الشيخ يوسف جربوع: إن يد الغدر لن تنال بالتأكيد من عزيمة أهلنا وصبرهم وموقفنا ثابت
2024.07.30
معين حمد العماطوري- فينكس- السويداء
بعد العدوان الصهيوني الغاشم على غزة لم يشهد التاريخ المعاصر أعمالاً وحشية تدميرية، كالتي استهدفت الطفولة وبراءتها في مجدل شمس، إذ كان قبلها قد دمّر غزة وقتل أطفالها كما أسلفنا، وها هو اليوم يظهر وحشيته يوما بعد يوم ويثبت اختراقه للقوانين الدولية والأعراف الانسانية والأخلاقية، بدعم من مدعي الديمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان والطفولة...
فقد استيقظ أطفال الجولان السوري المحتل على صواريخ القتل والتدمير، صاروخ بني صهيون الذي لم يجعل فرحتهم وأهلهم تكتمل، بل حوّل بلحظة الأطفال الى دماء فيما أرواحهم البريئة تتصاعد للسماء، بوحشية واستبداد متصهين ليرتقي أكثر من عشرة اطفال لم يتجاوزا عقدهم الأول من ربيع طفولتهم...
يقينا أن أرواح أطفال الجولان هي امتداد لأرواح أطفال غزة، عطرت دماءهم الأرض بورودهم الحمراء وابتساماتهم الوردية، وهم مضرجين أشلاء أشلاء... شاهدين أمام أعين العالم والمجتمع الدولي والقوانين الانسانية كيف تعمل آلة العدو الصهيوني بالأطفال العزل الأبرياء... محاولين زرع الفتن بين الأطياف المقاومة... لكن دماء أطفال غزة والجولان وفلسطين، وشحت بوشاح العار على جباه الصهاينة وتاريخهم الأسود المكلل بالمجازر، وأثبت الأطفال وصية جدهم سلطان الأطرش "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة" هي دعوة للمقاومة ولن يتخلى أهل جبل العرب مع اخوتهم السوريين عن ثقافة المقاومة كي تبقى سورية واحدة موحدة...
ووقوفاً وإعلاناً عن إدانة هذا العمل الوحشي، فقد أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في الجمهورية العربية السورية بياناً عبّرت فيه عن موقفها الواضح مؤكدة فيه على لسان سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ يوسف جربوع على مجموعة من الثوابت في الموقف والمبدأ، حيث وصل لموقع فينكس صورة منه جاء فيه التالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم التنزيل: "والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا".
وقال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلّا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً" صدق الله العظيم.
الحمد الله رب العالمين العرش العظيم الذي منّ علينا بخير المرسلين لنهتدي ونكون من المتقين.
أهلنا الأكارم في الجولان المحتل وقرية مجدل شمس الصامدين... أهلنا في جبل العرب الأشم.
أخوتنا في الجمهورية العربية السورية عموماً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أهلنا لقد أصابنا ما أصابكم من مصيبة وقعت على إخوتنا وأهلنا يوم أمس، وإننا إذ نؤكد تضامننا اليوم مع أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، وفي قرية مجدل شمس، ووقوفنا إلى جانبهم بوجه العدوان الهمجي والغاشم الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء من الأطفال وشباب في مقتبل العمر، ولا يخفى على أحد بأن الكيان الصهيوني يرتكب يومياً المجازر بحق أهلنا في فلسطين دون أي رادع أخلاقي أو أنساني.
إن يد الغدر لن تنال بالتأكيد من عزيمة أهلنا وصبرهم، ونضالهم للحفاظ على القيم والمبادئ لبني معروف، وكلنا ثقة بأننا سنتجاوز هذه المحنة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، وستبقى طائفة الموحدين الدروز ركيزة للعرب والعروبة، وفي طليعة المقاومين والمدافعين عن القضايا العربية، ولا يخفى على أحد محاولات الآخرين لزرع الفتن والتفرقة بهدف سلخنا عن محيطنا وتنفيذ مخططاتهم العدوانية، ونؤكد أننا ما زلنا على خطى المغفور له سلطان باشا الأطرش وخطى أجدادنا المقاومين.
نحن نؤكد وإياكم انتماءنا للجمهورية العربية السورية موحدة بقائدها وجيشها وعلمها ولا نقبل إلّا أن تكون سورية موحدة بكامل جغرافيتها وأطيافها وطوائفها، كما لا نقبل بإقحامنا في لعبة صراع الأمم التي لا تسعى إلّا لتفريقنا، وإضعافنا، وتقسيمنا، ونرفض أي تدخلات أو أجندات خارجية في شؤوننا الداخلية.
وأفضل الختام نتوجه بالدعاء والرحمة لشهداء مجدل شمس وللشهداء في سورية ولبنان وفلسطين كافة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل شر وعدوان."...
أخيراً لعل هذا البيان يحمل في طياته مجموعة من المعطيات والمواقف الثابتة والرأي السديد في اتخاذ اللحظة المناسبة للوقوف إلى جانب أهلنا في مجدل شمس وغزة وإدانة المجازر الصهيونية التي يرتكبها في الشعوب العزل... عل المجتمع الدولي يستقيظ من كبوته وعفوته ويرنو نحو الحق واسترجاع الحقوق المغتصبة لأهلها، وخاصة الجولان السوري المحتل الذي بات يقينا ان النصر قريب.