كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. عبد الله حنا: "نشيد القرى"

في 11 تموز 1937 نشرت جريدة "صوت الشعب" الشيوعية البيروتية، التي كانت توزّع في سورية ولبنان، قصيدة "نشيد القرى" للشاعر قبلان مكرزل عبّرت بمعانيها وموسيقاها أحسن تعبير عن حياة الفلاح وآلامه وتطلعاته إلى الغد المشرق. وغالبا ما كان المناضلون المتنقلون على أقدامهم، وهم يصعدون الجبال ويهبطون الوديان للوصول إلى الفلاحين والمضطهدين في قراهم ينشدون في أربعينات وخمسينات القرن العشرين "نشيد القرى" الزاخر بالمحبة وروح النضال حيث يعيش السائر على طريق الحرية في أجواء رومانسية، وتأخذ أحلام المستقبل بمجامع قلبه، وتبعث فيه النشاط والحيوية وحب العمل لخدمة الإنسان والوطن. وفيما يلي كلمات "نشيد القرى".
ونتمنى أن يقوم أحد الشعراء بنظم قصيدة مماثلة لنشيد القرى بعد الاصلاحات الزراعية في مصر وسورية والعراق وتصدّع بنيان الاقطاعية في ستينيات القرن العشرين حيث اتصفت ملامح الريف بالتالي: توزيع قسم من أراضي ملاك الأرض على الفلاحين غير المالكين. تغيرات متنوعة في ملكية الارض وتقنية الزراعة. تدخل الاجهزة الامنية لأخذ "حصتها" من الخلاف بين المتخاصمين.. ظهور فئات طفيلية ليست بعيدة عن السلطة الحاكمة شرعت تأكل الأخضر واليابس. وهذا السبب من عوامل المآسي التي يواجهها العالم العربي.
- 1-
من بهاء الطبيعة
في قرانا المنيعة
نتلقّن سر الجمال
من هدير العواصف
والرعود القواصف
نستمد فنون النضال
- 2-
مذ رأينا النهارا
ودرجنا صغارا
بين هذي الربى والحقول
غصبتنا الهناء
جرعتنا الشقاء
هجمات العدو الدخيل
- 3-
كم حُرمنا الطبيبا
وفقدنا حبيبا
بين إخواننا البائسين
كي نؤدي ضرائب
للطغاة الأجانب
ونبيت الدجى جائعين
- 4-
كم زرعنا الحقولا
وانتظرنا الفصولا
مدنيات أوان الحصاد
فأتتنا الجباة
والبنوك الطغاة
ناهبين حصادا وزاد
- 5-
أرضنا اغتصبوها
أهلنا شردوها
أين تأوي بنونا الصغار
قد كفاكم تمادي
يا أعادي البلاد
وكفانا خضوع وعار
- 6 -
مع هبوط الليالي
من صدور الجبال
يتعالى نشيد مهيب
ذا نشيد قرانا
رددته ربانا
منذرا بانفجار رهيب
*****
***
*
" نشيد القرى" المنشور أعلاه مُهدى إلى
الاستاذ علم عبد اللطيف
والهدية "مو بلاش" بل ثمنها نظم علم عبد اللطيف قصيدة معارضة لنشيد القرى
نشيد القرى نظمه قبلان مكرزل عام 1939 معبّرا عن الظروف السائدة أيام الاقطاع والاستعمار
ونتمنى على الاستاذ علم عبد اللطيف أن ينظم قصيدة تعبّر عن الاوضاع السائدة بعد قوانين الاصلاح الزراعي حتى نهاية العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، أي قبل 1911.
كاتب هذه الاسطر لم يتعرف شخصيا على علم عبد اللطيف، ولكن بعض أشعار علم شدتني لتقديم الهدية له. وهذا لا يمنع أن يقوم من يستطيع بنطم قصيدة مماثلة.
مع التحية للمناهضين ضد الاستغلال و "السلبطة"، وكل طغيان داخلي أو اقليمي أو دولي.