محور المقاومة والمهام التاريخية بإنقاذ القضية والأرض والهوية وحرية الإنسان!
2024.08.24
أحمد الحاج طاهر
صحيح أن هجمات حزب الله لا زالت ضمن النطاق المعهود، ولكنها لم تتراجع تأثرآ برفع الإسرائيلي لوتيرة عملياته الهادفة لتحقيق الردع ودفع حزب الله للتراجع، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف لانفلات الأمور والذي باتت نهايتها في المنظور الزمني القريب.
كما أن حزب الله بات اليوم يدفع ثمناً من رجاله وعتاده يوازي ثمن تصعيد واسع نسبيآ، رغم أن التصعيد الذي يقوده حزب الله حتى الآن تصعيد محدود ومضبوط، وهذا واقع لن يقبل به حزب الله، فتأخر الفعل لا يشير الى أنه لن يأتي.
لا زال هناك فرصة أمام حزب الله باعتباره الذراع الأشد بأساً للمحور لينقذ قطاع غزة وبالتالي القضية الفلسطينية، لا زال أمام حزب الله فرصة ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ولينال شرفاً لا أرى أحداً مؤهلاً عمليآ لنيله غيره..
نحن أمام نقطة تحول
.سيتحول لبنان من الجبهة الثانوية للجبهة الرئيسية، وستتحول غزة من الجبهة الرئيسية للجبهة الثانوية
ربما الضغط البري الحالي في قطاع غزة هو الأخير قبل أن يكتفي الإسرائيلي بالحفاظ على محوري فلادلفيا ونتساريم فقط، وسبب الضغط الحالي انهاء معظم العمليات العسكرية المتبقية قبل الانشغال في لبنان، ومحاولة ضغط أخيرة لدفع .حماس للتنازل في المفاوضات
بعد انتهاء قمة الأحد بدون نتائج لن تكون هناك أي جدوى من استمرار العمليات العسكرية الواسعة في قطاع غزة، وسيكتفي الإسرائيلي في غالب الأحيان بالقصف من الجو والاغارات البرية السريعة والهادفة،
فقط إذا تم ردع حزب الله وإسكاته فإن الإسرائيلي سيستكمل طريقه نحو آخر ملاذ للنازحين وآخر منطقة لم تُدمر في قطاع غزة وهي دير البلح وضواحيها، سيكون ذلك المسمار الأخير في نعشنا، ونحن نرى أن اسرائيل لن تنجح بردع حزب الله، ولن يدق المسمار الأخير بإذن الله.
إن ارتباط المحور بالقضية الفلسطينية كونه الطرف الوحيد المنخرط بمعركتها ولو بشكل محدود يعطيه شرعية أمام الجمهور العربي، وذلك يجعل موقف الأنظمة العربية محرجاً جداً حين تصطف علناً بجانب اسرائيل لتحاربه، وذلك أيضاً يفتح أفقاً لتكتل أكبر وأكثر توسعاً وقوة وأكثر ارتباطآ بالفلسطينيين في المستقبل، وبالتالي أكثر خطراً.
ربما تجد اسرائيل نفسها مضطرة لاعطاء نصر جزئي للفلسطينيين يوفر لهم الحد الأدنى من حقوقهم بعد هذه الحرب لتمنع بذلك نمو تكتل عربي اسلامي يستمد شرعيته من قدسية القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني، ويؤدي بديهياً لردم الصراعات الداخلية والتركيز على عدو مركزي، وبالتالي توحيد الموارد والجهود والطاقات وتخريب جهد عقود في تقسيم الأمة وتفتيها.
ستبحث اسرائيل عن أي طريقة لتنزع شرعية القضية الفلسطينية عن هذا التكتل وفصله عن الفلسطينيين، بعد أن أثبتت القضية الفلسطينية أنها وحدها القادرة على توحيد طاقات وجهود الأمة.
ربما كان وجود اسرائيل قائماً على تقسيمنا، واندحارها مرتبط بتكتلنا..
سيثبت مشروع المقاومة في نهاية المطاف أنه الطريق الوحيد للحفاظ على الأرض والهوية وحرية الانسان، رغم أن جميعها ضائع الآن، ولكن بدون مشروع المقاومة لن تكون هناك فرصة لاستعادتهم، وهذا ما سيتحقق في نهاية المطاف باذن الله رغم كل التضحيات، بدون مشروع المقاومة ستضيع الأرض والهوية وحرية الإنسان أيضاً، ولكن الفرق أنه حينها لن تكون هناك فرصة لاستعادتهم.