عن اللواء محمد عمران.. تعقيب كمال خلف الطويل على الناعم

د. كمال خلف الطويل

نُثَرُ عبد الكريم الناعم الناعم تستحضر شخصية سورية شبه فارقة؛ خصصتُ له حيزاً معتبراً من جزء "البعث كما حكم" من "ثلاثية زيارة جديدة لتاريخ عربي"، وعندي ما أضيف عنه في الطبعة الثانية.
مَن كتب "تجربتي في الثورة" استوحى أفكار عمران وخطّها، مخلوطةً بعندياته.. بعثيٌ صار ناصرياً، واشتهر بقلمه "المبين" في "القدس العربي" لاحقاً… وليس هناك من كتاب ثانٍ مخبوء لعمران.
تقافزُ الناعم من حكاية لأخرى أخلّ بتماسك السردية: عمران تخفّى لحينٍ بعد فشل تمرد حلب، مطلع نيسان ٦٢، ثم سلّم نفسه لأمن عهد الانفصال فأودعه السجن حتى الإفراج عنه، في ٢٠ شباط ٦٣، ليعود إثره لتولي رئاسة اللجنة العسكرية للبعث، من نائبه صلاح جديد، وقت التحضير ل٨ آذار مع زياد الحريري ومع الناصريين…
أمّا أنه استقال في ١٨ شباط ٦٦ فأمر لا يستقيم مع توقيعه، كوزير للدفاع، على نقل أحمد سويداني وسليم حاطوم وعزت جديد من مواقعهم العسكرية، في ٢٠ منه؛ القرار الذي كان صاعق التفجير بين "القومية والقطرية".. ولا مع اعتقاله من مكتبه بالأركان فجر ٢٣ شباط.
هو كان مستاءً من رفض القيادة القومية طلبه استنفار وحدات موالية له لترابض داخل دمشق، لخوفها من إغضاب كلٍ من خصميه: أمين الحافظ وصلاح جديد؛ ناهيك عن استيائه من تدخل الحافظ في عمله.
يميل الناعم إلى خلط الحابل بالنابل:
تآمر اللجنة العسكرية على رئيسها، محمد عمران، وإقالته وتسفيره إلى إسبانيا، سفيراً متجولاً، كان مطلع ديسمبر ٦٤، وليس في ٦٥… القشة التي قصمت ظهر بعير خلافه مع "رفاقه" كان اعتراضه على: ١- ترفيع حافظ الأسد من مقدم - وليس عقيد - للواء. ٢- تعيينه قائداً للقوات الجوية، وذلك فق اقتراح أمين الحافظ وتطييب صلاح جديد .. صاحبَه الأسد إلى المطار مطروداً
إثر ذلك، شرعت القيادة القومية في حل القيادة القطرية؛ إلا أن دعوة الأخيرة إلى كونفرنس حزبي، ضم أمناء الفروع، وفي وقت كانت لها فيه سيطرة نسبية على الكادر، سيما مع دخول "القطريين" في الحزب عبر ٦٤، كلها دعت القيادة القومية إلى إلغاء قرار الحل [والذي عادت وأصدرته بعدها بعام: ٨ ديسمبر ٦٥]
في ذلك المناخ، وفي الكونفرنس، اتهم الأسد عمران، باطلاً، بقبض مال من لانغلي: واضح أن كلام ابراهيم العلي حول الأمر غير مقنع؛ أفهم أن تعرض عليه لانغلي المال كي ينقلب على النظام لصالحها؛ أمّا لمجرد أن ينشق؟!!… ثم هو لم ينشق ولا من يحزنون.. هو طرد من قِبل "رفاقه" لاختلافه معهم حول: عبد الناصر والوحدة والاقتصاد والتمييز والعزلة وووووو من قضايا.
أثيرت مسألة لانغلي ثانيةً، وهذه المرة حول ترتيباته - عمران - ضد الأسد في ٧٢/٧١، من قِبل أكرم الحوراني… وكذلك منه حول صلاح البيطار وحول زياد الحريري [كان لدى أكرم إسهال في الاتهام]
أمّا عن طاهر يحيى، فبعثيٌ اسماً وقوميٌ في عموم.. هو صار رئيس أركان الجيش، وليس وزير الدفاع، في ٨ شباط ٦٣ [كان صالح عماش].. وهو ليس من قابضي لانغلي بالقطع.. أمّا أنه خان البعث، فمضحكٌ كان حافظ: من انقلب عليه كان ضباطه؛ وحردان التكريتي على رأسهم.
…………………………… …
عن اللواء محمد عمران
عائلة المرحوم اللواء محمد عمران، في قريته "المخرّم الفوقاني"،- الآن توسّعت وأصبحتْ منطقة من مناطق محافظة حمص.. عائلته كبقيّة عائلات تلك القرية، لها أرض تعتاش منها، وأصل هذه العائلة هو جرد صافيتا الشمالي الشرقي، وهم جميعا من قرية "عين التينة"، القريبة من جبل النبي "متّى"، حيث محطة البث التلفزيوني والإذاعي. وآل عمران المعنيّون، أعني القدماء لا الأجيال التالية، هم من شيوخ العلويين الدينيين. وكل عائلات "الجفتلك"، شرقي حمص، من العلويين هاجروا من جبال الساحل. وهي عائلة كبيرة، وكان منها كضباط محمد عمران، وابن عمّه العقيد مصطفي عمران الذي أرسل سفيرا لإبعاده عن القوات المسلّحة، وكان ثمّة لواءان أخَوان: علي عمران وصالح عمران، وهما من أقارب محمد عمران، وعائلتهما سكنت في حمص، ووالدهما شيخ معروف.
نشأ محمد عمران كغيره من أبناء تلك القرية، ابن فلاح، وكان على أبناء الفلاحين في ذلك الزمن، الذين يودّون متابعة دراستهم الاعداديّة والثانوية أن يأتوا إلى حمص لمتابعة دراستهم، فلم يكن في الريف كلّه مدارس إعدادية أو ثانويّة، وحتى المدارس الابتدائيّة لم تكن كافية، ولا متوفّرة، وسمعنا في يفاعنا أنّه، بعد أن صار برتبة ملازم في القوات المسلّحة، كان حين يأتي بإجازة للقرية، يخلع بزته العسكريّة ويذهب للعمل في الحقل.
هذه القرية، كان عدد من أبنائها ضباطا في الجيش، المرحوم العقيد الركن أحمد خضور، وأخوه العقيد غسان خضور، والعميد حسن شحود، واللواء محمود عساف، واللواء علي كلثوم، والعميد محمد عساف، والنقيب يوسف شحود، وكلّهم كانوا ينتسبون لحزب البعث، عدا يوسف شحود فقد كان ناصريّ التوجّه.
في بدايات انقلاب 1963، الذي وصل عبره البعثيون للسلطة، كنتُ أعمل في جريدة "البعث" بطلب من الحزب، حيث انتقلت من حمص إلى دمشق، وعملت لفترة قصيرة مفرَّغا لمكتب التنظيم في القيادة القطريّة.. بحكم هذا أتيح لي أن أتعرّف على اللواء محمد عمران. ولم يكن منذ البداية مع انفراد الحزب بالسلطة، بل كان يدعو لتشكيل جبهة من القوى الوطنيّة والقوميّة تدير البلاد، وتضع دستورا، ويكون البعث مشاركاً، ربّما بأفضليّة ما، غير أنّ هذا الرأي لم تستجب له الأكثرية من اللجنة العسكريّة، وقيادة الحزب.
أذكر أنّنا حين كنّا نُعدّ العدّة لإسقاط حكم الانفصال، ذهبتُ والرّائد المسرّح أحمد خضور، وكنّا في دمشق، ذهبنا إلى بيت الرائد المسرّح مصطفى عمران، وجاء الرائد المسرّح صلاح جديد، وهذا أوّل لقاء لي به، وانفرد هو وأحمد خضور في غرفة. وكانت اللجنة العسكريّة تعمل بمعزل عن قيادة الحزب المدنيّة، وهذا فصّلته في كتابي المطبوع "مدارات1". في ذلك الوقت كان المقدم المسرح محمد عمران ملاحقا من قبل سلطات الانفصال، ومتخفّياً، وكان رأي صلاح جديد أن يسلّم عمران نفسه للسلطات، ويظلّ العمل جارياً، بدلا من أن يظلّوا مشغولين بتنقّله من مكان إلى آخر. وكان احمد خضور من المتحمّسين للتنسيق مع القيادة المدنيّة للحزب، لا الابتعاد عنها. ويُذكر أن اللواء عمران كان من المحبوبين من بقيّة التنظيمات الوطنية التقدميّة.
*اشتدّ الخلاف بين القيادتين القوميّة والقطريّة، فشكّلت القوميّة - مفصل ٦٦/٦٥ - وزارة جديدة، واستدعت اللواء محمد عمران من السفارة السورية في إسبانيا، وعُيِّن وزيرا للدفاع، انطلاقاً من أنه كان رئيسا للجنة العسكريّة، وأنّ له كتلة من مؤيديه بين الضباط، وأنّه قد يوقف اندفاعة القيادة القطرية التي يتزعّمها اللواء صلاح جديد. ولم يبق طويلاً في هذه الفترة، فقد وجد وضع ضباط الجيش في حالة من الخلخلة والاستقطاب، ولعله وجد نفسه غير قادر على رتْق ما انفتق، فقدّم استقالته في 18/شباط 1966، أي قبل انقلاب 23 شباط بخمسة أيام، وأرسل استقالته للقيادة القوميّة، والتزم بيته، غير أنّ القيادة لم تُذع نبأ الاستقالة. وحدث الانقلاب واعتُقل هو وأعداد من القيادة القومية، عسكريين ومدنيين، وعُذِّب البعض منهم، وكان الفريق أمين الحافظ رئيس الدولة أحد المعتقلين، وظلّوا في السجن حتى حدثت هزيمة 1967 فأُفرج عنهم، وذهب محمد عمران وأمين الحافظ وأعداد من القيادة القومية إلى لبنان. وحين استعاد حزب البعث السلطة في العراق عام 1968 التحق فريق القيادة القوميّة كله بالعراق حيث أقاموا فيه حتى احتلال العراق 2003.
*أقام محمد عمران في طرابلس لبنان، وقام حافظ الأسد بالحركة التصحيحيّة، واعتقل قيادات هامّة في الحزب، مدنيين وعسكريين، وأودعهم سجن المزّة، وكان البعض من المهتمّين، أو الأقرباء، يتداولون في مجالسهم أنّ محمد عمران قد أرسل كتابا للأسد يعلمه فيه أنّه سيعود إلى سورية بلده، ولا شك أنّ حافظ الأسد كان يُدرك معنى أن يعود محمد عمران، وهو يعرف أنّ عددا من الضباط الذين اعتمد عليهم في الحركة التصحيحيّة هم من محبّي عمران، كإبراهيم صافي، وعلي حيدر، وعبد الغني إبراهيم، واللواء إبراهيم يونس، وعدنان بدر الحسن، وآخرين.
* التاريخ الذي اغتيل فيه محمد عمران.. هو ٤ مارس من عام 1972. كان تشييع جنازته حاشداً من حمص إلى قريته المخرم الفوقاني، وشارك فيها عسكريون ومدنيّون، وكنت واحداً من هؤلاء، ومعنا العقيد موسى العلي وهو من الضباط الأذكياء واللّامعين، وكان من المقرّبين المعتمَد عليهم من جماعة اللواء صلاح جديد، وكان يضع نظارات شمسيّة على عينيه، قلت له: "اريد أن أسألك سؤالاً مُحرِجاً"، قال: "اسأل"، قلت له: "هل تشعر بأنّ لك ضلعاً في اغتيال محمد عمران" .. وكنتُ ألمّح إلى أنّه كان من الموافقين على إبعاد عمران، وما حدث له، فاحمرّ وجهه، وقال برنّة يشوبها شيء من الأسى: "سننتظر طويلا حتى يخرج ضابط من بيت من بيوت "اللِّبْن" ويكون وزير دفاع".
*أُعلنَ رسميّا عن تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص، للتحقيق في مقتل محمد عمران، يرأسها اللواء علي عمران أحد أقرباء عمران المُغتال، وفيما علمت أنّها اجتمعت اجتماعا واحدا، ولم يتكرّر.
*في تلك الفترة كنت جالسا في مقهى "الهلال"، في شارع القوتلي، والذي صار محالاً تجاريّة، فمرّ أحد الأصدقاء، ووضع أمامي جريدة النهار اللبنانيّة، وكانت جريدة ممنوعة من الدخول إلى سورية، وقرأت فيها قرار القاضي الظني الأول في طرابلس بشأن اغتيال اللواء عمران، وخلاصته أنّ ثلاثة أشخاص، رجلان وامرأة، جاؤوا إلى الشقة التي يسكن فيها عمران، وواضح أنّ ثمّة عراكاً قد حدث، قبل التمكّن من قتله، ويشير إلى اجتماع سبق ذلك في حمص، في حي كرم الشامي، في بيت العقيد نزيه زرير (ضابط أمن سابق في سورية)، وضمّ الاجتماع رفعت الأسد، وفي هذا الاجتماع تقرّر التخلّص من اللواء عمران.
*مَن يريد التعرّف أكثر على هذا الرجل فليقرأ كتابه " تجربتي في الثورة – الكتاب الأول"، ليكتشف عمق هذا الرجل الفكري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، ورؤاه الوطنية والقومية، ورؤيته للسياسة العالميّة. ويقع الكتاب في 430 صفحة من القطع المتوسط، ولم يُذكر اسم الدار الطابعة، ومَن يقرأه يدرك الأبعاد الفكرية لديه، في السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، وبنية الدولة، فهو من المفكرين المعدودين في هذا المجال. ووعدَ في هذا الكتاب أنّ كتابه الثاني سيقيّم فيه الشخصيات السياسية القيادية التي عاصرها، ولا يعلم أحد ما إذا قد أنجز هذا الكتاب، أم أنه اغتيل قبل أن يكتبه، أم وُجد في شقتّه فأُخذ منها.
قصّة طاهر يحي
عام 1965، إنْ لم تخنّي الذاكرة، كانت القيادة القطريّة لحزب البعث العربي الاشتراكي تعود لجماعة اللواء صلاح جديد. وذات يوم جاء ثلاثة أو أربعة ضباط لبيت اللواء محمد عمران، وطلبوا منه أن يرتدي ثيابه، لأنّه سيُرسَل سفيرا لسورية في إسبانيا.
على أثر ما حدث دعت القيادة القوميّة للحزب لمؤتمر في مقرّ القيادة القطريّة، وكان موقعه غربي الجسر الأبيض، تحضره القيادتان القوميّة والقطريّة، وأعضاء فروع الحزب في سوريّة، وطُرح في الاجتماع موضوع أنْ تُقدِم قيادة أدنى على اتخاذ قرار بحقّ قيادة أعلى، فاللواء محمد عمران عضو قيادتين قوميّة وقطريّة، وقد سفّرتْه قيادة أدنى، وهذا مخالف لروح النظام الداخلي للحزب. وكان الحاضرون بعضهم من أنصار القومية وبعضهم من أنصار القطريّة، وثمة من كان لا هنا ولا هناك، وكان معروفا أنّ القيادة القوميّة قد استفادت من هذه الورقة، لا حبّاً باللواء محمد عمران، بل لإحراج القيادة القطريّة، لأنّها على خلاف جذري معها، تفجّر فيما بعد في حركة 23 شباط 1966، حيث حدث انقلاب عسكري على القيادة القوميّة، واستلم السلطة في سورية جناح صلاح جديد.
في الاجتماع، ارتفعت الأصوات المتباينة بين القيادتين وعلت الاحتجاجات واختلطتْ بحدّة، حتى لم يعد للسامع تمييز ما يُقال. أثناء ذلك حسم الموقف صوت حافظ الأسد، وكان برتبة عقيد فيما أرجّح، وقائدا للقوى الجوية.. فصرخ بصوت عالٍ، - وكان محسوبا على جناح القيادة القطريّة - وقال: "يا رفاق لن نسمح بوجود طاهر يحيى آخر في سوريّة؛ محمّد عمران قبض 17 مليون دولار من السي. آي. إيه"، فاشتدّ اللغط، ورُفعت الجلسة لبعض الوقت لتهدئة الغضب والضجيج، فتقدّمتُ من حافظ الأسد، خلال الاستراحة، وكنّا نناديه بكنية "أبو سليمان"، وقلت له: رفيق أبو سليمان، ما قلتَه شيء خطير. إذا كان محمد عمران على ما ذكرت فيجب أن يُحاكم محاكمة حزبيّة ومحاكمة قانونيّة، وأن يجري عليه ما يجري على الجواسيس"، فقال لي: "لا، أنا لم أقصد هذا"، قلت: "الجميع فهموا ما فهمتٌه أنا"، فقال: "سأوضّح في الجلسة التالية". وعُقدت الجلسة التالية، ولم يجرِ أيّ إيضاح ربّما لأنّ حرارة الأحداث قد صرفتْ ذهنه، وربّما لأسباب أخرى لا أعرفها.
أمّا قصّة طاهر يحيى، فهو أنّه كان وزير دفاع لحزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي، في الانقلاب الذي جرى ضدّ عبد الكريم قاسم عام 1963، في شهر شباط. وبعد تسلّم السلطة في العراق، مشاركةً مع عبد السلام عارف، انفجرتْ خلافات داخل قيادة الحزب بين جناحي اليمين واليسار، كما أُطلِق عليهما فيما بعد، واستغلّ عبد السلام عارف هذا الخلاف فقام بحركة عسكريّة أدّتْ إلى إقصاء البعث عن السلطة، وساعده في ذلك طاهر يحيى الذي تخلّى عن الحزب، وغدر به، لأسباب لا أعرفها، وهذا ما أشار إليه حافظ الأسد حين ذكر ما ذكر.
ظلّ ما سمعتُه عن اللواء عمران في ذاكرتي، وعزوتُه إلى حساسية ما، فقد تردّد في أجواء قيادة الحزب آنذاك أنّ عمران يعترض على ترفيع الأسد من رتبة عقيد إلى رتبة لواء. وقد سألتُ اللواء عمران عن ذلك، فقال لي ما معناه: أنا لست ضدّ ترفيع الأسد، ولكنّني أنظر إلى ردّ الفعل النفسي في الشارع. أنا رُفّعت إلى رتبة لواء، وبعد ذلك رٌفّع صلاح جديد من مقدّم إلى لواء، الآن يُرفَّع حافظ الأسد، وكلّنا من طائفة واحدة، أعتقد أنّ هذا لن يكون سائغا في الشارع، كما أنّ أخصامنا في سوريّة، وخارجها سيستغلّون ذلك ضدّنا"..
قلتُ ظلّ ذلك في ذاكرتي، فسألتُ محمد إبراهيم العلي الذي كان قائدا للحرس القومي، وقائدا للجيش الشعبي برتبة وزير لزمن طويل، سألتُه: "ما قصة الملايين التي ذُكرت عن محمد عمران والسي. آي. إيه"، فقال: "السي. آي. إيه. أوصلتْ رسالة للواء محمد عمران مفادها أنّها تدفع له 17 مليون دولار، بعملة تلك الأيام، وبيتا مُلكا في سويسرا يختاره هو ويختار موقعه، وراتبا مدى الحياة، مقداره عشرون ألف دولار كلّ شهر، مقابل أن يُقدّم استقالته من السلطة، ويُغادر سوريّة."
رحم الله أبا ناجح فقد كان أفقاً خاصاً.
 
https://feneks.net/society/portrait/79600-2025-05-07-08-39-28

عن اللواء محمد عمران وقصة "طاهر يحيى".. معلومات يذكرها الشاعر عبد الكريم الناعم