كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

العمرُ الصّبيُّ..

سعاد محمد

أيّامٌ تطويني وتفردُني أيّامٌ..
كقطعةِ لباسٍ لا لزومَ لها!..
ويدي، أيضاً، لا لزومَ لها..
لا هي مسحتِ الحمّى عن جبينِ البلاد..
ولا ملَّحتْ بالدفءِ..
عمرَ الرَّجلِ الّذي أحبّ!
لولا السّعةُ في التماسِ الأعذار..
لمتُّ بغصّةِ أنَّ..
رقَّةَ الحالِ ضيَّعتْ ثوبَها العفيف!
فالجدائلُ صارت نوادلَ في مقاهي الفضاء..
والفروسيّةُ رهنَتْ فرسَها الأخير، لتطبعَ ديوانَ شعر!
لصوتِكَ يدٌ..
ولصوتي جسدٌ..
شكراً لعفَّةِ الظّروف!
أتنشَّقُ وردةَ صوتِكَ..
ويتحفّزُ بي قفيرٌ من النّساء!
صوتُكَ الذي خرمتْهُ أوجاعُ النّاسِ..
أقبِّلُ بُحَّةَ المسكِ الشّريفِ به!
أحبّكَ..
منذُ عذريّةِ الشّفتينِ
منذ سقتٔ آدمَ..
خمرةَ اللّحظِ حوّاءُ..
وكان الأطفالُ يقطفون عن دموعِ العين!
أحبّكَ من قبلِ أن تُربى الثعالبُ في القلوب!
أحبّكَ تغسلُ العمرَ الصّبيّ من حماقاتِه..
بعدَ أن يتسلّقَ جبالَ زنديك!
أحبُّكَ..
لا تضعٔ كلمةَ سرِّ قلبي..
حتّى لا تتشرّدَ، والبردُ قريبٌ، خارجَ القصيدة!