كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. عبد الله حنا: السلطان عبد الحميد في شعر نزار قباني

نزار قباني الشاعر الدمشقي, الذي غزا بقصائده قلوب عشرات الألوف من الشباب والشابات في العالم العربي, عكس في قصيدته "أوعية الصديد" ما كان شائعا عن الحياة الخاصة للسلطان عبد الحميد وراء جدران قصر يلدز وسط محظياته وخليلاته وجواريه.
وليس هدفنا هنا اثبات او نفي ما كان يشاع عن الحياة الخاصة للسلطان, الذي لم يكن يختلف عن أجداده في اقتناء الجواري وسهر الليالي... المهم أن نزار قباني استخدم اسم عبد الحميد وعهده على لسان فتاة غرر بها شاب ثمّ تنكّر لها. وهي تصفهُ باشنع النعوت: صغير النفس, ثور طريد, سفاح, قرصان وغير ذلك. وهذا الشاب الحامل لهذه الصفات هو من ورثة السلطان عبد الحميد والسائرين على خطاه في الميدان الجنسي واستباحة السبايا الصبايا،
ومما نظمه نزار:
يا وارثاً عَبْدَ الحَميدْ
والمتكَّى التَرْكيُّ
والنَرْجيلَةُ الكَسْلى تَئِنُّ وتَسْتَعيدْ
والشركسيَّات السَبَايا حَوْل مضجعه الرَغِيد
يسقُطْنَ فوق بساطهِ.. جيداً فجيدْ
وخليفةُ الإسلام, والملِكُ السعيدْ
يَرْمي, ويأخُذُ ما يُريدْ
لا.. لم يَمُتْ عَبْدُ الحميدْ
فلقَدْ تَقَمّصَ فيكُمُ عَبْدُ الحميدْ
***
تنويه وتوضيح:
إن ابن القصور الشاب عبد الحميد لم يشتط كأكثرية ابناء السلاطين نحو اللهو ومعاقرة الخمرة ومعاشرة الجواري، بل سار في طريق معتدل واستعان على نوازع الشباب بالكتمان، مما ساعده في إخراج سيرته وكتابتها بصورة تخالف سيرة معظم ابناء السلاطين.
وهذا ما سنتناوله في حلقات مقبلة مأخوذة من مخطوطنا:
"الاستبداد السلطاني لعبد الحميد.. متسترا بعباءة الخلافة.. بين مؤيديه ومعارضيه".