كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هدى شعراوي رائدة نهضة نساء مصر

مروان حبش- فينكس:

امرأة من الصعيد، كانت ولادتها عام 1879، في مدينة المنيا، والدها محمود سلطان باشا كان رئيساً لمجلس النواب الذي انعقد عام 1882، وافتة المنية بالنمسا على أثر مرض عضال ولم تبلغ هدى سنواتها الخمس بعد، وكتبت في مذكراتها تصف انتماء أبيها العربي، وعظمة أصوله بفخر واعتزاز، كما أشارت إلى دوره السياسي، فقد كان صديقاً لعرابي وأحد قادة ثورته. تزوجت وهي في سن الثالثة عشر من عمرها من ابن عمتها علي باشا شعراوي وكان متزوجاً وبعض أولاده أكبر عمراً منها، وطلقته بعد فترة قصيرة، ثم عادت إليه بعد سبع سنوات.
لقد تلقت علومها المعرفية باللغات العربية والتركية والفرنسية، واتخذت من الزعيم مصطفى كامل مثالها الذي تنسج على منواله، ودخلت حقل العمل العام، وغلبت على سيرتها في أذهان الجمهور أنها وقفت حياتها على شؤون المرأة المصرية، فحاولت أن ترفع من مستواها وأن تنقذها من التخلف والتهميش، وأن تبعث في نفسها شعوراً باحترام ذاتها، وأن تحفزها لتكون كائناً وطنياً يساهم في بناء وطنه وأمته و يعلي من شأنهما ويرد عنهما العوادي، ويشق لهما سبيل المجد.
إن الحافز لهدى شعراوي حين باشرت العمل العام في مصر كان النهوض بتبعات خلق نهضة في البلاد، من خلال العمل السياسي.
نشبت عام 1895 الحرب بين تركيا واليونان، وتشكلت لجنة من السيدات لمساعدة تركيا، كانت هدى عضوة فيها، وبدأت تشارك في عمل اجتماعي إنساني، وبدأ تكوينها الفكري والثقافي والعلمي. وكانت في كل مرة تجتمع مع نسوة في أحد الصالونات يتناقشن حول كمال المرأة ومفاهيم العفة والطهر والوفاء، وحول التقاليد، والحجاب الذي هو بالنسبة إلى بعضهن أداة تستر على ما خفي تحته.
لم تكن رحلة هدى في الحياة بالبسيطة، فقد تشعبت بها الطرق والسبل، وهي في عمر مبكر جداً، وطرقت بيد قوية باب العالم الغربي، فغرفت من ثقافته ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً مما أغنى شخصيتها و عمّق معارفها.
لقد أدركت هدى أن المجتمع الغربي يحتقر نسبياً المرأة المصرية وينظر إليها بخيال مجاف للحقيقة، وانتهى الرأي بين هدى وصديقاتها على إنشاء مشروع يوجه المرأة إلى ممارسة الرياضة البدنية أولاً، وإلى دفعها لخوض الحياة الاجتماعية وترغيبها في دراسة الفنون والآداب.
لعل كتاب (المرشد الأمين لتربية البنات والبنين) لرفاعة الطهطاوي هو أول كتاب في مصر تعرض إلى قضية المرأة وبكثير من التفصيل، وورد في الفصل الأول تحت عنوان "مميزات المرأة": (ومما يوجد في الأنثى قوة الصفات العقلية، وحدة الإحساس، والإدراك على وجه قوي قويم، وذلك ناشئ عن نسيج بنيتها الضعيفة. فنرى قوة إحساس المرأة وزيادة إدراكها تظهر في الأشياء التي يظهر ببادئ الرأي أنها أجنبية عنها، وأنها فوق طاقة فهمها، فنجدها على أكمل درجات الإدراك من كل ما يوافق ذوقها وملاذها). ولقد كان التعليم شغله الشاغل. ودعا بقوة وعزم شديدين إلى تعليم البنات. كما كان داعياً إلى ضرورة عمل المرأة فيقول: (ويمكن للمرأة عند اقتضاء الحال أن تتعاطى من الأشغال والأعمال ما يتعاطاه الرجال، على قدر قوتها وطاقتها... وإذا كانت البطالة مذمومة في حق الرجال فهي مذمة عظيمة في حق النساء).
وأصدرت بعض النسوة مجلات نسوية، كهند نوفل اللبنانية الأصل التي امتازت بأنها واحدة من أوائل من أصدرن الصحف النسوية عام 1892، وكتبت مقالات تدعو لتعليم الفتيات القراءة والكتابة. وأصدرت إستر مريال مجلتها " العائلة"1899-1904. والسيدة لبيبة هاشم التي أصدرت مجلة بين أعوام 1906 -1936. وملكة سعد ومجلتها "الجنس اللطيف" 1908-1912. وكان لصالون الأديبة الشفافة مي زيادة المولودة في مدينة الناصرة بفلسطين من أب لبناني وأم فلسطينية، وتلقت علومها في الناصرة ثم في بيروت حيث أكملت دراستها الثانوية، ثم انتقلت مع والدها الصحافي إلى القاهرة، ونشرت عام 1910 ديوان شعر بالفرنسية، وترجمت عن اللغتين الفرنسية والألمانية عدة روايات، وانطلق نشاطها الصحفي، وعملت على المشاركة بالحركة النسائية ثقافياً واجتماعياً وسياسياً. وارتبطت بصداقة حمينة مع هدى شعراوي، ومع الكاتبة "باحثة البادية" تلك المرأة العصرية، التي كان لمقالاتها أكبر الأثر في تحريك وجدان الأمة تجاه قضايا المرأة والمجتمع.
وأصدر قاسم أمين 1861- 1908 عام 1899 كتاب "تحرير المرأة" ثم كتاب "المرأة الحديدية" عام 1900، ولقد كان لكتابيه أثر كبير في فتح أكبر معركة فكرية في مطلع القرن العشرين في مجتمع غارق في التخلف والظلم الاجتماعي، وأهم الموضوعات التي أثارها هي:
- موضوع الحجاب الذي كان سائداً وقتها.
- قضية الطلاق والطلاق التعسفي الذي كان مسلطاً على رقاب النساء من قبل أزواجهن.
- مشكلة تعدد الزوجات.
ولقد انتقد مواريث الفكر حول المرأة، وربط بين تخلفها وعبوديتها وبين سيادة النظم المستبدة في فترات طويلة من حياة الشرق وتكون مجتمعاته، التي جعلت من المرأة إحدى فرائس الرجل الذي كبلها بالقيود، وذلك أصبح تحررها مرتبطاً بتحرر الرجل والمجتمع من الاستبداد. ويؤكد على التلازم بين الحالة السياسية والحالة العائلية، وحيث حط الرجل من منزلة المرأة، يحط من نفسه ويفقدها وجدان الحرية، وبالعكس. وفي البلاد التي تتمتع فيها النساء بحريتهن يتمتع الرجال بحريتهم السياسية. كما أكد قاسم أمين على افتقار المرأة إلى الاستقلال الاقتصادي، وذلك أن بعدها عن ميادين العمل المنتج جعلها تابعة وخاضعة لمن يسد رمقها ويضمن لها مقومات الحياة وضرورياتها. وانتقد بشدة مشكلة التعليم الذي تتلقاه الفتاة، والذي ليس له من مفهوم التعليم الحقيقي سوى المظهر، وضرورة أن يصقل التعليم ثقافتها وروحها"، ونبه في كتابيه، الأذهان إلى وجوب خلق نهضة عامة من خلال تثقيف المرأة وتحريرها، ولضرورة نصرة المرأة، ويعتبر ما ورد فيهما بمثابة حجر الأساس في بناء نهضة نسوية قابلها الرأي العام المصري بالاستنكار والمقاومة.
لقد وصلت أفكار قاسم أمين وغيره إلى روح هدى شعراوي، وكانت تسمع باهتمام إلى صديقتها حرم رشدي باشا وهي تروي النقاشات التي كانت تدور بين بعض الشخصيات في منزلها ومع زوجها.
زارت مصر في هذه الفترة الآنسة "مارغريت كليما" مندوبة لمؤسسة كازينجي للسياحة، واهتمت بالتعرف على سيدات مصر ومنهن هدى شعراوي التي اهتمت باستقبالها وتبادلتا الأحاديث حول شكل الثقافة النسوية في مصر التي كانت إحدى الإشكاليات الحقيقية التي تعيشها.
لقد طلبت هدى من هذه السيدة إلقاء محاضرة عن الحجاب، وكانت أول محاضرة للسيدات في تاريخ مصر، وبسبب نجاحها اتفقت النسوة على أن يجتمعن كل نهار جمعة ليلقين محاضرات بالسيدات.
تابعت هدى نشاطها في الأعمال الخيرية ومعها نخبة من نسوة مصر بقيادة الأميرة "عين الحياة"، وشكلن لأول مرة بتاريخ مصر "مبرة" لتعليم البنات ما يلزمهن من واجبات الأمومة والعناية بصحة الطفل والتدبير المنزلي.
وبعد رحلة لهدى إلى باريس دامت حوالي الشهرين التقت خلالها وبمساعدة صديقتها "مارغريت كليما" بمشاهير المفكرين والمثقفين الفرنسيين، وبعد عودتها تابعت نشاطاتها وكان أهمها تشكيل جمعية (الرقي الأدبي للسيدات) وقد بدأت نشاطات هذه الجمعية بلقاء مع السيدة "لبيبة هاشم" صاحبة مجلة "فتاة الشرق".
حملت هدى هموم الأرض والحرية والنضال ضد الاستعمار، حملت صرخة المرأة المكبلة في خدرها، وانطلقت من بلاد نما العنكبوت على وجوه نسائها، لتقطع بقوة وروعة آخر الخيوط.
ألقت خطبة في السوربون بتاريخ 30 أيار 1916 ضمن نشاط المؤتمر النسائي الدولي الذي عقد من أجل منح المرأة الحقوق الانتخابية.
أصدرت عام 1925 مجلة "المصرية" باللفة الفرنسية، ثم أتبعتها بمجلة "المصرية" باللغة العربية عام 1937 وكانت مضامينهما هامة وجدية.
ولما وصلت حركة التحرر الوطني في مصر إلى مرحلة حاسمة جداً، واعتقل سعد زغلول ورفاقه بتاريخ 8آذار 1919، ثم كان نفيهم إلى جزيرة مالطا. وتقول هدى: (في هذا اليوم كنت أنا وزوجي نعمل معاً لخدمة وطننا لا لخدمة الأشخاص وكان زوجي يطلعني على ما يحدث وما ينتظر أن يحدث ليمكنني من ملء الفراغ الذي يحدثه نفيه أو سجنه، وقد نصحني بالاتصال بحرم سعد باشا وحرم محمد محمود باشا وبعائلات أعضاء الوفد، ويومها أعلنتُ قيام أول حركة نسائية سياسية في مصر ودعوتُ لتشكيل لجنة نسائية وفدية تضع كل قواها تحت تصرف الثورة وبقيادة سعد زغلول). وخرجتْ، لأول مرة المرأة المصرية وهتفت بأعلى صوتها: عاشت الحرية، تحيا مصر، يحيا سعد). وقد سقطت نساء شهيدات في ساحة الشرف وهن يقدن المظاهرات ويتعرضن لرصاص الإنكليز، وأضفن إلى تاريخ شعب مصر صفحات بيض مكللة بالعزم والقوة والتحدي.
ولعبت المرأة المصرية بقيادة رائدة نهضتها النسوية هدى شعراوي، دوراً مهماً أثناء الإضراب العام في مصر، وذلك بتشجيع الموظفين والعمال على عدم العودة إلى أعمالهم، وكتبت لجنة الوفد للسيدات إلى رئيس الوزارة رشدي باشا خطاباً تطلب منه الاستقالة، وعندما وصلته الرسالة قال: (النساء أيضاً يطلبن استقالتي وها أنا ذا سأقدمها فلنطمئن نفوسهن).
لقد بدأت هدى شعراوي بأخذ مكانها كقائدة سياسية نسوية إثر نفي قادة الوفد. ووجهت بتاريخ 22 آذار 1919 كتاباً إلى "الليدي برونيت زوجة الحاكم الإنكليزي لمصر" مما ورد فيه (أريد رأيك يا سيدتي في حكومتك التي تخول نفسها حق إعلان الأحكام العرفية في زمن السلم فتنفي أناساً لا يطالبون إلا أن يعيشوا أحراراً كرماء ؤ في بلادهم، ما قولك في جنود بلادك الذين يجوبون بالمدافع الرشاشة طرقات مصر الهادئة، ويطلقون الرصاص على شعبها الأعزل، إذا رفع بعض الشباب صوتهم مطالبين بالحق والحرية......)، وفوجئت هدى شعراوي بتعليق الليدي برونيت على تلك الرسالة (إنها دهشت من ذلك الخطاب ولم تفهم منه شيئاً).
قررت هدى شعراوي وقيادة الوفد النسائية إطلاق مظاهرة نسوية، واجتمعن صباح 22 آذار 1919 أمام "بيت الأمة" وهن يحملن لوحات كتب عليها (ليحيا مناصرو العدل والحرية- ليسقط الظالمون المستبدون- ليسقط الاحتلال...). وقام جنود الاحتلال الإنكليزي بمحاصرتهن كما أغلقوا الشوارع بالمدافع، وحاولت هدى شعراوي أن تشق طريقها بالقوة لتقود السيدات وتقدمت إلى الأمام، وإذ بجندي بريطاني يصوب بندقيته إلى صدرها، وحينما حاولت زميلاتها منعها من التقدم صرخت: (دعوني أتقدم ليكون لمصر اليوم مس كافل) (1) وعنما سمع الجندي البريطاني هذا الاسم تراجع وشعر بالخجل. واستمرت تلك المظاهرة ثلاث ساعات.
لقد بارك الجميع هذه التظاهرة، وقامت لجنة الوفد النسائية بتولى قيادة هذه الروح الجديدة المستمدة من الإيمان بالوطن والحرية، ولتكون لحنة ممثلة لكل نساء مص، واجتمعن لأول مرة وكرمز للوحدة الوطنية في الكنيسة المرقسية وانتخبن لجنة عليا تقود حركتهن. وبداية نشاطها توجهت بخطاب مفتوح لأعضاء لجنة اللورد سلتر التي وصلت إلى القاهرة للتحقيق بأسباب الثورة الشعبية، وأكدت في هذا الخطاب بأن الحركة الشعبية هي حركة وطنية محضة، والمسألة المصرية وطنية محضة.
وجاء قرار المحتل الإنكليزي لنفي سعد ورفاقه الخمسة، مرة ثانية، إلى جزائر سيشل في 23 كانون الأول عام 1921 ومنها إلى جبل طارق، وردَّ الإنجليز بطريقة همجية على المظاهرات الصاخبة وسقط عشرات القتلى، فكتبت هدى احتجاجها وبعثته إلى الماريشال اللنبي بتاريخ 25 كانون الأول 1921 ورد فيه: (إذا كنت يا صاحب الفخامة تعتقد في نفسك القدرة على خنق صوت الأمة المصرية بإبعاد الرجل الذي عهدت إليه بأن يتكلم باسمها، فارجع عن هذا الاعتقاد أيضاً، إذ إن القوة تفنى والحق يبقى، وسوف نواصل احتجاجنا بلا انقطاع عن التدابير الجائرة الظالمة التي تتخذها فخامتك ضدنا، وهي تدابير لن تؤدي إلا إلى إثارة غضب الشعب وغضب الله).
كانت هدى شعراوي أول سيدة مصرية رفعت عن وجهها النقاب، وفي مقال لإحسان عبد القدوس نشرته جريدة الزمان بتاريخ 8 كانون الثاني 1948 بعنوان النقاب الأول، ورد فيه: (وقد سألتها مرة في 20/3/1943 عن شعورها عندما ظهرت سافرة الوجه، فأجابت: كنت قد تعودت أن أرفع الحجاب كلما سافرت إلى أوروبا، وأذكر أننا دعينا مرة إلى حضور مؤتمر نسائي عام 1920، وكانت الدعوة موجهة إلينا من الاتحاد النسائي البريطاني. فاكتشفت أننا دعينا للتشهير بنا وإظهار بشاعتنا وهمجيتنا أمام نساء العالم إلا أننا عندما بدونا سافرات بين عضوات المؤتمر صاحت كل المندوبات: إنكن لستن مصريات، قلنا لِمَ، قلن: إن لكن وجوهاً مثل وجوهنا، ثم التفتت إحداهن إلى السيدة الجليلة نبوية موسى وقالت: ربما كانت هذه مصرية؟
واستطردت قائلة: أما كيف رفعتُ الحجاب في مصر، فكان ذلك عام 1920، وكنت عائدة من فرنسا بصحبة ابنتي وزوجها على نفس الباخرة التي عاد عليها سعد زغلول، وحينما وصلنا إلى الميناء استأذنت زوج ابنتي في أن أنزل وابنتي إلى الجموع الزاخرة المحتشدة لاستقبال سعد، سافرتي الوجه، فأذن لنا، ورفعنا النقاب، قرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول مرة بين الجموع..... فلم نجد له تأثيراً قط، لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته. ومن يومها رفعت الحجاب وانضمتْ إليَّ كثيرات من فضليات السيدات، ولكن الجرائد بدأت تهزأ بنا إلى حد تجاوز اللياقة، وكنا كلما خرجنا سافرات إلى الطريق أشار إلينا الناس وتهامسوا حولنا وضحك بعضهم هازئاً، وشتم البعض الآخر غاضباً... وكنت أتحمل كل ذلك صابرة متحدية. وقالتْ:000000 إن ابنتها بثينة هاشم شعراوي كانت أول سيدة مصرية تقدمت إلى الملك فؤاد سافرة الوجه وفي مجتمع رسمي. وكان عام 1925 عندما أقام زوجها محمود باشا سامي حفلة تكريم لوزير أمريكا المفوض في مصر شرفها الملك فؤاد بحضوره.
لقد دعي الاتحاد النسائي المصري الذي تأسس عام 1923، برئاسة هدى إلى كثير من المؤتمرات النسوية الأوروبية، ورُشِّحت في المؤتمر النسائي الدولي العاشر الذي عقد في باريس عام 1926، إلى عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي الدولي ونجحت بالتزكية.
استطاعت هدى شعراوي أن تشكّل مفصلاً هاماً في تاريخ حركة التحرر النسوي المصري، كما أن المرأة في مصر وبدفع من الأفكار الحديثة وبتأثير انتشار التعليم سارت على طريق التحرر والتقدم ظهر في ميادين نشاطها الاجتماعي والسياسي.
كانت وفاتها في شهر كانون الأول من عام 1947. وتقدمت جنازتها المؤثرة تلميذات مدارس الاتحاد النسائي وفتيات المشغل البطرسي الخيري، فحملة الأكاليل، فمندوب جلالة الملك ومندوب السلطانة ولفيف كبير من سيدات وكبار مسؤولي وشخصيات مصر. ورثتها الصحف التي تصدرت صفحاتها الأولى صور الفقيدة، كما تبارى الكتاب والصحفيون في الإشادة بمواقفها وبتاريخها المجيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "ممرضة بريطانية أرداها رصاص الألمان في دبلن، إبان الحرب العالمية الأولى بدعوى أنها جاسوسة"