كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

في هوية المسرح العربي

سامر محمد اسماعيل

البحث في هوية المسرح العربي ضرب من الجدل البيزنطي، فمنذ ستينيات القرن الفائت حاول الكثيرون ذلك تحت شعار "تأصيل أصول المسرح العربي". هل بحث الفرنسيون في تأصيل أصول المسرح الفرنسي. هل يمكن الحديث عن مسرح صاف عرقياً في كل العالم.
هل يمكن الحديث عن مسرح فرنسي بلا بيكيت وأداموف يونسكو وجورج شحادة؟ وهؤلاء كما نعلم ليسوا فرنسيين.
المسرح هو المشترك الإنساني، وطبيعة هذا الفن لا تسمح بهذا الطرح، بل لا يمكن أن نضع كلمة مسرح أمام عرق أو دين أو هوية.
إن المسرح ولد كفن من حاجة الإنسان أينما وجد للاجتماع والفرجة. ولد المسرح كي يجمع لا أن يفرق، ثم ما الفائدة من فحص زمرة دم المسرح سواء كان عربيا أم يابانياً أم روسيًا أم أمريكياً أم برازيلياً؟
على حد علمي لا يوجد اليوم أطروحة تقول بصفاء عرقي للمسرح. بل هناك دعوات كانت بدأت مع بيتر بروك و أوجينو باربا وآرتو للإفادة من مسارح الشرق الآسيوي والعمل على توظيف مشهدياتها في الريبرتوار الغربي، وكل يوم وكل سنة تزداد حركات المثاقفة للاطلاع على مشهديات مسرحية تغني المسارح القومية وتجعلها تخرج من أتون المونولوجية أو خطاب الذات، في الوقت الذي يبحث فيه البعض عن هوية نرى الآخر في الشرق والغرب يسعى للاندماج والتشاركية في الأفكار وأنماط الأداء الجديدة وغير المتداولة.
لا وصفة في المسرح كما في الفن عموماً لعرض أو أسلوب من أساليب التعبير. إن مثل هذه الأطروحات تجعلنا نمارس رفاهية فكرية على حساب إنجاز المتعة وتحقيق عروض قادرة على استقطاب شرائح جديدة إلى صالات المسرح..