كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الموسيقى

محمد ابراهيم- فينكس:

أنغام وألحان ورسائل للتعبير عما يختلج النفس، وانفعالات تعجز اللغة عن التعبير عنها، أنها فصل من المنطق عجز اللسان عن افصاحه والبوح به، فأخرجته الأوتار كألحان.
ينبغي سماع الموسيقى والتفاعل معها كونها مسكنات ألم ذاتية وبلسماً فعّالاً لآلام ناتجة عن حالات نفسية وعضوية، وعلاجاً من التوّحد وأمراض جهاز الدوران، خاصة الناجمة عن تجلّط أو سكتات دماغبة، وعلاج حالات عصبية ناجمة عن ضيق أو نفور أو اجهاد أو عدم انجاب أطفال أو عند ولادة مبكّرة أو لعلاج اكتئاب مرافق للولادة.
فالموسيقى علاج مارسه موسيقيون مثل الفارابي وزرياب، تركت آثار سلوكية عمقت العلاقة بين مكونات الإنسان. فهي تربط بين عوالم متناقضة فيزيائية وروحية، وتفعّل تجاوب أجهزة الإنسان وتقرّب المسافات ببن العقل والروح والنفس والجسد، وتسهّل الشفاء من أمراض تتعلق بحالات فكرية وثقافية وروحية وسلوكية. ومن يستطيع دمج تلك الحالات يتجه إلى الشفاء، ومن يفشل في دمجها خاصة النفسية والجسدية فالأمراض بانتظاره.
لذلك ينبغي تفعيل دور الموسيقى في تأهيل حالات مرضية مستعصية لأفراد خارجين من الحروب أو التفجيرات أو الاعتقالات، أو عند معاناة من فقدان عزيز أو عند الإكتئاب والعصبية الحادة، بتهدئة النفوس وتحفيز العقول والتقارب الروحي والجسدي وتجديد قدرات المريض للتعويض عما فقده.كيف يكون ذلك؟
عبر شحن دماغ المصاب غير القادر على الكلام أو الحركة بتعزيز الحياة في نفسه وروحه ومحاولة تحريك أطراف جسده بمساعدة علاج فيزيائي موسيقي، فيتحسّن عمل الدماغ والأعصاب والعضلات، فيصبح المصاب أكثر استجابة واستعادة لوظائف فقدها نتيجة حالة مرضية.
فالألحان والترانيم والايقاعات والنغمات تحفز مناطق في الدماغ، فترسل أوامر لفرز مواد كيميائية تسبب شعور بالراحة فتؤثر ايجاباً في جهاز الدوران وتعزز عمل الأوعية الدموية وتعديل المزاج وتخفيف القلق والتوتر والاكتئاب، وتربط بين السمع والنطق ومسار الكلام، وصولاً إلى تعابير لغوية وسلوكية متدرّجة إلى الشفاء.