كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كهوف ومغاور

محمد سلمان ابراهيم- فينكس

تكثر في دول حوض البحر المتوسط وجود المغاور والكهوف خاصة الناتجة عن الحت الكارستي "نسبة الى منطقة كارست في يوغسلافيا"، فمع الحت المائي تتآكل الصخور الكلسية الكثيفة الانتشار بفعل مواد حامضة وبوجود الكبريت وتشكل مجاري مائية سطحية وجوفية تتعمّق وتتحوّل إلى شبكة كارستية تحت سطح الأرض، يزداد عمق وعرض هكذا شبكات وتشكيل صواعد ونوازل مع العمر الزمني لهكذا تشكيلات، وربما تسقط سقوف المغاور وتتحوّل الى افلاج، أو تشكّل أنهاراً كارستية، ومنها المغاور المنتشرة في جبال لبنان الغربية مثل مغارة جعيتا، أو في السلسلة الساحلية السورية الممتدة بطول ١٣٠كم من سهل البقيعة وجبل الحلو جنوباً إلى هضبة القصير المطلة على سهل العمق شمالاً، وفيها مغارة الضوايات في مشتى الحلو أو الشماميس أو مغاور الدريكيش.
ومع العمر الزمني الطويل على نهوض سورية من تحت مياه بحر تيتس والممتد بين ٢٤٠ مليون سنة حوالي ١٣٥ مليون سنة في منطقة الدريكيش، وإلى ٢ مليون سنة وهي الأحدث جيولوجيا في سهل عكار.. تعرّضت مكونات حوض الساحل الى تغيّرات وتفاعلات معقدة ساهمت بتشكيل أعداد كبيرة من الأودية المائية النهرية والسيلية السطحية، وأنهار كارستية تحت سطح الأرض. حيث يوجد في حوض الساحل ٣٠ نهراً سطحياً فوق الأرض و٧٠ نهراً كارستياً تحت سطح الأرض، ومع عوامل التعرية المائية تتشكل مغاور تتصل مع هذه الأنهار الكارستية. تكثر في هذه المغاور كهوف صغيرة وكبيرة فيها مكونات قابلة للتحلل والتشكّل والذوبان والتجمّد وفق عوامل جيولوجية ومناخية، يؤثر فيها مكونات صخرية وترب ومواد كيميائية وغازات اخطرها الكبريت والميثان. فقد تتحول أرضية المغاور الى أمكنة زلقة بوجود الرطوبة والطحالب والأشنيات وانتشار دهاليز تربتها زلقة ومرنة قد يسقط فيها الإنسان ويختفي.
وهذا ما حصل سابقاً، حيث اختفى تاجر منذ أربعين عاماً في المغارة نفسها التي اختفى فيها الشاب قيس منذ أسبوع.
القضية تحتاج الى خبراء وعلماء جيولوجيين مثل الدكتور سعيد إبراهيم. والمهندس باسل الخطيب.
استعينوا بأهل العلم والخبرة وليس بكثرة الأقوال والاشاعات والمناشير التي تنتشر على وسائل الاتصال الاجتماعي.