كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المنتج السينمائي السوري نادر الأتاسي

محمود عبد الواحد
المهندس والمنتج نادر الأتاسي
ولد نادر الأتاسي في حي باب هود حمص 1921، وحصل فيها على الشهادة الإعدادية، ودرس الثانوية في مدرسة التجهيز في دمشق، ومن ثم توجه إلى بيروت إلى الجامعة اليسوعية وتخرج من معهد الهندسة الفرنسي في بيروت بدرجة جيد.
هو الذي أنتج كل المشاريع السينمائية للرحابنة ونقلها من المسرح للشاشة الكبيرة، كذلك فعل مع مشاريع الفنان دريد لحام الذي أنتج له معظم أعماله في السينما، وتعاون مع شركات بلدان أخرى ومع مخرجين ونجوم عرب مشهورين، هذا المنتج الكبير يملك في سجله أفلام السيدة فيروز منها: بنت الحارس- سفر برلك - بياع الخواتم، كذلك فقد أنتج للفنان الكبير دريد لحام: الحدود- التقرير (السيناريو لـ محمد الماغوط) - كفرون، وأخيرا أنتج مسرحية هالة والملك للأخوين رحباني، في فيلم استعراضي من إخراج حاتم علي باسم سيلينا. وأنتج للتلفزيون مسلسل (الملاك الثائر) الذي يتناول قصة حياة جبران خليل جبران، وعرض المسلسل عام 2007 في عدة محطات تلفزيونية.
هو مالك سينما دمشق الشهيرة، والتي رممها وحدثها وغير اسمها إلى سينماسيتي.
توفي في 20 يونيو عام 2016.
للاستزادة:
نادر الأتاسي في ذكرى وفاته الأولى.. الحالم الكبير مع السينما
المصدر: وكالة سانا
مسيرة المنتج السينمائي الراحل نادر الأتاسي تختصر نحو نصف قرن تقريباً من العمل والسينما ترك عبره أرشيفاً سينمائياً ضخماً من الأفلام التي قام بإنتاجها في القطاع الخاص ضارباً بذلك مثلاً عن رجل الأعمال المشتغل في الثقافة والفن.
الأتاسي الذي تمر اليوم ذكرى رحيله الأولى ولد في حمص عام 1919 ودرس الهندسة في دمشق ثم حصل على شهادة الهندسة من الجامعة الفرنسية ببيروت ليؤسس عام 1959 سينما حمص التي كانت بداية مشروعه السينمائي الخاص منطلقاً بعدها في مشروعه لامتلاك أكبر عدد من الصالات في مناطق مختلفة من سورية.
ويفيد كتاب سيرته الذاتية الذي أصدره كمذكرات عن حياته الكثيفة حياتي ثلاثية الأبعاد بأن الأتاسي وخلال ثلاث سنوات 1958 الى 1961 أصبح صاحب الكلمة الفصل في نصف صالات سورية، ليسعى بعدها لامتلاك صالة سينمائية في العاصمة فوقع اختياره على سينما دمشق التي افتتحت عام 1947 ليبدأ عام 1961 باستثمارها ومن ثم تحديثها ومواكبة التطور الحاصل في السينما العالمية لتكون أحدث وأفخم دار سينما في سورية ولبنان.
كما يبين في كتابه كذلك أنه وبعد أن أصبح مالكاً لنصف عدد صالات السينما في سورية فكر في خوض مجال إنتاج الأفلام التي ستعرض في صالاته فكان فيلمه الأول يا سلام على الحب الذي حقق نجاحاً كبيراً وشكل بداية ناجحة له لدخوله في مجال الإنتاج السينمائي لتتتالى بعد ذلك إنتاجاته لعدد من الأفلام في لبنان وسورية وكانت حسب قوله في الكتاب ذات طابع تجاري ليتوج ذلك عام 1964 بفيلم عقد اللولو لمخرجه يوسف معلوف وبطولة صباح وفهد بلان والذي لاقى نجاحاً كبيراً فاق كل تصور.
وعمد نادر الأتاسي عام 1964 وبعد مشورة وتشجيع من صديقه المنتج الراحل تحسين قوادري لتوظيف عائدات مشاريعه الهندسية والتعهدات في إنتاج سلسلة من الأفلام السينمائية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وجعل من حضوره في سينما القطاع الخاص علامة فارقة ولا سيما بعد استثماره صالات سينمائية كبرى في كل من حمص واللاذقية وحلب ودمشق.
الأفلام الخالدة التي أنتجها الأتاسي للأخوين رحباني والسيدة فيروز كانت منعطفاً كبيراً في حياة هذا الرجل الذي أغمض عينيه في ال 20 من حزيران العام الماضي عن 97 عاماً فكان إنتاجه لأفلام بياع الخواتم 1964 ليوسف شاهين وسفر برلك 1967 وبنت الحارس 1968 لهنري بركات ترجمة للحلم الذي طارده هذا الحالم الكبير بين صالات سينما حمص وصالات سينما العالم مقتحماً بذلك المضاربات التجارية، فتجربته مع الرحابنة أطلقته بقوة في عالم الإنتاج السينمائي العربي لكنه وفي مطلع الثمانينيات لم يتوقف مع انكفاء تجربة سينما القطاع الخاص في سورية بل ظل الأتاسي وفياً لغرامه بالشاشة الكبيرة.
مهندس السينما الخاصة كانت خياراته الإنتاجية دائماً بعيدة كل البعد عن منطق شباك التذاكر الذي كان سائداً لدى أترابه من منتجي القطاع الخاص، والتقى مرة أخرى بدريد لحام الذي كان قد أنجز وقتها مع محمد الماغوط سيناريو جديداً حمل عنوان الحدود 1984 محققاً أرفع الجوائز في المهرجانات العربية والعالمية، ما شجعه بعد ذلك لإنتاج فيلمي التقرير 1986 والكفرون 1990 ملتفتاً هذه المرة للفيلم السياسي الناقد ومعيداً بذلك مجد أفلام القطاع الخاص التي لم يدخل الأتاسي في بازارات موزعيها، فالسينما كانت بالنسبة لهذا الرجل وعبر أكثر من نصف قرن من معايشته لظروفها عبارة عن نوع من الترفيه الراقي البعيد عن الابتذال وبحثاً عن تحقيق معادلة النقاد والجمهور دون الدخول في رهانات صالات العرض الصغيرة وسماسرتها.

ولم يقتصر نشاط الأتاسي على إنتاجات السينما العربية بل تعداها إلى سينما العالم منتجا لأفلام أمريكية وفرنسية وكندية ليسهم بعدها في إنتاج أعمال تلفزيونية عالمية توجها عام 2007 بإنتاج مسلسل تلفزيوني عن الأديب السوري جبران خليل جبران بعنوان الملاك الثائر للمخرج محمد فردوس أتاسي ليكون ختامها مسكا مع مئة عام تقريباً صرمها هذا الرجل العصامي في تهذيب الجمهور ومحاولة إسعاده وتقديم أفلام ترقى إلى سمعة الثقافة والفن السوريين.