كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أدهم خنجر و سلطان باشا الأطرش و ثورة جبل العرب

خالد محمد جزماتي- فينكس:

اشترك الثائر اللبناني أدهم خنجر بمحاولة اغتيال الجنرال الفرنسي "غورو"، ولكن المحاولة فشلت، فاضطر "أدهم خنجر" للهرب مع بعض رفاقه إلى الأردن، ثم قصد جبل العرب طالباً الحماية عبر رسالة تركها لسلطان باشا الأطرش لدى أهل بيته، لأن الباشا كان غائباً، فاعتقله الفرنسيون وأرسلوه من فورهم إلى دمشق، ولما وصلت الرسالة لسلطان باشا وقرأها، و كان نصها: "كنت قاصداً دياركم العامرة لأجل أن أحتمي بها من نوائب هذا الزمان".
كانت هذه الحادثة هي الشرارة الأولى و المباشرة التي أشعلت الثورة السورية الكبرى.. ولقد قام سلطان ياشا بقطع طريق السويداء، وبدأ النزال بين رجال الجبل الأشاوس وبين الفرنسيين المحتلين..أدهم خنجر
وكان أول المتصلين بسلطان باشا من دمشق الشيخ محمد الأشمر للتنسيق معه لإشعال الثورة في دمشق وغوطتها، ثم تبعه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر..
ومن ثوار حماة وحمص وصل للجبل المجاهد منير الريس ومظهر رسلان... وحدثت معارك واشتدت الحرب، وانتصر الثوار قي الكثير من المعارك، وقام الطيران الفرنسي المجرم بتنفيذ غارات انتقامية من الشعب الحاضن للثورة، وخاصة في الجبل والغوطة وعلى مدينة حماة.. ولقد دمر الطيران في إحدى غاراته منزل قائد الثورة.
وقام الجنرال الفرنسي "كاترو" بعرض 1000 ليرة ذهبية على سلطان باشا كتعويض عن داره ولإعادة بنائها، ولكن الباشا رفض العرض الفرنسي كما لم يقبل بإعادة بنائه إلّا في عام 1937 بعد أن عاد الى الجبل بصدور العفو العام.
بتاريخ 23 اّب 1925 صدر بيان عن قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش عنوانه "إلى السلاح إلى السلاح" فيه مطالب رئيسية أهمها:
1-وحدة البلاد السورية داخلها وساحلها والاعتراف بدولة عربية سورية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.
2- قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة سيادة مطلقة.
3- سحب القوى المحتلة من البلاد السورية وتأليف جيش وطني لصيانة الأمن.
4- تأييد مبدأ الثورة الفرنسية وحقوق الانسان في الحرية والمساواة والاخاء.. إلى السلاح ولنكتب مطالبنا هذه المشروعة بدمائنا الطاهرة كما كتبها أجدادنا من قبلنا، إلى السلاح والله معنا والانسانية، ولتحيا سورية حرة مستقلة.
بقي أن نعرف أن قائد الثورة لم يكن لديه طموحاً بشغل أي منصب في الدولة العربية السورية القادمة، ويطمح فقط إلى تحرير البلاد من المحتل الأجنبي.
أخيراً: إن سلطان باشا الأطرش حافظ على مبادئه الوطنية حتى وفاته، ولم يستطع أي مغامر أو مسؤؤل أن يجره لصالحه التي تخالف المصالح العامة الأهلية والوطنية.