في ذكرى الانفصال
علي سليمان يونس
(كان يوم الانفصال اكثر الأيام شؤما في تاريخ العرب الحديث). جمال عبد الناصر.
الثاني والعشرين من شباط 1958 أعلنت الوحدة بين القطرين العربيين سورية ومصر... كان الحدث كبيرا وشكل صدمة عنيفة للقوى الإمبريالية والرجعية... كما كان في الوقت ذاته خيبة أمل كبيرة للقوى الماركسية في الوطن العربي.. واذا أصابنا النسيان فلا يمكن أن ننسى أن الأصبع الوحيدة التي لم ترتفع للموافقة على إعلان الوحدة كانت اصبع خالد بكداش نائب دمشق و سكرتير الحزب الشيوعي السوري.
وهكذا نشأت الوحدة في ظروف دولية وعربية معقدة، فلا الدول الرأسمالية بقياده الولايات المتحدة راضية عن قيامها ولا الدول الاشتراكية بقياده الاتحاد السوفييتي راضية هي الأخرى عنه. ولكل من هذه الدول أسبابها الخاصة، و لست في صدد التطرق اليها الآن، رغم أنها قد تكون معروفة لدي البعض منكم. كان من الملاحظ أن حماة الوحدة كانوا من الرجعيين، هذا الأمر الذي يجعلني أعتقد بأن الأمر كان تدبيرا من الحاكمين لجعل الوحدة وسيلة لضرب القوى القومية والتقدمية في آن واحد... وهكذا استغل العقيد عبد الكريم النحلاوي الأوضاع السيئة داخل القوات المسلحة السورية خصوصا عنجهية بعض الضباط المصريين وصلفهم واستعلاءهم على رفاقهم الضباط السوريين هذا الأمر الذي خلق مرارة حقيقية في النفوس، وشكل أكثرية صامته غير مرتاحة إلى تصرفات الضباط المصريين الشاذة. وربما لم تراعى المصلحة العامة في انتقاء الضباط المصريين للعمل في سوريا ولكن الوساطات الشخصية كانت هي السائدة... وعلى فكرة بلغ عدد الضباط السوريين المندوبين للعمل في الإقليم المصري (391) ضابطاً، في حين بلغ عدد الضباط المصريين المندوبين للعمل الإقليم السوري (700) ضابط. وللأمانة فقد كانت هناك خطيئتان أسهم بها المصريون:
الأولى: اقتصادية، جعلت من سوريا مصدرا للمواد الأولية المصرية، أي جعلت منها مستعمرة حقيقيه، وأحس بذلك كل فرد من السوريين.
الثانية: سياسية، أسهم بها إلى حد بعيد الجهاز المصري الذي كان يحاول أن يعد سوريا للتنازل الكامل عن وجودها لكي تصبح من الممتلكات المصرية.
وبالمقابل كانت هناك خطيئتان أسهم بها السوريون:
الأولى: تقع على كاهل عبد الحميد السراج الذي كان المسؤول الأول عن إدارة القطر السوري لأنه قدم كل شيء للمصريين..
والثانية: مسؤولية خاصة يتحملها الفريق جمال فيصل الذي لم يكن يُمارس صلاحياته كما يجب، فقد كان عليه وهو في موقع المسؤولية العليا أن يطبق على الضباط المصريين ما يطبق على زملائهم السوريين، وبذلك تتم المساواة وينتفي عامل الظلم. أما أن يكون هناك (خيار وفقوس)، فهذا بالطبع سيؤدي في النهاية إلى الكارثة، لأن الظلم لا يمكن أن يدوم إلى الأبد. وللأمانة فإن الفئات الرجعية وضمنا النحلاوي وزمرته كانوا يتعمدون تكريم الضباط المصريين و محاباتهم وإذلال الضباط السوريين هادفين من ذلك كسب ود المسؤولين المصريين في القيادة العليا في مصر, مما يمهد لهم الجو المناسب للتآمر، وفي الوقت نفسه كانوا يتقصدون خلق مناخ من الكراهية والتعصب اتجاه الضباط المصريين داخل الجيش السوري. وهكذا أصبح الوضع في سوريا على الشكل التالي:
1 - تذمر لا حدود له داخل القوات المسلحة.
2 - تذمر وشكوى داخل القطاع المدني من فساد الجهاز الإداري ومن تسلط المخابرات على رقاب العباد وكم أفواه المثقفين والمناضلين الحقيقيين وتشريدهم ووضعهم في أماكن هامشية وتقريب المنافقين والأمّعات الذين يرقصون خلف كل ناعق..
هذه قائمة بأسماء ضباط الإنفصال السوري:
عبد الكريم النحلاوي-عبد الغني دهمان-موفق عصاصة-زهير عقيل-لؤي الشطي-محمد منصور- حيدر الكزبري- فيصل سري الحسيني- شرف زعبلاوي-مهيب الهندي- فايز الرفاعي- هشام عبد ربه- محمود عودة- سعيد عاقل- أمين القدسي- صدقي العطار- عماد هاشم- احسان سامي- مروان زوبري- عاد الحاج علي- حسام العسلي- ممدوح الحناوي- زهير الصمدي- ياسين كدرو- زهير برزنحي- حسن الجزائري- حسن حجازي- سهيل أورفلي- فريد مهاينلي- عبد الحسيب الجندلي- هشام نشاوي- فؤاد تسابحجي- عصام قائد- شحود عطاسي- ماجد القاسمي- مروان جوخدار- محمد التل- خليل بريز- بهاء اليماني- جورج محصل- نصيح النعال- فخري عمر- إحسان جمور- جمال بعلبكي- أكرم حلواني-أنور فرح- حياتي كلارجي- سليمان العبد الله- فوزي رنة- فايز موسى- ياسر تلاوي- زهير حموي- توفيق جدعان- صافي وانكي- مطانيوس بشارة- عبد الرؤوف طالب- طلعت ياسين- تيسير الطباع.