كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أزمة البصل!

د. محمد رقية - فينكس:

لم يكن بودي أن أكتب عن أمر البصل و أزمته الحالية لأن هناك مواضيع أهم، ولكن كثرة الحديث عنه على مواقع التواصل الاجتماعي وعن غيابه من السوق ووصول سعره الى 18000 الف ليرة سورية للكيلو الواحد في دمشق دون البحث في الأسباب دفعني مضطراً للتطرق الى هذه الظاهرة الغريب جداً حدوثها في بلدنا.
1- ما هو سبب الأزمة؟
بداية يجب أن نحدد ما هو سبب أزمة البصل.
هل هو نقص كميات الإنتاج، أم عدم وجود انتاج، أم أنه تم تصديره؟!
وكل حالة من هذه الحالات يجب أن تعالج لوحدها.
2- إن كان السبب هو التصدير، فيجب محاسبة من أعطى قرار التصدير بشكل يفقد المادة من السوق، لأن تأمين حاجة السوق الداخلي أهم من التصدير، وكما هو معروف تصدر الكميات الفائضة عن حاجة السوق في أي مادة كانت. وليس الكميات الي يحتاجها السوق الداخلي.
إذاً المحاسبة مطلوبة، ويدخل هنا بشكل مباشر وزارة الاقتصاد ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والمصدرين.
3- إذا كان السبب نقص في الإنتاج فيجب البحث عن أسباب هذا النقص، هل هي نقص المساحات المزروعة، أم نقص كمية الإنتاج في وحدة المساحة؟
وكل حالة يجب دراسة أسبابها وكيفية معالجتها ولماذا حصلت؟ وهذه هي مهمة القائمين على العمل في وزارة الزراعة، وتجب محاسبة المسؤولين عن التقصير وفق السبب الذي يتم تحديده.
4 - أما إذا كان السبب عدم وجود انتاج، وهذا أشك فيه، فيجب دراسة كل الأسباب التي أدت الى عدم الإنتاج بدءاً من تأمين بذور البصل مروراً بتأمين الوقود اللازم للفلاحة وتأمين مصادر المياه اللازمة لذلك وانتهاء بتقديم السماد المطلوب للفلاح ودعم وسائل انتاجه بكل السبل.
ووفقاً لنتائج الدراسة تتم المحاسبة.
5- أهيب هنا بكل العائلات في الأرياف بأن يزرعوا كل ما يمكن زراعته في حواكير بيوتهم من البصل الى التوم الى كل أنواع الخضار التي يحتاجها المنزل صيفاً أو شتاء.
وربما البعض يقول بأنه لا توجد مياه لهذه الزراعات. هنا يكون دور الحكومة كبيراً في ضرورة تأمين هذه المياه، ويلعب العامل الشخصي دوراً مهماً في تجميع مياه الشتاء.
6- رحم الله أيام زمان قبل خمسة عشر عاماً عندما كانت تباع أكياس البصل السلموني في شوارع دمشق وسعر الكيس وزن 25 كغ بثماني ليرات سورية.
7- بلدنا كلها خير، أرضها خصبة ومواردها كثيرة وعظيمة، ولكن ينقصها الإدارة السليمة والناجحة لهذه الموارد بعيداً عن كل أشكال البيروقراطية والعجرفة والفساد.