نقاط الحقيقة على حروف الواقع في ندوات اتحاد الصحفيين..!
2022.08.14
فينكس- خاص- يونس خلف:
ثلاث نقاط يمكن التوقف عندها في الندوة الحوارية التي أقامها اتحاد الصحفيين بالتعاون مع المركز الثقافي بأبو رمانة، اليوم 14 آب 2022، حول وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على تشكيل الرأي العام.
الأولى: الإضاءة التي قدمتها الدكتورة نهلة عيسى أستاذة الإعلام في جامعة دمشق حول مفهوم الاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودور هذه المواقع في تهيئة وصناعة الرأي العام، ودور هذه الوسائل أيضاً بما يسمى بالحرب الناعمة.
النقطة الثانية: ما قدمه الزميل محمد الخضر عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين ومراسل قناة الميادين من أمثلة ومؤشرات ووقائع من وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد فاعليتها وتأثيرها على تشكيل الرأي العام وكيف يتم توظيفها في ميادين مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية.
أما النقطة الثالثة التي أثيرت في الندوة، فهي أنه في الوقت الذي تعمل شركات ومؤسسات ومواقع متخصصة لترويج الوهم على أنه حقيقة نفتقر نحن لأبسط أدوات قياس الرأي العام ومعرفة تأثير وسائل الإعلام على تشكيل الرأي العام.
واللافت ليس غياب الاهتمام بصناعة الوعي من قبل المؤسسات المعنية بذلك، وإنما غياب بعض المؤسسات الإعلامية عن فعاليات إعلامية ولا سيما مثل هذه الندوات التي تحاول أن تقدم رؤية من الداخل حول الواقع الإعلام، وتفتح الحوار لتبادل الأفكار والتصورات التي يمكن أن تسهم في إغناء المشهد الإعلامي.
ندوات يقيمها اتحاد الصحفيين حرصاً على تحصين البنية المعرفية والنفسية والمعنوية في مواجهة الحرب الإعلامية.
وهذه الندوات تناقش واقع الإعلام السوري ومستقبل الصحافة المطبوعة، وكيف يمكن تعزيز وتطوير دور وسائل الإعلام في صناعة الوعي لأن أخطر الحروب اليوم هي حرب الوعي.
ورغم ذلك وزارة الإعلام ومؤسساتها تنأى بنفسها عن الحضور والمشاركة في هذا الحوار، لا بل بعض الصحف الرسمية العائدة للوزارة لم تنشر حرفاً واحداً عن هذه الندوات، و هذا أمر لافت للانتباه و ليس له تفسير!
كيف يمكن أن يؤثر الإعلام الوطني بالجمهور ولازال البعض يعمل بعقلية الأمزجة، والأفراد بدلاً من عقلية المؤسسات والمصلحة العامة؟
وكيف يمكن أن تكون لدينا صناعة وعي قادرة على ضبط الرأي العام ضمن مساره الصحيح ونحن منشغلون بالكيديات، وبتدوير المديرين ورؤساء التحرير وفق ما نريد ونشتهي، وليس استناداً إلى أسس ومعايير موضوعية؟
وخلاصة القول لا يمكن لأي إعلام أن ينجح إلّا إذا تحرر من عقليات الأفراد ومن الامزجة الخاصة، كما إن الإعلام الناجح لا يصنعه صحفي خائف من الانتقام، ولا يصنعه مدير يستقوي على مهنية وحرفية المهنة بسلطاته الإدارية ومصادرته لمهارات الصحفي التحريرية.