كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الفنان اللبناني محمد جمال في ذمة الله

جمال الدين تفاحة ملحن ومطرب لبناني شهير ولد عام 1934 في طرابلس عاصمة الشمال، كان والده يمتلك مصنعاً للآلات الموسيقية ومنه تعلم العزف على آلة العود، تخرج من مدرسة الصنايع، انتقل إلى بيروت وألحق للعمل في الإذاعة اللبنانية كموظف، تحمس له الموسيقار حليم الرومي رئيس قسم الموسيقى في الإذاعة اللبنانية ومن أغانيه الأولى التي سجلها في تلك الفترة {أسمر يا شاغل بالي، شو قصتك} تدرب على عزف العود بطريقة احترافية على يد الفنان الكبير صليبا القطريب، استمر في الغناء في تلك الفترة حتى عام 1956 عندما استمع اليه حلمي رفلة في كازينو عجرم و وقع معه عقد فيلم {الأرملة الطروب} أمام ليلى فوزي وكمال الشناوي وغنى فيه من تلحينه {آهين ياناس}.

عاد إلى لبنان بإحتفاء إعلامي كبير وهناك التقى الفنانة المحبوبة طروب عام 1957 التي كانت تعمل في كورس الإذاعة فتحابا وتزوجا وكونا ثنائي {جمال وطروب} حيث كانت بدايتهما في الشام ترافق ذلك مع قيام الوحدة مع مصر فانتقلا إلى القاهرة ليصبحا قاسما مشتركاً في حفلات أضواء المدينة من خلال سلسلة أغاني جميلة جدا {اطلب واتمنى، من فضلك ياست البيت}وهناك مثل وغنى مع الفنانة الكبيرة صباح المسلسل الاذاعي {عزيزة ويونس} ثم كانت تجربته السينمائية الثانية مع النجمين الكبيرين رشدي أباظة و سعاد حسني و زوجته طروب في الفيلم الكوميدي {هاء 3}.
تزوج عام 1965 من السيدة تيجان بعد انفصاله عن الفنانة السيدة طروب التي لحن لها بعد الانفصال اغنيتها الشهيرة {ياستي ياختيارة}.
سطع نجم محمد جمال مع بداية السبعينات بأغنية {آه يا أم حمادة} التي حطمت أرقام قياسية في توزيع عدد الاسطوانات وايضاً تتالت الاغاني الضاربة {ناطرة السرفيس، الفستان، علاوي، قسم شرقي بلدي، بالقطارة، ماعندي مال. سيارتو أكبر، مزيكا يا مزيكا عام طبعاً رائعته المميزة {بدي شوفك كل يوم} غنى الكثير من الموشحات والقصائد في المسلسل التلفزيوني {قصر الحمراء}، ولكنها لم تحقق نجاحاً رغم روعتها وجمالها.
كما لا يمكن نسيان تجربته عام 1973 عقب انتصارات حرب تشرين التحريرية في الاغنية الخالدة سوريا ياحبيبتي ألحان وغناء الفنان الكبير محمد سلمان بالإشتراك مع الكبيرة السيدة نجاح سلام.
عمل محمد جمال في كازينو فريد الأطرش حيث حقق نجاحاً فريداً إضافة إلى حفلاته في كل الدول العربية والأجنبية.
مثل في مسرحية واحدة وأفلام لبنانية وسورية استغلت شهرته ونجاحه مثل {نساء للشتاء، الكل يحب، مهمة رسمية، غرام المهرج}.
ظلت اغاني محمد جمال تحقق نجاحات هائلة أثناء الحرب اللبنانية حيث حقق اغاني جميلة لازالت حية مثل {الدنيا حب، بيغفى الليل، يامنايا ياهوايا، حبيتك انت وبس، يسعدلي صباحو، غيابك طال، بيفرجها الله، عالمحطة، حملتك سلامي...}.
عمل في عام 1979 مع الأخوين رحباني والياس الرحباني في تعاون متأخر في برنامج {ساعة وغنية} حيث غنى لأول مرة من ألحان غيره أعمال شديدة الإتقان والروعة مثل {كنا أنا وأنت، المطارات، أنت والرقص، يا جمال، اجا الصيف، سألت عني}.
انتقل محمد جمال للعمل في سوريا والأردن ليقرر الهجرة وهو في قمة نجاحه إلى لوس أنجلوس في امريكا مع اشتداد الحرب اللبنانية في الثمانينات ليفتتح مطعماً ويغني فيه، ترافق ذلك مع اطلالات وزيارات عمل الى الدول العربية وأصدر كثير من الأغاني الناجحة مثل البوم {علمني الحب}و {ع دروب الهوى}. وظلت أعماله القديمة حية ونابضة بالفرح والسعادة في قلوب الجمهور الذي لم ينس الفنان الكبير محمد جمال بصوته الدافئ الحساس المليء بالبهجة والشجن سوياً و ألحانه المنوعة التي يطلق عليها فعلاً {السهل الممتنع}، إضافة طبعاً لحضوره الجذاب وإطلالاته المميزة والأنيقة.
محمد جمال فنان مبدع و كبير خسره لبنان والعالم العربي مع زملائه الكبار الذين سطعوا في السبعينات مثل: ايلي شويري، جوزيف ناصيف، طوني حنا، سمير يزبك، فدوى عبيد، سلوى القطريب ولاحقا عازار حبيب، رجا بدر وكثير من الموهوبين الذين ظلمتهم ظروف الحرب الأهلية التي اضطرتهم للاعتزال أو الهجرة أو الانكفاء...