كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

صَبا

عبد الكريم الناعم

 وكنتُ أُصْغي، وأرنو، والبَهارُ مَدى
وهاأنا اليومَ، لا سمْعٌ، ولا بَصَرُ
يَردُّني البحرُ عن ميناءِ أشْرعتي
فَأَنْشُرُ الماءَ، ظمْآناً، وأَخْتَصِرُ
أَوْقَفْتُ نفسي وأَغْرَيْتُ المُدامَ فما
ثَمِلْتُ إلّا وكنتِ الحًزْنَ يَنْهَمِرُ
أَنْهَلْتُكِ القلبَ ظَمْآناً فَأَفْردَني
أنَي القتيلً، وأنّي الضّفّةُ.. النَّهَرُ
وَددْتُ لوْ بُحْتُ بالأسرارِ غامِضَةً
فيَعْرفُ الغصْنُ ماذا يَذْخَرُ الثَّمَرُ
وددْتُ لوْ بُحْتُ، هلْ يُرْضيكِ أنَّ مدىً
أعيا، فَأَوْدى، فهذا خافقي شَرَرُ؟!
وكنْتُ مِن قبْلُ بَحْراً مُدْنَفاً عََبَقَتْ
فيه الغواياتُ حتّى اسْتَرْشَدَتْ غُدُرُ
تَأَلَّقًت نارُهُ ليلاً فما تَرَكَتْ
منهُ الجِراحُ سوى نَزٍّ،
هوَ النَّهَرُ
ضاقَتْ بهِ ضفّتاهُ حينَ خاتَلَهُ
بُعْدُ المسافاتِ، فاكْتَظَّتْ بهِ الصُّوَرُ
قدْ كنتِ لي الماءَ، والأشجارّ باسِقَةً
وهاأنا اليومَ.. لا ماءٌ.. ولا شَجَرُ.