مرسيدس G500 بين لبنان و كندا
2023.04.01
د. كمال ديب:
طيلة حياتي في كندا لم أر سيارة مرسيدس G500، ولكن في شوارع بيروت رأيت هذه السيارات كل يوم.
كل حياتي في كندا كنت أشاهد مرة أو مرتين في السنة سيارة رانج روفر، أما في شوارع بيروت فكنت أراها كل ساعة تقريبا.
كندا هي الدولة الصناعية الكبرى السابعة في العالم، ولبنان من أفقر دول العالم.
في الحرب العالمية الاولى خسر لبنان نصف سكانه من المجاعة، فيما كانت هناك طبقة لبنانية ثرية تعيش فيه حياة الملوك بل تستفيد من جوع الآخرين من المتاجرة بالحبوب والمواد التموينية.
في لبنان اليوم لا يغرنكم مشهد المطاعم المليئة بالرواد والطرق المزدحمة بالسيارات، فعدد هؤلاء لا يزيد عن ٣٠٠ الف شخص، فيما الملايين من البشر في صراع البقاء.
أضف أنّ الطبقة السياسية الفاسدة بأحزابها الطائفية هي مرآة جمهورها.. لا يهما سوى المنافسة على المناصب والتتمتع بفوائد مادية فئوية، ولا يميزها شيء عن جمهورها الطائفي الفاسد في حبها للمظاهر والسيارات الفخمة والقصور والبودي كارد والسفر المتواصل إلى أوروبا وشراء المجوهرات واستهلاك الكماليات..
وهذه المظاهر عابرة للطوائف والأحزاب المذهبية.. سواء في إمرأة تزيّن رأسها ورقبتها ويديها بمجوهرات تصل قيمتها إلى مليون يورو أو رجل يسوق سيارة فخمة وأمامه ووراءه سيارات المرافقين المسلحين المدفوعي الأجر ويلبط كل من تسوله نفسه أن يمشي على قدميه أمام موكبه الفخم.
فتصبح كل طائفة دولة.. كل طائفة وللأسف.. ثم يلهون الناس بقشور زائفة والصراع هو مادي اقتصادي بالدرجة الأولى. مع الأسف الشخص الطائفي نائم في عصبيته ويحب زعيمه.