يا دلبة الغبيط عمت مساء
تعب الزمان وما تعبت عطاء
تتدفقين على الطريق سخية
ظلا-إذا استعر الهجير-وماء
تترشفين النبع كأس صبابة
يغري ببوح فتونك الندماء
تسقين من يدك العطاش فلا لظى
يبقى ، وتمتلئ القلوب صفاء
يا فتنة الوادي وضوع طيوبه
أنسام سحرك تسكر الجوزاء
تأوي عصافير المساء، فتسكبين
الليل أنغاما لها وغناء
من عمر هذا الدهر كنت مبيتها
ولكل حب مخدعا وخباء
كم ذاب وجد العاشقين
على يديك تولها وتألقا وسناء
كانون ساقاك المدام بكأسه
فنضوت عريك فتنة غراء
دوحا من الماس النقي إذا هي
انسكبت على المشتى الثلوج رداء
والنهر من شجو الفراق وغيرة
نسج الشتاء لركبتيك غطاء
هو والزمان مسافران وخالد
في الأرض جذعك لا يهاب فناء
كم عاشق يا دلبتي كانت له
"العين العتيقة" موعدا ولقاء
والمالئات جرارهن عشية
سرب من الغزلان جئن ظماء
حورية المشتى بغنجة كاعب
تتداولين الشعر والشعراء
حورية المشتى .. ويشعل أضلعي
وجع الحنين محبة ووفاء
قدح على "الغبيط" يشفي مهجتي
وشقاء عمري لا يعود شقاء
قدح على "الغبيط".. أية جنة
فيها تعلم آدم الأسماء!