كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مقهى شناتا في اللاذقية غنت به أم كلثوم وعبد الوهاب

د. مضر بركات

الصورة الحديثة يظهر فيها "مقهى شناتا" في مدينة اللاذقية اليوم، والصورة القديمة هي بطاقة بريدية من الثلاثينيات، يمكن ملاحظة مقهى (شناتا) على اليمين..، يُعد مقهى شناتا أحد أقدم المقاهي في مدينة اللاذقية، حيث تأسس عام 1891.
يقع المقهى على كورنيش المدينة، ويطل مباشرة على البحر. مقهى شناتا لا يزال صامداً لليوم في وجه الأبراج والبنايات والمولات، وقد أنشأته عائلة "محمد أفندي شناتا"..
كان مسرح شناتا ـ كما يقول الباحث "هاشم عثمان" ـ مؤلفاً من مقهى ومطعم ومسرح ودار سينما تقام فيه أحسن العروض لأشهر الفرق الفنية العربية.
شهد مقهى شناتا العديد من الأحداث التاريخية والفنية الهامة. في عام 1931، غنت كوكب الشرق أم كلثوم في المقهى للمرة الأولى، بصحبة شيخ الملحنين محمد القصبجي وسهر الناس هناك على أغانيها حتى مطلع الفجر، كانت تلك الحفلة حدثاً استثنائياً في تاريخ المدينة، وجذبت حشوداً كبيرة من الناس.
وفي عام 1933، غنت أم كلثوم في المقهى مرة أخرى. كانت تلك الحفلة أيضاً ناجحة للغاية، وساهمت في تعزيز شهرة المقهى كوجهة ثقافية مهمة.
وقد استضاف المقهى في الأعوام التالية كلا من الفنان "محمد عبد الوهاب" الذي أقام فيه عدة حفلات غنائية، والفنانة "سعاد محمد" والفنانة "ليلى حلمي" وغيرهم.. وقبل ذلك كان قد استضاف منذ العام 1928 وما تلاه كلا من فرق "فاطمة رشدي" و"أمين عطا الله"، و"نجيب الريحاني" الذي قدم مسرحية كشكش التي ذاع صيتها في تلك الآونة.
كان مقهى شناتا أكثر من مجرد مكان لتناول الطعام والشراب. كان أيضاً ملتقىً للثقافات والأفكار. كان الناس يجتمعون في المقهى لمناقشة الأحداث الجارية، والاستماع إلى الموسيقى، والمشاركة في الألعاب التقليدية.. 
ملاحظة من المحامي علي عيد: غنّت أم كلثوم في مقهى شناتا عام 1931 أغنية "رقّ الحبيب"، وهي أغنية لحتها القصبجي عام 1940، ما يشير إلى خطأ لدى الباحث هاشم عثمان إما في اسم الأغنية التي غنتها أم كلثوم في المقهى المذكور أو في تاريخ سنة الغناء به.