كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في سمات النظام الاستبدادي

مروان حبش- فينكس:

إن النظام الاستبدادي يحافظ على السلطة، لا عبر الشرعية الشعبية، بل من خلال جو الإرهاب والخوف الذي يشيعه حتى لا تبرز بدائل محتملة للوضع القائم منافسة جدياً على السلطة، ويظن الحكام الاستبداديون أنهم الأقدر على الحكم من ناحية وبحقهم في الحكم من ناحية ثانية، رغم الفشل المتكرر في الأداء وتلاحق الأزمات الاقتصادية، وفشل التعبئة السياسية للشعب. وهو نظام، في جوهره، غير مسؤول من خلال أي شكل مؤسسي، أمام الشعب الذي يحكمه. ويعمل على إقامة علاقات وصلات بينه وبين قطاعات من المجتمع يرى مصالحها تهمه في وضع أفضل من خلال إقامة علاقة معها: "تحالف تجار وعسكر، طبقة طفيلية رأسمالية نهَّابة، وإذا كانت محاولة لتنمية اقتصادية فهذا ليس من أجل الشعب بل بقصد ماء خزائن الحكام أنفسهم، تدمير الطبقة الوسطى، وزيادة إفقار الطبقة الفقيرة.....".
إن موضوع بقاء سيطرة الأنظمة المتسلطة وسعيها الدائم إلى المحافظة على السلطة يكون من خلال القوة، والعمل على أن ينخرط السكان أو فئات منهم، في الحياة العامة من خلال المشاركة في المنظمات الرسمية لأنظمتها، وإشغال عامة الناس في أنشطة غايتها الحقيقية دعمها من خلال المشاركة في طقوسها ومناسباتها، هادفة إلى تفريغ الحياة العامة من السياسة وتحويلها إلى احتفالات عظيمة بالأنظمة وبإنجازاتها.
إن كل نشاط في ظل هذه الأنظمة يجب أن يكون مسيطراً عليه تماماً، والتأكيد بأن لا تعبئة شعبية قائمة على أساس مستقل، وهذا يوجب القمع المستمر لكل أشكال التنظيم المستقل، ولا سيما تلك التي تتسم بمظهر سياسي حقيقي.