كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الهوية وطعم البرتقال

حسين عبد اللطيف- فينكس

في قريتي
لا أستطيع الحصول على ما أريد
فأغمض عيني
وأتخيل مدينة حكايا جدتي.
حيث يمكنني الحصول على ما أشتهي
مقابل حلم تصوغه الروح
وتلقيه ثمناً في حُجْرِ حارسة الخيال:
تأخذني القصائد في الرحيل
وأرى سجاحَ
تجول في عُرْي العقول، وتقترب مني
وفي يدها المجامر والبخور
تطلق من أصابعها الدخان
تصيح بي
أن أقترن بالحرف والرؤيا...!
وتلقي في فمي سر الكلام.
هي قريتي
أخت القرى ونسيج أحرفها
والابنة الكبرى
لأختٍ ما يزال البرد يسكن ظلها .
هي أغنيات تفرش الألوان والذكرى
توزعها الإرادة والحنين.
هي ما تبقى من نسيم الوجد
يلمُّ أحشائي ويعصرها
فتهجرني البلاد ولا تعود
هي وجه أمي
والبنفسج في الحقول.
هل تصغي؟... بنفسجة تبوح:
نحن أبناء البراري
قُوتُنا جذرُ النبات وعشبُها البرِّي،
ويظل يأخذنا النهار.
أتعبتنا قسوة الترحال
علقنا العيون إلى السماء
لم نجِدْ شيئاً سواها
الريح....!
هالنا المجهولُ
ثبتنا جذور وجودنا في الأرض
من هولِ العواصف.
أبدلنا طراوتها قساوة وجهنا
تلك الحياة، وذاك ميلاد الفصول.
ذاكرتي
هي الأولاد في زمن الرحيل
يشردون دروبهم نحو المدائن، والبحار
الهائمون؛ تلفهم قصص المنافي.
أهلي هناك
الهاربين أمام أحلام القبيلة
يطبقون شفاههم قبل الأنين
ويحلمون
وهم يعاقرون الموت قرب الموقد الحجري.
يمتهنون أسباب التوجع والفجيعة
تبعدهم مسافةُ قبلةٍ ونثارُ قمح
من شواطئهم، وطعمِ البرتقال.
2016