كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أصل أغنية "ربع الكفافي الحمر والعقل ميّالة"

نصر المجالي- فينكس:

ومن الأغاني التي يعتز بها الأردنيون "ربع الكفافي الحمر والعقل ميّالة" ويتغنون بها في غالبية مناسباتهم، والتي أبدعها الراحل الكبير عبده موسى أداء مثيرا على الربابة في نهاية خمسينيات القرن الماضي، هي في الأصل كلمات غنتها (بغداد) للجيش الأردني عام 1941 لما شاهد العراقيون طلائع قوة البادية التي أنقذت عرش العراق الهاشمي بعد انقلاب رشيد عالي الكيلاني على الشرعيه وعزل الوصي الأمير عبد الإله عن العرش.
كان يومها الملك المؤسس عبد الله بن الحسين رحمه الله هو عميد الهاشميين، وبامر منه توجّهت قوة البادية لتنفيذ المهمة، ولما شاهدها العراقيون وشهدوا أفعالها، أعجبوا بها وتغنوا وصاغوا كلمات لها.
وفي منتصف خمسينيات القرن الفائت، حين تعرض الأردن وعرشه الهاشمي إلى معارك وهجمات من جمال عبدالناصر والقومجيين وقوى اليسار، قام الراحل الكبير الشاعر رشيد زيد الكيلاني بإعادة صياغة الأغنية بشكلها الذي نسمعه ونقرأه منذ ذلك الوقت، وحملت اسم (أهزوجة النصر) وذلك بطلب من صلاح أبو زيد مدير الإذاعة الأردنية (وزير الإعلام والخارجية والمستشار الملكي بعد ذلك)، حسب ما كان كتبه الدكتور المؤرخ سعد أبو دية.
وفي الآتي نصها:
يا مرحبا يا هلا منين الركب من وين؟
أقبل علينا الضحى، يا زينة اقباله
حنا ذعار العدا طلابة للدين
والجور ما يقبله إلا الردي خاله
خوض المعارك لنا من يومنا صلفين
والهاشمي ظلّنا والروح فدوى له...
والثار كاراً لنا يا ثارنا بثارين
يا غاصبا حقنا لا بد ما نناله
نزحف على اللي بغى وخان العهد والدين
وندوس عاللي بغوا ونجزيه بافعاله
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود ابو حسين
ربع الكفافي الحمر والعقل مياله
يا مقنعه بنّا كفي دموع العين
كفي دموع الأسى عالخد سيّاله
يمكن نشامى لفوا وتبشري يا زين
عقبان فوق الهجن وأسود خياله
شدوا البنادق حرب رشاشها صفين
ومدرعاتٍ شهب نيران قتاله
ما دافع ولا بادرني على الجالين
صلي القنابل رعد وضروب شعاله
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود ابو حسين
ربع الكفافي الحمر والعقل ميّاله
ونسور جو السما متلفعه بالغيم
تخوي على المعتدي للموت شياله
تخوي على المعتدي مخلابها بحدين
ما ذاق طعم السلامه من وطى بجاله
أسود صباح العدا يوم عليهم شين
وغبار يعمي ضعيف القلب عن حاله
من كل دبابة أمّات جنزيرين
تهدر هدير البحر عالقوم صياله
وفهود بين الحفر تهجم على الرجلين
قناصةً للعدا ونمور جوالة
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود ابو حسين
ربع الكفافي الحمر والعقل مياله..!