من وحي المؤتمر الكردي في القامشلي

خالد محمد جزماتي

بعد قراءتي للبيان الختامي للمؤتمر العام التنظيمات السياسية الكردية ذهلت كغيري لما أعلنوه وبما يطالبون!
لستُ هنا بصدد محاولة الرد على سلبياته بالنسبة لي كمواطن عربي مسلم سوري من مواطني الجمهورية العربية السورية، ولكن أذكّر البعض ممن يصطادون بالماء العكر أن الأكثرية المطلقة لبلاد الشام هم العرب المسلمين، وأن العروبة هي هوية وطنية جامعة لجميع الذين عاشوا في إقليم الشام الذي هو جزء من الوطن العربي الذي يضم أقاليم الجزيرة العربية وبلاد الرافدين ووادي النيل والمغرب العربي.
وأيضا أذكّر البعض الذين لا يشعرون بخطورة مثل تلك المؤتمرات على وحدة الأمة، أن البعض من سكان حماة أصولهم كردية ولكن هواهم عبر التاريخ كان عروبيا.. وأصدق الأمثلة على ذلك نفي الوطني والوجيه الحموي الكردي الأصل العربي الهوى نجيب ٱغا البرازي إلى الأناضول عام 1916 حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى لمواقفه المشرفة ضد الطورانيين الأتراك.. وأيضا رئيس الوزراء السوري أثناء حكم حسني الزعيم الدكتور محسن البرازي الذي كان عربي الهوى لأنه كان من مؤسسي عصبة العمل القومي عام 1933 التي تهدف إلى تحرير البلاد العربية ثم توحيدها... وأيضا رئيس الوزراء الحموي حسني البرازي الذي كان يتهم الأتراك عندما كان يدرس في استامبول بأنهم يمنعون عنه الدرجة الأولى في دراسته لأنه ابن عرب...
وأيضا أقول: كم تتبعت الكلمات التي ألقاها الزعيم ابراهيم هنانو فلم أجد فيها سوى الإيمان بالعروبة الجامعة والإسلام... وأيضا العلامة محمد كرد علي الذي حذّر في وقت مبكر من هجرة أكراد تركيا إلى الشمال السوري نتيجة الثورات على أتاتورك... وأيضا المقال الذي رد فيه حفيد الرئيس السوري الأسبق العقيد أديب الشيشكلي على المرحوم الدكتور صالح القلاب وزير الإعلام الأردني الأسبق حين قال في مقال له أن من أكراد سورية ٱل الشيشكلي حيث اعتمد في رده على مراجع مشهورة مثل "المشجر الكشاف" لابن عميد النجفي الذي ذكر فيه نسب ٱل الشيشكلي لٱل البيت، وأن كلمة الشيشكلي ألصقت بهم منذ مائتي عام... ومن منا لا يذكر انتساب الكثير من رجال العائلات الكبيرة المحسوبة على كثير من غير العرب للأحزاب القومية العربية المختلفة... والٱن فطن بعضهم في ظروف الأمة العربية المعقدة بأصولهم الكردية والسريانية والٱشورية.... الخ؟
نحن العرب وجميع مكونات بلادنا العربية أعزنا الله بالإسلام، وبدأ الغرب في حربنا للسيطرة على بلادنا منذ سقوط غرناطة عام 1492 وما زال...
أربأ بالبعض أن يكون سطحيا يساهم من حيث يدري أو لا يدري أن يكون عدوا لوحدة الأمة.