كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المثقف وعابرو الكتب

باسل علي الخطيب- فينكس:
ماهي مهمة المثقف؟.....

مهمته أن يقلص قدر الإمكان من مساحة السلبيات في مجتمعه من دون تضليل وتزوير، ويزيد من هامش الإيجابيات، من دون تزييف او تطبيل....
المثقف هو من يضع يده على أمراض مجتمعه، ويقترح الحلول، لا أن يقف على الاطلال، ويردح كالناحبات الباكيات....
المثقف هو من يشير إلى حسنات مجتمعه، عملاً و إسماً و أشخاصاً، لتكون تلك الأعمال والأشخاص قدوة لغيرهم...
المثقف قد يكون عاملاً، فلاحاً، إمياً، استاذاً، دكتوراً، شيخاً...
هو ذاك الذي يكتنز مخزوناً من الحكمة، سواء كان ذلك المخزون ناتجاً عن تجربة، أو ناتج عن بصيرة، أو ناتج عن معرفة....
أما ذاك الذي يعرف السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، أو لوحة الغرونيكا لبيكاسو، أو رواية الحرب والسلم لتولستوي، أو النظرية النسبية العامة لاينشتاين، فهو شخص لديه مخزون (معرفي) محترم، لكن ليس بالضرورة أن يكون مثقفاً.... ولكن إن اقترن ذاك المخزون المعرفي مع الحكمة والبصيرة، و تزين ذلك بالادب والتواضع، فهذا هو المثقف الافضل والأجود، نحن هنا نتحدث عن مثقف يكاد يكون نبياً....
(المثقف) الذي لايحارب بثقافته الجهل والجهالة والتجهيل، الذي لايحارب بثقافته التعصب والتطرف والطائفية، المثقف الذي لايحارب بثقافته الياس والتيئيس، المثقف الذي لايزرع الامل والفرح والبهجة، المثقف الذي لايبتسم ويبقى عبوساً، المثقف الذي لايجيد إلا التهويل، المثقف الذي لايعرف من اسماء الله الحسنى إلا اسماء المنتقم والضار و القهار و المذل، ويتناسى: الرحمن، الرحيم، الحليم، الودود، الغفور، الباسط، الشكور، السلام، التواب، النافع، النور، الحفيظ، الوكيل، العفو، الهادي، الرؤوف، الجامع، الغفار، الكريم، الحميد، المجيب، اللطيف..... 
كل أولئك أعلاه ليسوا بمثقفين، هم مجرد عابرو كتب ونظريات....