"السّباحة الشتويّة.. تحصينُ المناعة بالصَّدمة"

نورس علي – طرطوس – فينكس

حيلة صغيرة مُرتبطة بـِ (الشَّاكرات) يتّبعُها الكشّاف الثلاثينيّ "محمد حسامو" قبلَ مُمارسة السباحة في فصلِ الشتاء، من خلالِ وضعِ بعضِ المياه الباردة في كفَّيه، ومن ثمَّ يلامس بها منطقة البطن أسفل السّرّة حوالي دقيقة منَ الزمن، فتكسِر الشعور الزائد بالبرد، فيستمتع بطقس السباحة الشتويّة ويقوّي مناعةَ جسدِه.

نِظام رياضي يزيد منَ الشُّعور بالمُتعة في طقسِ السّباحة الشتويّ"

تجربة "حسامو" المُتكرّرة بمُمارسة السباحة في المياه الباردة خلالَ فصل الشتاء تبدأ بعمليّةِ إحماءٍ رياضيّ، وتمارين لياقة على الشاطئ، ومن ثمَّ الجري لمُدّة نصف ساعة، وبعدئذٍ يقومُ بحيلتهِ – السّابقة الذكر -، ويختمُها بالسباحة لحوالي نصف ساعة، يستمتع بها ويقي من خلالِها جسدَهُ من أمراضِ الشّتاء؛ كالرشح والنزلات الصدريّة، ويُحصّن نفسَهُ منَ الشُّعورِ بالبرد خلالَ بقيّةِ فتَراتِ النّهار.

"تحسينُ الشُّعورِ الجيّد وعلاجُ الاكتئاب"

السباحة الشتوية بالمياه الباردة سواء في مياهِ البحر أو مجاري الأنهار حالةٌ مُناسبة وصحّيّة للجسم، على الرغمِ منَ البُرودةِ التي تمنعُ غالبيّةَ الناس ومُحبّي السباحة من مُمارسةِ هذهِ الرياضة الشتويّة.

ووفقَ ما قالته مُدرّبة السّباحة "زينة الشيباني" رئيس لجنة السباحة في "طرطوس" فالسّباحة الشّتوية لها فوائد كثيرة، منها تقوية جهاز المناعة، ورفع عدد خلايا الدم البيضاء، وزيادة تدفُّق الدم في الأوردة والشرايين والشُّعيرات الدمويّة، كما تزيد مِن إفرازاتِ المُخّ التي تُعطي الشُّعورَ الجيَد، والمُسهِم في علاجِ الاكتئاب، كذلكَ تُخفّف منَ الضَّغطِ العصبيّ.

"علاقات اجتماعيَّة وتودُّد"

يجتمع المُصوّر الخمسينيّ "ناصر ريشة" معَ أصدقائهِ بشكلٍ دائمٍ ومُستمرّ لمُمارسةِ السباحة الشتوية، مُحافظينَ على علاقتهِم القديمة رغمَ الظّروفِ والأوضاعِ التي عصفت بجميعِ السوريّين، وجعلتهُم ساعينَ مُنهَكين خلفَ حاجاتهم اليوميّة، فهُم مجموعةٌ لا يتعدّى عددُها (5) أفراد، يسعونَ للتمتُّعِ بهذا الطقسِ الرياضيّ، مُحافظينَ على بقاءِ الودّ بينَ بعضهِم البعض، وهذا ما عدَّهُ في حديثهِ الخاصّ لمنصّة "فينكس الإلكترونية" في 28/ 1/ 2022 الهدف رقم (1) بالنسبة لهُم، إضافةً إلى هدفٍ آخرَ صحّيّ مُتمثّل بتعريضِ الجسد لنوعٍ منَ الإجهادِ الطبيعيّ وأشعّة الشمس. وفي الخِتام يخلقونَ طقساً رياضيّاً اجتماعيّاً تحصينيّاً للجسد بشكلٍ عامّ.

"مخاطِر تحذيريّة يُراد بها التحفيز"

وكذلكَ الأمر فيما يخصّ المصوّر الخمسينيّ "محمد ستيتيّه" أحد الأصدقاء في المجموعة، والذي أكّدَ أنَّ السباحةَ بالمياهِ الباردة بشكلٍ عامّ خَطِرة على الصّحّة لغيرِ المُعتادِ عليها، أو غيرِ المُدركِ لأُصولِها، فيُفترضُ قبلَ مُمارستها القيامُ بعمليّةِ إحماءٍ للجسد وتمارين رياضيّة، وذلكَ كونها تشكّلُ نوعاً منَ الصّدمة للجسدِ والقلب، وانخفاضاً سريعاً لدرجاتِ حرارةِ الجسم.

مُنوّهاً إلى أنَّ مَن يرغب بمُمارستها يجبُ عليهِ أن يكونَ حَذِراً، فقد تُسبّبُ توقُّفَ القلبِ عن العملِ بشكلٍ مُفاجئ، ويجب مُمارستها بالتدريج خلالَ النزولِ إلى المياه، وليسَ بسُرعة، مُضيفاً: "عندما نُعرّضُ أجسادَنا لحالةٍ أو صدمة يُحاولُ الجسم التغلُّبَ عليها بشتّى الوسائلِ والمُضادّاتِ المناعيّة التلقائيّة أو التحفيزيّة، فالسّباحة الشتويّة نشاطٌ رياضيّ وحرق (حُريرات)، وتقوية للمناعة والدورة الدمويّة، وهيَ تحفّزُ الجسدَ على البقاءِ بحالةٍ منَ النشاطِ الدائم، فيزولُ الشّعورُ بآلامِ المفاصلِ والتعبِ والإرهاق، أو حتى الأمراض المُزمنة التي باتَ غالبيّةُ أقرانهِ ضمنَ فئتهِ العُمريّة يُعانونَ منها".

حتى الآن لم ترقَ السباحة الشتويّة وهذا الطقسُ الرياضيّ لمُستوى التعميم، وإنّما بقيَت ضمنَ مجموعاتٍ صغيرة قليلة العدد وتجاربَ فرديّة، رغمَ فوائدِها الصحيّة الكثيرة، والمُتعة التي تحقّقُها، والتي باتَ غالبيّةُ السوريينَ بحاجةٍ لها بعدَ (11) عاماً منَ الحربِ والضّغوطِ النفسيّة والمَعيشيّة والاجتماعيّة المُستمرّة.