أول قنصل ألماني في دمشق.. ومنزل فوزي العظم
2023.05.24
عماد الأرمشي- فينكس:
نقول هنا أن القنصلية البروسية (الألمانية) قد إستأجرت البيت من ورثة السيد سليمان أميني، وقطن به أول قنصل بروسي/ألماني في هذه المدينة الإسلامية الكبرى (الشامشريف) دمشق الشام، وكان المستشرق (يوهن جوتفريد فتسشتاين) قد استأجره من الورثة شخصياُ، حين تم تعيينه قتصلاً للإمبراطورية البروسية في الشامشريف دمشق عام 1840.
فتعلم اللغة العربية، وجمع مخطوطات نفيسة عاد بها الى برلين، و نشر بالعربية (مقدمة الأدب) ومعحم العربية و الفارسية و كلاهما للزمخشري، و كتب بالألمانية وصفاً لرحلتة قام بها الى حوران و بادية الشام.
وأصبح البيت الذي يحتوي على قاعة ذات ثلاث أجنحة مع غرفة شماليّ غربيّة مزيّنة بشكل استثنائي وكانت داراً لرئيس الوزراء السوري السابق خالد العظم في أربعينات القرن العشرين وأدرج كمعلم تاريخي عام ١٩٦٠.
كانت باحات القصر الرئيسة تضم مكاتب القنصلية وقسم الخدم وإسطبلات الدواب، بالإضافة إلى مطبخ وحمام كبيرين. وقد عاش القنصل وزوجته في الطابق الأول علماً بأنهما لم يستغلا سوى جزء بسيط فقط من ذلك الطابق نظراً لمساحته الواسعة وغرفه العديدة. كما كان سطح المنزل يوفر إطلالة رائعة للجبال.
إلا ان القنصل البروسي التالي (لا غرو) الذي تسلم زمام القنصلية بدمشق بعد (فتسشتاين) فقد إنتقل فورا إلى بيت آخر ألا وهو (قصر محمد باشا العظم) بنهاية عام 1860 للميلاد عند سوق الأروام / الحميدية لاحقاً. هروباً من مركز الأحداث الدامية لطوشة الستين.
وذكرت الكاتبة (بريجيت كينان) أنه من المؤكد بأن ذلك المنزل كان مقراً للقنصلية البروسية في الفترة الممتدة بين 1849 و 1860، ويتجلى هذا الاستنتاج في المخططات والرسومات التي كان يعدها القنصل (جوهان غوتفرايد ويتزشتاين) ويبعث بها إلى بلده مع رسائله.
وقد ذكر أحد أصدقاء القنصل الذي حلّ ضيفاً عليه في بيت العظم (سوق ساروجا) خلال جولة كان يقوم بها في الشرق الأوسط أن:
ويتابع ذلك الزائر وصفه للمنزل بقوله: "إن الليوان وقاعات الاستقبال الثلاث الأخرى كانت في غاية الروعة والجمال".
كما أن القنصل ذاته وصف "القاعة" الرئيسية في منزله بأنها تشبه مدخل الكنيسة ونوافذها مزينة بالزجاج الملون.