ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السوري علاء الدين الدروبي
يوم 20 آب 1920
اغتيال رئيس الحكومة السوري علاء الدين الدروبي في محطة خربة غزالة في حوران. تم اطلاق النار عليه من قبل ثوار و عشائر المنطقة حين كان يستقل القطار. قتل الدروبي على الفور كما قتل رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن اليوسف الذي كان يرافقه واضافة الى جنديين سنغاليين اعتبر اهالي حوران الدروبي خائنا لانه نقل مطالب الحكومة الفرنسية الى الملك فيصل بضرورة مغادرة البلاد بعد معركة ميسلون و حين كان فيصل في حوران.
كان ثوار حوران قد هاجموا عند قرية المسمية كتيبة سنغالية من الجيش الفرنسي ارسلت لجباية الاموال و اعادوها الى دمشق انتقاما لطرد الملك فيصل و ملاحقته.
نتيجة لتأزم الأوضاع قصد الدروبي حوران للقاء شيوخ العشائر و الوجهاء من أجل أحتواء الموقف الذي تصاعد بين الفرنسيين و أهالي حوران بعد أن طالب أهالي حوران بـ:
1 رفض دفع غرامة حربية على بلغت 10 ملايين ليرة ذهبية، بزعم تعويض فرنسا عن خسائر الحرب.
2 رفض الحكومة الموالية للفرنسيين و التضامن مع فيصل.
3 الانضمام الى شرقي الأردن الذي أعلن هربيرت صموئيل المندوب السامي البريطاني في فلسطين في 16 أب 1920 بموجب اتفاق بريطاني فرنسي بفك ارتباطه بالحكومة السورية بدمشق وتشكيل ادارة محلية مستقلة.(كان صموئيل التقى بعدد من قيادات منطقة شرقي الأردن و أبلغهم خضوع منطقتهم الى الانتداب البريطاني و ان حكومته لاتقصد الحاق شرقي الاردن بفلسطين بل تريد تأسيس إدارة منفردة تساعدهم على حكم أنفسهم بأنفسهم)
كان الملك فيصل قبل رحيله قد عين علاء الدين الدروبي رئيسا للوزراء و فوضه تشكيل الحكومة و لما وصل الفرنسيين كلفوا نفس الرجل بتشكيل الحكومة التي لم تكمل شهرها الأول يقول عبد الرحمن نموس في كتابه تاريخ سوريا الحديث (كان الملك فيصل قد عين علاء الدين الدروبي رئيسا للحكومة قبل رحيله ومنحه الثقة بأن يختار في الوزارة من يشاء من الوزراء فلم يلبث أن ألف وزارته من الغد و ألقى خطابا في دار الحكومة حط فيه من كرامة فيصل فاشمأز أرباب الوفاء من مصانعته و لم يلبث أن أرسل اليه برقية يقول له فيها (ان السلطة العسكرية تبلغ جلالتكم أنها تطلب خروجكم من حوران و أنها وضعت تحت أمركم قطارا فإن لم تفعلوا ضربت قنابل طياراتها قرى حوران
نتيجة لمقتل رئيس الوزراء قامت القوات الفرنسية بإرسال قوة عسكرية و فرضت على اهالي حوران غرامات باهظة قدرها عشرة الاف ليرة ذهبية دية عن كل شخص تم قتله وزع قسم منها على عائلات المقتولين و استولى الفرنسيين على الباقي و اعدمت السلطات الفرنسية ثلاثة من المتهمين في ساحة المرجة.
اما عن علاء الدين باشا بن عبد الحميد باشا الدروبي فولد في حمص سنة 1870م وتعلم فيها، ثم انتقل إلى الأستانة لدراسة الحقوق و السياسية، وتخرج من معهد "غلطة" في ذلك الوقت. عمل سفيراً للباب
العالي في (البلقان)، ثم والياً في مملكة (اليمن)، ثم حاكماً (للبصرة)، وعاد الدروبي إلى سورية. بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، واشترك في الوزارة التي شكلها (هاشم الأتاسي) سنة 1920م وحصل ذلك أيام الملك فيصل الأول. بعد معركة ميسلون استقالت وزارة هاشم الأتاسي، فكلف الملك فيصل (علاء الدين الدروبي) بتشكيل وزارة جديدة (وهي الثالثة في عهد فيصل)، فشكلها الدروبي محتفظاً بثلاثة من الوزراء السابقين منهم فارس الخوري الذي بقي وزيراً للمالية. فكانت وزارته هي أول وزارة تشكل خلال فترة الانتداب؛ إذ تشكلت يوم 28 يوليو (تموز) 1920م مع بدء الاحتلال الفرنسي وانتهت بمقتله يوم 21 أغسطس (آب) 1920م في منطقة خربة غزالة من حوران.
مصادر
-تطور سوريا السياسي في ظل الانتداب ادمون رباط
-العلاقات العربية التركية السيرورة و التاريخ و المصائر ل جمال باروت
-انتداب الفرنسي: ويوميات الثورة الوطنية السورية الكبرى ل فؤاد كنج أبوراس
-تاريخ سوريا الحديث ل عبد الرحمن نموس