كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

بدايات الرحابنة وفيروز في إذاعة دمشق

تخدث منصور الرحباني -في غير مكان- عن بدايته مع عاصي و فيروز في إذاعة دمشق.
إذاعة دمشق كانت قوية البث.. وفيروز انطلقت منها إلى العالم.
يقول منصور الرحباني: اقترح علينا فيلمون وهبي أن يأخذنا إلى إذاعة دمشق، وأن يعرّفنا إلى مديرها أحمد عسة الذي كان (متطوراً ويحب كل جديد)، حتى أنه استورد ألات أوركسترا سمفونية ماركة (بتروف) وأرغم جميع عازفي الإذاعة أن يتعلموا عليها مع مدربين جاء بهم خصيصاً.
لقاؤنا الأول به (عاصي وفيروز وأنا) كان سيئاً لأننا أسمعناه أغنيات قديمة، ولم يقتنع بنا، ثم عدنا فرتّبنا لقاء آخر معه، أسمعناه فيه أعمالاً جديدة، فتبناها فوراً، ووضع إمكانات الإذاعة في تصرفنا.. وأشهد اليوم أن لهذا الرجل فضلاً كبيراً علينا، لأن إذاعة دمشق عهدئذٍ كانت قوية البث، وكل ما يذاع منها يشيع.
هكذا، بين مؤيد متحمس، ومناهض متشدد، شاعت من دمشق أعمالنا الجديدة: (الأسوار) برنامج ضخم بمشاركة أوركسترا ضخمة – (مشورا) شعر سعيد عقل – (بردى) و(وداد) شعر الأخطل الصغير – (من نعمياتك لي) شعر بدوي الجبل الذي أذهله صوت فيروز فتعرّف بنا وأعطانا من شعره – (نحنا والقمر جيران) – وأغنية (عتاب) التي سبق أن صدرت من إذاعة بيروت لكن كانت الإذاعة ضعيفة البث، فشاعت الأغنية من إذاعة دمشق التي شكّلت لنا جمهوراً واسعاً، ورصيداً شعبياً، وصداقات غالية ستحتل كل مساحة العمر.

كنا نذهب إلى دمشق مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين، نحمل أعمالاً جديدة، ونتقاضى مقابل كل أغنية 25 ليرة عن الكلام، و25 ليرة عن اللحن، نسجلها ونعود إلى ورشة عملنا المكثف في إذاعة الشرق الأدنى.