار جلجامش، ولكنه رفضها لأنها كانت متقلبة المزاج مما اغضبها وأمرت الإله ٱنو ان يرسل ثوراً من السماء ليعيث في الارض فساداً مما أدى لخسائر كبيرة، وتمكن البطلان جلجامش وأنكيدو من قتله.
مما أثار غضبها الشديد ودعت الإله أنليل لقتل أنكيدو وجلجامش لغرورهما، وأدى قتل صديقه إلى حزنه الشديد إذ عرف معنى الفناء والموت، وبدأ يهيم على وجهه في البراري والهضاب لايجاد طريقة للخلاص وأخيراً قرر اللجوء الى جده الأكبر أوتانا بشتم الذي اصبح خالداً ويسكن على أطراف البحار التي تحيط بالعالم.
وحاولت الغانية (سيدوري) اغواءه ليشرب الخمر، وكانت تمثل احدى صور عشتار، .ولكن جلجامش رفض ذلك. كما انه لم يدفن أنكيدو وبكاه لمدة سبعة أيام وليال حتى خرجت دودة من أنف أنكيدو لأن الآلهه جعلت مصير البشر الموت وٱبقت الخلود لها وهذا ما قالته (سيدوري) لجلجامش.
ولكن جلجامش البطل أصر أن يعرف من هذه السيدة السماوية مكان سكن (ٱوتانا بشتم) وزوجته في مكان سكناهما الأبدي. وعلم من سيدوري انه يسكن خلف مياه الموت وسافر الى هناك بمساعدة الملاح (أو سانبي) بعد أن بنى قارباً وعبر المياه السامة.
ووصل في نهاية المكان إلى مصب الأنهار وهو المكان الذي خصصته الآلهة لأوتانا بشتم الذي عاش وزوجته بعد أن منحتهما الآلهة الخلود بعد الطوفان الذي حول البشر الى طين.
وكان بحث جلجامش بلا أمل اذ غالبه النعاس وكان امله الوحيد في الخلود الحصول على نبات سحري يعطيه شباباً أبدياً وينمو في قاع البحار وبعد مغامرات عديدة تمكن جلجامش من الحصول على النبات وبدأ في طريق العودة إلى أوروك.
ولكن في طريق عودته غالبه النعاس قرب حفرة ماء وشمت افعى الرائحة الزكية للنبات، فسرقته وابتلعته وفجأة حصلت الأفعى على قوة خلع جلدها، وأفاق جلجامش ليعرف ان مصيره سيكون الموت وبكى بحرقة.
أما النص الآخر فيقول إن جلجامش أينانا في قطع شجرة تحرسها أفعى والريح والنسر.
وقام مع أينانا بصنع طبل وعصا ولكن الطبل سقط صدفة من جلجامش الى العالم السفلي، وحاول أنكيدو أن يعيد الطبل والعصا ونسى التعليمات لحماية نفسة في العالم السفلي وبقى هناك الى الأبد.
ولكن الإله أيا فتح له ثقباً، وتمكن أنكيدو من الخروج كالريح والعاصفة الترابية. ووصف ذلك العالم بانه المكان الذي يصبح فيه الأمراء خدماً ولاتفيد الألقاب الدنيويه ولاتحمي الألقاب أحداً.