كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

فنان الشعب رفيق سبيعي في ذكرى رحيله

ولد رفيق سبيعي في حي البزورية، في مدينة دمشق في 9 شباط 1930.
هو رائد من رواد الفن في سوريا شبّ على حلم الفن، متحدّياً إرادة الأب، وظنون المحيط الأمر الذي لم يكن سهلاً في الشام بعد الاستقلال، حيث كان يطلق على الممثل لقب «المشخصاتي» وكان يعتبر التمثيل عيباً اجتماعياً ما اضطرّه إلى البدء باسم فنيّ هو «رفيق سليمان».
في عمر ثماني سنوات، بدأ يحضر الموالد النبوية برفقة أخيه وكثيراً ما كان ينسل راكضاً باتجاه المنشدين مغنياً معهم التواشيح والأناشيد الدينية، في المنزل كان لا يحلو له مذاكرة دروسه إلا على صوت إسطوانات أم كلثوم وعبد الوهاب، وكثيراً ما كانت تستدعيه والدته ليغني لنساء الجيران حين يجتمعن في حوش الدار مستمتعين بجمال صوته، في أعراس حي البزورية الذي ولد وتربى به، كان حضوره لافتاً بمثل هذه المناسبات وهو يغني لكارم محمود وعبد العزيز محمود وعبد الغني السيد، منولوجات شكوكو وإسماعيل ياسين، بدأ يصطدم بعد ذلك بالمنظومة الفكرية التقليدية السائدة أنذاك التي تنبذ الفنان وتعتبر الغناء شيئاً معيباً، فكان جزاؤه الطرد خارج المنزل والاختباء داخل الخان أو النوم عند الفران.
لم يكمل دراسته بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية وبدأ يعمل خياطاً ليساعد والده في تحمل أعباء ومصاريف المنزل، فشل في مهنة الخياطة لكنه طرّز بفنه حكاية فنان مبدع اسمه «رفيق سبيعي» الذي لم يتوقف إبداعه على الغناء، إنما تعدى ذلك للمسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما حتى استحق لقب الفنان الشامل بجدارة وامتياز.
بدأ مسيرته أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنيّة عدة كفرقة «علي العريس»، «سعد الدين بقدونس»، «عبد اللطيف فتحي»، «البيروتي»، و«محمد علي عبدو»، ومن «المسرح الحر» بدأ بتقديم مسرحيات يتخللها أُغنيات خاصة به مثل «بالمقلوب»، «طاسة الرعبة»، «مرتي قمر صناعي»، و«صابر افندي».
كما أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946)، حيث صنع شخصية أبو صياح أو قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل -الشخصية الأشهر له- وجسد مختلف الشخصيات في أعماله ولاحقاً في السينما والدراما السورية.
بدأ وهو في سن مبكرة المشاركة في نوادي الكشافة، وتمكن خلال هذه الفترة من إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل.
كانت بداية ظهوره في التلفزيون في مسلسل مطعم السعادة (1960) مع عدة فنانين منهم دريد لحام ونهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها، حيث شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية.
قدم شخصية (أبو صياح) كممثل بديل، وبدأت مسيرة «أبو صيّاح» التلفزيونية مع «غوار الطوشة» و«حسني البورظان»، وفي السينما قدمها في فيلم «ذكري ليلة حب» عام 1973.
عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ 1 آذار 1968.
من أعماله:
في المسرح:
أبطال بلدنا، للكاتب المصري يعقوب الشاروني (1960) - مساعد المختار - حبس الأحلام - الأشباح، لإبسن إخراج هاني صنوبر (1961) - البرجوازي النبيل (1962) - مدرسة الفضائح (1963)- الاستثناء والقاعدة، لبريخت (1964) - الأخوة كارامازوف (1964) - موعد مع النصر - القادم من أميركا - حرامي غصب عنه - الأب، لحكمت محسن - أوبريت أنا انكويت، لـكميل شامبير - نهوند (1962) - مات 3 مرات، لحاتم علي (1996) - شو هالحكي من إعداد وإخراج كل من سيف الدين سبيعي ونضال سيجري وجلال شموط عن نص لزكريا تامر (2001).
في الإذاعة:
بدأ العمل في الإذاعة السورية عام 1954، وتم اعتماده مخرجاً في الإذاعة عام 1960 بعد أن أنهى دورة مخرج إذاعي في معهد التدريب الإذاعي في القاهرة، ودورة ثانية في معهد التدريب الإذاعي في دمشق وأخرج العديد من البرامج والمسلسلات والتمثيليات الإذاعية، بالإضافة لتمثيله أدوار متنوعة وعديدة، وكان أول من قدّم في الإذاعة كتاب «حوادث دمشق اليومية» للبديري الحلاق والذي يتطرق في كتابه لأواخر الفترة العثمانية مما عاد بالفائدة على العديد من المؤلفين من خلال مسلسلات البيئة الشامية التي قدموها في السنوات الأخيرة.
وتابع دوره في التقديم الإذاعي، وأطل على مستمعيه عبر إذاعة دمشق لمدة 12 سنة في برنامجه الأسبوعي الفني (حكواتي الفن) والذي هو من إعداده وإخراجه أيضاً، فكل حلقة تتحدث عن مطرب عربي من نجوم طرب الزمن الجميل، هدف من خلاله إطلاع الجيل الجديد على منجزات وإبداعات أساطين الغناء من سوريا والبلاد العربية بالإضافة لجوانب كثيرة من حياتهم الشخصية.
في المونولوج:
بدأ بفن المونولوج الناقد عبر استماعه لأغاني الشعراء الشعبيين أمثال سلامة الأغواني وغيره، ومن أعماله:«يا ولد لفلك شال» «تمام تمام هدا الكلام» «شروال أبو صياح»«لا تدور ع المال»«حبوباتي التلموذات»«شيش بيش»«قعود تحبك» «الحب تلت لوان» «الخنافس» «غوول غوول».
في الغناء:
أدى خلال مسيرته أغنياتٍ أُعدت خصيصاً لأفلام السينما كـ«زحليقة وتلج»، «ليش هيك صار معنا»، و«الاوتو ستوب»، كما كتب أغنية «ابن العم» التي غنتها المغنية شريفة فاضل.
في السينما:
قدم للسينما ما يعادل «55» فيلماً بين الكوميدي والجاد، توزعت مع أفلام القطاع الخاص ذات النمط التجاري وأفلام المؤسسة العامة للسينما في سوريا، ومنها:
عملية الساعة السادسة (1966) - سفر برلك، مع الرحابنة والسيدة فيروز (1966) - غرام في إسطنبول (1967) - لقاء الغرباء (1968) - عنتر يغزو الصحراء (1969) - بنت الحارس، مع الرحابنة (1971) - جسر الأشرار (1971) - سفاري (1972) - مقلب حب (1972) - النصابين الخمسة (1972) - السكين (1972) - شروال وميني جوب (1973) - ذكرى ليلة حب (1973) - هاوي مشاكل (1973) - الراعية الحسناء (1973) - نساء للشتاء (1974) أيام في لندن (1976)- غرام المهرج 1976 - عشاق على الطريق (1977) - القادمون من البحار (1977) - شيطان الجزيرة (1979) - قتل عن طريق التسلسل، إخراج محمد شاهين (1982) - أحلام المدينة (1984) - فتاة شرقية (1985) - الشمس في يومٍ غائم (1985) - الليل، من إخراج محمد ملص (1992) - صندوق الدنيا (2002) - عشاق (2009) - الليل الطويل، إخراج حاتم علي (2009) - سوريّون.. أهل الشمس، إخراج باسل الخطيب (2016).
في التلفزيون:
المسلسلات:
(بنت الشهبندر (2015) - قمر شام (2013) - طاحون الشر (2012) - طالع الفضة (2011) - أولاد القيمرية (2008) - أهل الراية (2008) - ليالي الصالحية (2004) - مرزوق على جميع الجبهات (2004) - رقصة الحبارى (2001) - الطير (1998) - قانون الغاب (1993) - أيام شامية (1992) - الخشخاش (1991) - وادي المسك (1982) - حمام الهنا (1968) - مقالب غوار (1967) - صراع الزمن (2002) - دمشق يا بسمة الحزن – القناع - رجل الساعة - الطلقة الثانية - أزهار الشتاء - ليالي الشرق. – سفر - الدروب الضيقة - نهاية رجل شجاع - عريس الهنا – مبروك - زوج الست).
وكان رفيق السبيعي ضيف شرف على عدة مسلسلات منها (بقعة ضوء 5) و (أشياء تشبه الحب) و (الحصرم الشامي) في جزئية الثاني والثالث.
وفي البرامج بعد عودته من القاهرة بدأ العمل التلفزيوني مع المخرجين سليم قطاية وعادل خياطة وخلدون المالح وجميل ولاية، حيث قدم برامج شعبية منوعة مثل برنامج ساعي البريد الذي أخرجه سليم قطاية، ومطعم الأناقة الجوال عام 1961، وفي هذه التمثيلية اجتمع لأول مرة الثلاثي رفيق سبيعي، نهاد قلعي، دريد لحام.
كما قدم عدداً من الأغاني بصوته ومن كلماته في التلفزيون في برنامج «7 في 7»، ولاحقاً في برنامجا بعنوان «حلو الكلام».
مُنح رفيق سبيعي العديد من الأوسمة وشهادات التقدير منها:
أول وسام ناله في حياته «نوط الفداء» الذي منحته إياه منظمة التحرير الفلسطينية في عام تأسيسها 1964.
منحه الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2008، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.
منحه الحزب السوري القومي الاجتماعي وسام الصداقة في شهر أيلول من عام 2014.
توفي رفيق سبيعي في منزله بدمشق في يوم 5 يناير 2017 عن عمر ناهز 86 عاماً.
إعداد: محمد عزوز

من موسوعته (راحلون في الذاكرة) الألف الثالثة

نضال سيجري: “بخجل ارجع عالشام بصندوق خشب“
الردّ الأول من محامي شيرين عبد الوهاب على تهديدات روتانا
ربيع جان سفيرنا في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب
عن الممثل والإعلامي اللبناني هشام حداد في يوم مولده
حسن سامي يوسف.. رحل ولم يكتب ما لا يشبهنا
“مسخ كافكا”.. تجربة الـ”مونودراما” الأولى لفيصل الرّاشد
بيان أمانة جائزة فلسطين العالمية للآداب بمناسبة استشهاد هنية
بدايات الرحابنة وفيروز في إذاعة دمشق
نهاد قلعي الأب الروحي للتلفزيون السوري
أوراق الذاكرة والوجدان- سليم حانا (القادم الراحل)
الوطن عند الرحابنة وفيروز
مهرجان كوثر السينمائي يُسدل الستار على دورته الخامسة
باكيده: 1200 فيلم وسيناريو تقدّم للمشاركة في مهرجان كوثر الدولي
"عمرك 70 سنة استحي على نفسك" ورد قوي من الفنانة فاديا خطاب على متطاول
“مونولوغ” مونودراما راقصة بنكهة البونراكو