كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من أوائل الأطباء بحماة.. الدكتور محمد فيصل الركبي

بقلم د. جهاد نور الدين اللجمي
ولد الدكتور محمد فيصل الركبي في مدينة حماة في 21 شباط من عام 1921م. نال شهادة الطب من جامعة دمشق عام 1947 باختصاص الجراحة. كما حصل على منحة لمتابعة تخصصه في الطب، إلا أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين غيّر وجهته في اليوم الأخير من فرنسا إلى فلسطين. فقرر أن ينتسب مع مجموعة من مدينته للقتال على أرضها ببداية الاغتصاب الصهيوني، فكان أول طبيبٍ متطوعٍ في جيش الإنقاذ عام 1948 برفقة الدكتور عبد السلام العجيلي. كما صرف المبلغ المخصص لاختصاصه في باريس، في تجهيز النقطة الطبية العسكرية المرافقة لكتيبته. لم يمض إلا شهورٌ قليلة، ليصاب بأول وأكبر خيبة أملٍ في حياته، حين اكتشف أن ضياع فلسطين سببه خيانة الأهل والأصدقاء، لا قوة العدو الغاشم.
اتسمت حياته العملية بالجدية التامة، رغم مرحه وتواضعه في جلساته الخاصة مع أحبته وأصدقائه. فعلى صعيد الطب: أسس في حماه المستشفى الأهلي، وكان أكبر مستشفىً خاصاً في محافظة حماه، وربما في كل سورية. كما جهزه بأفضل الأجهزة في ذلك الوقت، مع تنظيم كادرٍ بشريٍ متخصص من لبنان، حتى وصل عدد العاملين لديه في بعض الأوقات إلى العشرين. كما طور علمه بشكلٍ مستمر، بمتابعة الجديد في الطب في جميع المجالات، وحضور المؤتمرات في كل بلدان العالم. لكنه أحب الجراحة العظمية بشكلٍ خاصٍ وتميز بها، وجهز مستشفاه بأدواتٍ قل نظيرها في مشافي سوريا، حتى في وقتنا الحالي. كما كان متابعاً للمحاضرات العلمية حتى الشهور الأخيرة قبل وفاته رغم إصابته بداء "باركنسون" الذي يقعد الناس عادةً في منازلهم.
في أيار عام 2010 دعوته لحضور محاضرتي عن مشاكل الزواج في المركز الثقافي بحماه، وحين دخل هرولت إليه مرحباً ومساعداً له، فقال: دعني أمشي بمفردي فأنا لست عاجزاً! وبعد شهور، زرته في عيادته (وكان قد قارب التسعين) فوقف مرحباً بي، وجدته يطالع كتباً طبية انكليزية في علم المناعة، وقال لي: أحب أن أموت في عيادتي، لا في منزلي!!.
أما على الصعيد السياسي: فقد كان حسه الوطني عالياً منذ يفاعته. فكان يتابع الصحف المتوفرة (القبس وألف باء والأيام) في فترة الاحتلال الفرنسي في الثلاثينيات، للاطلاع على أخبار المظاهرات في المحافظات السورية. كما شارك عام 1936 في المظاهرات الشعبية ضد الاحتلال. وكان طالباً في التجهيز الأولى، حيث يخرج الطلبة المتظاهرين من المدرسة منددين بالاحتلال حتى يصلوا إلى ساحة العاصي. وفي إحدى المظاهرات تصدت لهم قوات المستشارية في أول ساحة العاصي وأصيب ثلاثة طلاب بجروح.
بعد الاستقلال، وفي فترة الديموقراطية الذهبية وتشكيل الأحزاب، أسس بالتعاون مع رفاقه ميشيل عفلق وصلاح البيطار وآخرون، حزب البعث العربي الاشتراكي. حيث شارك في المؤتمر التأسيسي الأول في دمشق في 7 نيسان 1947، لكنه تقاعد من العمل الحزبي مطلع سبعينيات القرن الماضي. انتخب نائباً عن مدينة حماة عام 1954 وأعيد انتخابه عام 1961. حضر الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي في صنعاء عام 2008. كما قضى ككل السياسيين الشرفاء في وطننا العربي، فتراتٍ طويلةً بين السجن والنفي والفرار.
أما على الصعيد الإنساني: فلا أعتقد أن بيتاً أو أسرةً في حماه لم تنل نصيبها من إنسانيته. وقد عملتُ لديه كالعشرات من الزملاء على مر أربعة عقود، ولاحظتُ كيف يتوالى المرضى للعلاج المجاني لديه، هذا لفقره، وذاك لمعرفته، وآخر لقرابته.. حتى لا يكاد يمر يومٌ إلا ولعمل الخير فيه نصيب. كما أسس أسرةً رائعةً من نجله المهندس حسني، وخمس بنات. كلهم من زوجته السيدة فاطمة الكيلاني.

ودعنا الدكتور فيصل (أبو حسني) في التاسع من شهر آذار لعام 2012 واقفاً شامخاً كما قضى عمره كله. ندعو الله أن يجازيه خير الجزاء، ويجعله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

أول فيلم سوري ناطق
أول قصيدة حب من الساحل السوري- أوغاريت (1400 قبل الميلاد)
سورية الأولى في منافسات النهائي العالمي الـ 47 للمسابقة البرمجية لطلاب الجامعات بمصر
زكي المحاسني الأول على سوريا في بكالوريا عام 1928.. وأول سوري يحوز دكتوراه دولة من جامعة القاهرة
قصة الملك أوروكاجينا أول مصلح في بلاد الرافدين
أول معايدة للأم في عيدها تعود إلى 4000 سنة
لماذا تغفل الجامعات السوريّة ومدارسها الناقدة الأدبيّة الأولى في صدر الإسلام؟!
المؤرّخ سهيل زكّار.. الأول في دفعته الجامعية.. قصة نجاح
مدافع منتخب سورية أيهم أوسو.. أول لاعب سوري في الدوري الإسباني
نجاح أول عملية زرع أجزاء قلب لطفل في العالم
وهيب الغانم أول طبيب عربي لوائي يتخرج من الجامعة السورية
تعرّف على أوّل طبيب أجرى جراحة في القلب
الأديب مصطفى الخش أول من حاز على شهادة عالية في مصياف
سلوى الجابري أول مخرجة لمسرح العرائس في سوريا
الثائر السوري الحموي (يونا - وتعني يونس) قائد أول ثورة لتحرير العبيد في العالم