كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

خدّام اللات والعزى ومونيكا الثالثة الأخرى

باسل علي الخطيب- فينكس

ترى من الذي قال:
لاتشتري العبد إلا والعصا معه
إن العبيد أنجاس مناكيد
أتراه يوجد فارق ما مابين عبد الفتاح السيسي وكافور الاخشيدي؟....
تلك كانت كذبة كبرى اسمها الجامعة العربية، وتلومون مظفر النواب أنه استعمل تلك الألفاظ؟...
وكان أن اكتشفنا في هذا الهزيع الأخير من الأمة أن بيلاطس مازال يعيش بين ظهرانينا، يغسل يديه ويصرخ أنا براء من دم هؤلاء....
نعم، وكان أن تأكدنا بعد الطعنة الخمسين أن الاعراب يبقون أعراباً.... ليس للجرح حدود، خاصة عندما يكون الجرح في الروح، الكثيرون أنشبوا سكاكينهم في خاصرة سوريا، الكثير من هؤلاء الكثيرين كانوا من (الأشقاء) الأعراب، سدنة وموظفو المشيخات النفطية إياها، والمصاب الأكبر أن معهم ـم الدنيا..
ثلة المقاولين، المنافقين، المهرجين، المتملقين، اعلاميو الصفحات الصفراء، رجال دين خطبهم وفتاويهم في جيوبهم، صائدو الرواتب، طائفيون بربطات عنق، أشباه مثقفين لايجيدون التفريق بين أقلامهم وأصابعهم الوسطى، فيستعملونها بالطريقة نفسها مع أنفسهم، الفارغون في الفراغ، التافهون إياهم..
تسألون مالذي جمعهم؟ جمعتهم أقراص الحقد ضد دمشق..
نعم، أصبحت مهنة المنافق والعميل والمهرج والبهلوان مهنة جد مربحة لتلك الزعامات القبيحة، أذلاء الأمس أصبحوا طبول اليوم، ولاتسلوا ماذا يمكن أن يفعله الطبل إذا استقوى على شمس الحقيقة...
مأجورو الضمير واللسان والذين جبلوا من فحش الفضيحة، صاروا يتباكون على الديمقراطية والاصلاحات في سوريا...
نعم، وكان أن اكتشف أولئك الأعراب أن جلد النعاج أقرب إلى المنطق من جلد النمر، اكتشفنا بهمة شيوخ النفط وكافور الاخشيدي إياه أن هذه البيداء قد تحولت إلى حديقة غناء للغواني....
هل تستطيعون أن تقولوا لي ماهو مذكر غانية؟...
إذاً، خذوا علماً: هؤلاء الأعراب لهم جد يدعى أبو رغال، يلاعبون اللغة على طريقة بديع الزمان الهمذاني، يراقصون الفول المدمس، يتناولون الفياغرا، ويضاحعون كامب ديفيد ووصيفاتها...
إن كل من يتجرأ ويقول لا على طول هذه الصحراء يرجم بالحجارة الآتية من خاصرة الفضيحة، التي في عقر دارنا قبل أن يرجم بالقاذفات الآتية من وراء الريح..
لم يعد الكيان الصهيوني هو العدو، العدو هو سوريا، وعليه لا يفترض بنا أن نذهب بعيداً في القلق، لا حاجة لنا بعد الآن لشاربي عنترة، ولا حتى لصوت فيروز، الذي يحاول أحياناً أن يغسل بضوء القمر قلوبنا الصدئة المثقلة بالقضايا التي سقطت بمرور الزمن أو بمرور الدبابات الإسرائيلية...
لابد من أن يخلع السوريون ثوبهم القديم، المطلوب أن يضع السوريون القلنسوة اليهودية على رؤوسهم..
غريب أن تكون الذاكرة السياسية خاوية وراقصة ومتراقصة، بل وعاهرة وعاهرة جداً إلى هذا الحد...
هل سبق وحدثكم أحد عن ذاكرة البغايا؟ ذاكرة البغايا أيها الأصدقاء قصيرة جداً، ألم يَجُب أمراء وملوك الاعراب قبل هذه الحرب وأثناءها عواصم الكراهية والحقد والعدوان والغطرسة وصولاً إلى تل أبيب، ولسان حالهم، لماذا لاتجتاحون دمشق وتجلسون القرفصاء فوق أرواحنا دون أن يعكر صفوكم أحد إلى يوم القيامة؟....
ترى لو قدر للبلاهة أن تتجسد، ألن يكون محمد بن سلمان خيارها الأول؟.. نعم، لا ثقافة الآن إلا ثقافة مولانا، لا عبقرية إلا عبقرية مولانا، مولانا الذي لايفك الحرف، لكنه يفك كيسه أو محفظته لمن كان مدّاحاً لجلالته، نبّاحاً على أعداء جلالته، نعم، لا قيمة لأي مثقف في هذه الصحراء إلا إذا أخذ شكل الدجاجة وراح يصبح في أرجاء البلاط..
أمة يدوي في أرجاء جسدها قرع الطبول الفارغة، أهذا عصر السبات الأعرابي، أم أنها بالأحرى ثقافة الشعير؟...
انظروا إلى ثقافة الشعير كيف تصنع شكل رؤوسهم، حدود خيالهم.. خيالهم بكل بساطة لا يتجاوز أكبر صحن حمص أو أجمل نعجة في العالم، خيالهم لايتجاوز شفتي يوسف القرضاوي..
ذاك المرض القديم الذي كان يدعى شهرذاد، صار يدعى الآن أمريكا، أمريكا حلت لديهم محل الله، تتدخل في كل شيء، في عيون نسائهم، في شكل خيالهم، في حركات أيديهم...
هل أتاك أيتها السيدة زنوبيا حديث أحمر الشفاه الذي استعمله مونيكا إياها؟.. أم أنها دبلوماسية التشكلس حسب وصف مادلين أولبرايت؟ هل نمضغ فعلاً التشكلس أم نمضغ الحنظل ثم ننحني لأحمر الشفاه؟..
نعم، تحضر الآن سجادة أعرابية حمراء على أنقاض سوريا، نعم، سجادة أعرابية حمراء لإسرائيل الكبرى..
أي صحراء بشرية هي هذه الجموع على طول هذه القارة؟ هذه الأمة ليست إلا كوميدية لغوية، تبدأ بالفراغ وتنتهي بالفراغ..
أولئك الذين يهزهم ثغاء معزاة خضعت للكثير من الجراحات الاستراتيجية لتظهر بكل فجورها عل الشاشة، أكثر مما يهزهم هدير هذا الإعصار الذي يكاد أن يجتث عظام يعرب بن قحطان من عظامنا...
كيف لا؟.. مادام خادم البيت الأبيض راضياً عنهم، راضياً عن بقية الخدم، خدّام اللات والعزى ومونيكا الثالثة الأخرى...