كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هيكل سليمان - الكذبه الأكبر في التاريخ

لطفي السومي- فينكس

لقد استطاعت المفاهيم التوراتية ان تتغلغل في العقل الجمعي للعالمين المسيحي والاسلامي من خلال اعتبار مجمع نيقية المسكوني عام ٣٢٥ م ان العهد القديم (التوراة) جزءا من الكتاب المقدس المسيحي ومن ناحية اخرى اخترقت خرافات التوراة القصص الديني الاسلامي بحيث اصبح النبي سليمات او سيدنا سليمان جزءا لا يتجزا من الموروث المسيحي والاسلامي، واصبح هيكله الخرافي، بل وبلاطه الخرافي اكبر من ان يقارن ببلاط ال بوربون او هابسبورغ او رومانوف او وندسور.
من حسن الحظ ان التنقيبات الأثرية بدءا من العام ١٨٦٧ حتى يومنا هذا قد راكمت مزيدا من الخيبات للباحثين عن تاريخانية التوراة.
ويكفي ان نقول ان اسرائيل فنكلشتاين رئيس قسم الاثار في جامعة تل ابيب (بار ايلان) قد وجه الضربة القاضية لتاريخية التوراة حين قرر من خلال البحث الأثري ان اورشليم داوود وسليمان - ١٠٠٥ الى ٩٧٠ ق. م و٩٧٠ الى ٩٢٨ ق. م للأول والثاني لم تكن اكثر من مدينة صغيرة وان سكان يهوذا ( من بيت حنينا حتى بئر السبع ومن اريحا حتى نهاية المنطقة الجبلية غربا) لم يكن عددهم اكثر من ٥٠٠٠ نسمة في الفترة المفترضة لداوود وسليمان، اي ان هيكل سليمان والذي بناه ١٨٣٥٠٠ عامل حسب التوراة ليس سوى اسطورة لا يمكن ان يحققها شعب تعداده ٥٠٠٠ نسمه موزعين على ٢٢ موقع استيطاني.
هنالك الكثير مما يقال عن هذه الخرافة، ولكننا نكتفي بم قاله عالم الآثار زائيف هيرتزوغ "ان اورشليم في المرحلة المفترضة لداوود وسليمان لم تكن في احسن الحالات اكثر من مدينة صغيرة لا يمكن ان تكون عاصمة لامبراطورية، وبذلك فإن مملكة داوود وسليمان العظيمة الموحدة هي عبارة عن مغالطة تاريخية متخيلة".
ارجو ان تنسوا سليمان التوراتي وهيكله العظيم الذي تدعي التوراة ان البابليين قد نهبوه ودمروه عام ٥٨٦ ق. م.
تدعي التوراة وفي ذلك بعض الصحة ان كورش الامبراطور الفارسي قد اعاد المسبيين، وإنهم قد بنوا الهيكل الثاني بعد عودتهم عام ٥٣٩ ق. م إلا أن حالتهم البائسة لا تشي بأنهم كانوا في وضع يمكنهم من ذلك.
أما الهيكل الثالث فقد بناه حيرود الادومي (هيرودوتس) المتوفي عام ٤ ق. م في سنة ولادة السيد المسيح، كما بنى معبدا للبعل وعشتار في شكيم (نابلس) ووضع النسر الروماني وتمثال جوبتر في كلا المعبدين. إلّا ان بعض اليهود الدواعش قد دمروا النسر الروماني مما جعل هيرودتس يفتك بهم، وفي العام ٧٠ م دمر الرومان الهيكل الذي بنوه هم ومنع اليهود من السكنى في ايلياء.
ان البحث عن الهيكل الذي يعرف علماء اليهود انه غير موجود هو عملية سياسية ترمي الى ايجاد المبررات للسيطرة على القدس والمسجد الاقصى، مستفيدين من كل هذا الهوان، بعد ان اصبح العرب امة هلامية تائهه مسخرة لتنفيذ اغراض اليهود وحلفائهم.
أما حان الوقت لكل هؤلاء الجهلة الذين يقومون بكل هذا التدمير الذاتي لوطنهم وشعبهم ان يدركوا انهم أدوات رخيصة بيد الاعداء، وان اخطاء الحكام لا تبرر كل هذا العماء والجهل.