كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عصام المحايري.. سياسي مخضرم وقيادي سوري قومي اجتماعي

زارني مرتين. هتف مرة. والأهم: اجتماع سداسي.

الدكتور جورج جبور
وتشيخ الذاكرة وتختلط الأمور.
متى كان اللقاءان الأول والأخير؟ لا أذكر.
ربما كان آخر لقاء لي به حين زرته مهنئاً له في مكتبه في الجبهة عام 2005.جورج جبور معتمد
أما الزيارة التي أذكرها جيداً فقد هيأ لها الأمين سمير رفعت وتمت في أجواء تثبيت وئام بين الأمينين عصام وأبي عصام. كان ذلك عام 1982 وانعام رعد (أبو عصام) رئيس الحزب آنذاك.
كانت الزيارة الثانية في شباط 2001. زارني ومعه الأمين بشير الموصلي. قدما إلي كتاب شكر مؤرخ في 10 شباط. رأت قيادة الحزب في الشام، هكذا تقول الرسالة، أن مواقفي إزاء الحزب توجب تقديم شكره لي. النص في كتيب: "الحياة الحزبية في سورية ومستقبلها"--- دمشق. 2004. ص 53-- 54 ----. في وقت لاحق ذكر لي الأمين إبراهيم الشمالي انه هو صاحب فكرة تسليمي رسالة شكر. أقترح واستجيب.
هتف مرة.
نعم.
أكثر من مرة لا ريب.
إلّا أنني أتذكر منها مرة واحدة هامة.
في أيار 1992 طالبت في ندوة بعثية فكرية بالنظر في إمكان ضم الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى الجبهة. ما أن عدت إلى المنزل حتى كان هاتف منه تبعه هاتف من إنعام رعد. الشكر والامتنان والإعجاب بالجرأة سمات الهاتفين. ربما أنهما في تلك الفترة كانا: طوارىء ومجلس أعلى. وغيري أعلم.
آتي إلى الأهم: الاجتماع السداسي.
من هم؟
رياض المالكي وزوجته
عصام المحايري وجوزيف سويد
جورج جبور ومحمد حرب فرزت.
الزمان: 22 نيسان 2005. ذكرى 50 سنة على اغتيال العقيد.عدنان المالكي. اقترحت. قبل الطرفان. كان أول لقاء بينهما منذ 50 سنة. قبل 1955 كانا صديقين.
لماذا سويد وفرزت؟ كان لدي الصديق الكبير ولدي شعور بأن من المناسب أن تدون على ورق تفاصيل الزيارة. لا أدري إن حصل.
زيارة تتمتع برمزية واضحة وقدرة على لفت الأنظار.
ربما أنها فعلت.
أظن أن قرار الرئيس بشار الأسد بتقديم مقعد في الجبهة إلى الأمين عصام إنما أتى بعد مدة قصيرة من ذلك الاجتماع السداسي.
ذكريات تشحب وتختلط.
والتدقيق مطلوب.
ذهب الشاهد بذهاب معظم من ورد ذكرهم في الأسطر السابقة.
نسيت أمراً دقيقاً في احترام التراتبية الحزبية..
حين دعوت إلى ذلك العشاء الذي جمع الأمينين عصام و إنعام دعوت أيضاً الأمين سمير. هو كان العرّاب. رفض وبحزم. لا مكان له معهما. ثمة مستوى معين للدعوة. تذكرت ذلك الموقف المنضبط لما علمت أنه هو من ترأس المجلس الأعلى في وقت لاحق وأشرف على انتخاب الرئيس.
هي كلمات تفصح عن مودة إزاء شخص ناضل وضحى وعانى. وأشهد انه كان دائماً في قمة اللياقة، تعبيراً وتصرفاً واحتراماً للناس. و أشهد انه كان موضع احترام من عرفت من الناس الذين تعاملوا معه.
رحم الله الفقيد الكبير و أسكنه فسيح جنانه. و أحر التعازي القلبية إلى السيدة رفيقة دربه وإلى كل من حوله.