كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

منصات التواصل الاجتماعي والمسؤولين!

يونس خلف - فينكس:

تطالعنا بعض الصفحات الرسمية والخاصة كل يوم أنه بعد نشر كذا حول القضية الفلانية أو حول ما قيل عن كذا.. أو بعد الفيديو المتداول.. وجه الوزير أو المدير الفلاني بمعالجة الموضوع، أو استقبل صاحب الشكوى، أو تابع ملابسات الموضوع وتم لاتخاذ الإجراءات المناسبة...
هذا يحدث على صفحات التواصل، أما ما يتم نشره في الصحف ووسائل الإعلام الرسمي والخاص فليس هناك من يقرأ أو يتابع. لا بل أكثر من ذلك، ربما الوقائع نفسها التي يتم متابعتها والاهتمام الاستثنائي بها تكون قد نشرت في وسائل إعلامية رسمية أو  مرت على أروقة المسؤولين وتقدم أصحابها بشكاوى فكان مصيرها الإهمال والتطنيش. 
الأمر الآخر.. لماذا لا يعلم أصحاب الشأن والقرار ودوائر العلاقات العامة لديهم بما يحدث إلا بعد أن يتم النشر في وسائل التواصل الاجتماعي؟
و لماذا  لا يكون الاهتمام بها بنفس الدرجة التي يلقاها أي بوست يتم نشره.
ما قصة وسائل التواصل الاجتماعي لدى بعض المسؤولين الحكوميين؟ 
بعضهم جعل منها منصات لاستعراض العضلات والعقارات والمليارات، وهناك من أسس مجموعات على الفيس للتلميع ولا يخفى أن ثمة من يتبع لهم أيضاً الذباب الإلكتروني الذي يتم استنفاره عند اللزوم.
   لا يخفى إن التفاعل المكثف الذي تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من خلال خصائص تفاعلية عالية جداً في مدى زمني قصير وتعمل على إنشاء حوارات جماعية تضم أعدادا كبيرة من المشاركين فضلاً عن أنها تعطي القوة لأي فرد من الجمهور ليصبح وسيلة إعلامية مستقلة بحد ذاته ما أدى إلى تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد تقتصر على كونها نافذة للتواصل بين الأفراد وإنما باتت تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله وتنشئة الشباب وتثقيفه، وهذا يثير بدوره مجموعة من التساؤلات المهمة منها: ما هي طبيعة العوامل التي تعزز دور وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي طبيعة تأثيرها في صناعة الرأي العام وتشكيله؟ وكيف تؤثر في عملية تشكيل الوعي لدى الشباب وكيف يمكن إعادة تنظيم هذه المنصات وضبطها؟
وبالعودة إلى علاقة هذه المنصات بالمسؤولين وأصحاب القرار، فإذا أردنا أن نعرف لماذا يتابع المسؤول ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ويهتم به وربما يسبب له القلق  علينا أن نعرف أسباب عزوفه عن ما تنشره وسائل إعلامية رسمية؟