كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الديمقراطية ونموها

مروان حبش- فينكس

لقد اقترن نمو الديمقراطية دائماً بالمناقشة الحرة للقضايا السياسية وباختلاف الرأي حول هذه القضايا، وبتسوية الاختلاف عن طريق التصويت لا عن طريق العنف، واقترن أيضاً بنمو جمعية ما لممثلي الشعب، ولا ينتهي حق الاختلاف بفوز الأكثرية بالحكم، لأن هذا الحق كامن في النظام الذي أتاح لها هذا الفوز، ولذلك كان دائماً من الضروري أن يقترن وجود الديمقراطية في كل مكان بوجود آراء وبرامج سياسية لجماعات وأحزاب تتنافس تنافساً حراً، فيعبر حاملوها عن أفكارهم بحرية، وما دام هذا التنافس الحر ممكناً، استطاع كل رأي أو برنامج أن يطبع سياسات الحكومة القائمة بطابعها.
إن الديمقراطية قائمة على هذا الأساس، ولا بد من تطبيقه بأمانة ليظل الشعب سيدَ الدولة وسلطتَها، ويظل النظام السياسي متفقاً مع إرادة الشعب، أي أن الديمقراطية لا تعني حكم الأكثرية السياسية لوحدها، بل تقوم على حكم الأقلية السياسية أيضاً، أي أن هذه الأخيرة موجودة على الدوام في أي قرار تتخذه الأكثرية، وبمعنى آخر يمكن القول إن الديمقراطية هي نسق للحياة وروح للحكم وشكل له، تقوم على مبدأ الشعب فوق الدولة، وعلى حكم الرأي، ولا تقبل أبداً اتخاذ القوة ضد الرأي..