كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المسرحي الكبير فواز الساجر والتي تصادف اليوم الذكرى الـ٣٥ لرحيله المبكر

قيس يوسف- فينكس:

سأفرد هذا المقال العام عنه من المهد إلى اللحد في ذكرى رحيله:
(فواز الساجر المولود سنة ١٩٤٨ والراحل في ١٦ أيار 1988) مخرج مسرحي سوري، ولد في إحدى قرى منبج ناحية أبو قلقل في محافظة حلب.
حصل على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي بتفوق عام 1965 من محافظة الرقة بمجموع قدره (49) من (50)، عرف باندفاعه الكبير للقراءة والمطالعة وهو شاب، فقد كان من الرواد الدائمين للمركز الثقافي العربي في منبج.
ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا وعمل مدرساً فيه..
أوفدته وزارة الثقافة لدراسة الإخراج المسرحي في موسكو عام (1966) حيث كان أستاذه الفنان يوري زافانسكي تلميذ ستانسلافسكي وهو صاحب مدرسة مسرحية عالمية ومن أهم وجوه المسرح السوفيتي...
تخرج من معهد «غيتس» الحكومي للفنون المسرحية (كلية الإخراج) عام (1972)، وفي العام (1975) عمل مع المسرح الجامعي في دمشق وقدم ثلاثية بعنوان: «أن نكون أو لا نكون» على نصوص لأوزوالد دراكون وممدوح عدوان ورياض عصمت، وشارك بهذا العرض باسم سوريا في مهرجان دمشق السادس للفنون المسرحية.
/أنا أفهم المسرح كمسرح يغير ولا يتغير.. أنا أرفض المسرح الذي يقدم قيماً أخلاقية ثابتة من منظور تبريري.. المسرح المطلوب في وطننا هو المسرح الذي يؤكد قيماً اجتماعية وأفكارا جديدة تدفع بوعي الناس إلى الأمام /
وفي عام (1977) أسس مع المسرحي الكبير سعد الله ونوس المسرح التجريبي وقدم: «يوميات مجنون» عن نص نيكولاي غوغول، وفي عام (1978) أوفد إلى اليابان لمدة ستة أشهر للاطلاع على المسرح الياباني وأنجز عرض «توراندوت».
وفي عام (1979) عاد إلى المسرح التجريبي وقدم مسرحية «رحلة حنظله من الغفلة إلى اليقظة» من اقتباس المبدع سعد الله ونوس، وقد عرضت هذه المسرحية في الكويت وألمانيا.
وفي العام (1980) قدم (ثلاث حكايات) عن ثلاثية الكاتب أوزوالد دراكون وهي:
«ضربة شمس- حكاية صديقنا بانشو- والرجل الذي صار كلباً»، عرضت في تونس، وفي العام (1981) قدم عرض التخرج لطلبة الدفعة الأولى من قسم التمثيل وهو (سهرة مع أبي خليل القباني) لسعد الله ونوس.
سافر من جديد إلى موسكو لدراسة الدكتوراه عام (1982) وعاد بها عام (1986) وأصبح في العام (1987) مدرساً لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وقدم في العام (1988) مسرحية (سكان الكهف) للمسرح القومي عن مسرحية ويليام سارويان.
وفاته:
رحل الساجر في 16 أيار عام 1988 تاركاً إرثاً مسرحياً عميقاً في صدقه وتجربته وحبه وعشقه لخشبة المسرح مخلفاً من طلابه عمالقة في الفن التلفزيوني والمسرحي ونذكر منهم ( الفنانان أيمن زيدان وغسان مسعود، وآخرون...)
قصاصة ورق صغيرة وُجدت في أحد جيوب اديبنا الكبير ربما توصف لنا حاله، كلمات ربما كان يتنبأ خلالها بموته السريع المفاجئ يقول الساجر بفكره العميق الاستشرافي الساحر رحمه الله:
/ إن عصرنا هذا هو عصر الضيق، أكلنا ضيق، شرابنا ضيق، زيُّناً ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيق، تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيق، مطمعنا ضيق، أفقنا ضيق، عدلنا ضيق، عالمنا ضيق، مصيرنا ضيق، موتنا ضيق، قبرنا ضيق، الضيق، الضيق! افتحوا الأبواب والنوافذ.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون.. سيقتلنا الضيق /
وانا اقول نعم قتلنا الضيق وهذه هي الحقيقة ورحم الله مبدعنا الغني في أدبه والغني عن التعريف لكل عاشقي الفن والثقافة والمسرح....