كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"معريّن".. عن الذين تحدوا الطبيعة وقارعوا الصخور لتستمر الحياة

يناشدون بتأمين أدنى متطلبات الحياة، ووضع المركز الصحي بالخدمة بأقرب وقت

رفاه نيوف – خاص – فينكس
تراها معلّقة كالنجوم، تعانقها الغيوم ، شامخة على رؤوس جبالها الجرداء الشاهقة، نحتت بيوتها فوق الصخور، إنها قرية معرّين التي تتربع على ارتفاع /1170/ متراً عن سطح البحر، الواقعة أقصى الجنوب الشرقي من محافظة اللاذقية تتبع ناحية "الدالية"، و تبعد عن مركز المحافظة /61/ كم، وصل عدد سكانها إلى ما يقارب /2500/ نسمة يعمل معظمهم بزراعة التبغ، أراضيها صخرية غير صالحة لزراعة أنواع أخرى، يزرع بعض الفلاحين القمح عبر مدرجات استصلحوها بسواعدهم العارية كاكتفاء ذاتي، نسبة التعليم فيها متوسطة لأن معظم شبابها متطوعون في الجيش العربي السوري.معرين1
جريدة "فينكس" وخلال زيارة ميدانية للقرية التقت عدداً من السكان ومنهم مختار القرية "محمد ونوس" الذي تحدث عن الظروف المناخية الصعبة والقاسية التي يعيشها السكان، فالقرية -بحسب قوله- تعيش شتاء طويلاً يمتد لتسعة أشهر من السنة، تكللها الثلوج معظم أيام الشتاء، ومخصصات المازوت المحددة ب/100/ ليتر موزعة على دفعتين لا تكفي لأيام، وحالياً تستخدم لإشعال الحطب الذي بات المصدر الوحيد للدفء في هذه القرية النائية، و أسعاره أثقلت كاهلنا ولكن لا خيار أمامنا.
وتساءل العم "أبو محمد" من سكان القرية: لماذا تعامل القرى الجبلية النائية والباردة مثل قريتنا "معرّين" كأي قرية ساحلية أو قريبة من الساحل؟ انطلاقاً من هذا السؤال نطالب بزيادة مخصصات القرى الجبلية الباردة من المازوت نظراً لخصوصيتها.محمد ونوس مختار معرين
وأضاف مختار القرية بأن واقع المياه لا يسرّ، فالقرية لم تشرب من مشروع "السن بسطوير" منذ شهر تشرين الثاني من عام 2020، وكل منازل القرية تعتمد على خزانات تجميع المياه خلال فصل الشتاء لاستخدامها في الصيف والتي لا تكفي، مما يجعلنا نشتري مياه الشرب خلال فصل الصيف، وخلال الصيف الماضي اشترت القرية بما يقارب /20/ مليون ليرة مياه عبر الصهاريج، لذا فإننا نطالب بحل أزمة مياه الشرب وايصالها إلى القرية رأفة بالسكان مع العلم بأنه لا يوجد أي نبع ضمن حدود القرية.
و بيّن المزراع علي ونوس لفينكس بأن المحصول الوحيد الذي يعتمد عليه السكان هو محصول التبغ، وهو من أجود أنواع التبغ، بالإضافة لزراعة القمح بشكل محدود وللاكتفاء الذاتي، و خلال العام الماضي انخفض انتاج القمح بشكل كبير بسبب الظروف الجوية وعدم توفر الأسمدة، ناهيك عن فقر التربة والانتشار الكبير للصخور التي تحد بشكل كبير من الزراعة.
وأضاف المزارع "علي محمد" نزرع الكرز والتفاح أمام منازلنا والتي تناسب البيئة الجبلية الباردة وهي زراعات محدودة جدا.معرين طريق في القرية
وطالب سكان القرية بإحداث مدرسة تعليم أساسي في الحارة الشرقية لأن الأطفال في هذا الحي مضطرون لقطع مسافة /4/ كم يومياً سيراً على الأقدام وسط الثلوج والصقيع، وتخديم القرية بالصرف الصحي الذي اقتصر على البيوت الواقعة فوق الطريق، واصلاح الخطوط الهاتفية الأرضية، فيوجد بالقرية /4/ آلاف خط هاتف أغلبها معطل معظم أيام السنة.
وأهم مطلب لأهل القرية والذي اتفقت فيه مع أهالي قرية "بطمّوش"، ضرورة فصل قريتي "معرّين" و"بطمّوش" عن بلدية "الدالية"، وإحداث بلدية خاصة بهما، وقد تقدم السكان في القريتين بطلبات لمحافظة اللاذقية بهذا الشأن، كما ذكروا، و أكد المختار بأن القرية لم تنعم بمشروع خاص بها منذ /11/ عاما.السورية للتجارة في معرين
وطالبوا بحل أزمة النقل الخانقة ما بين "معرين" ومركز الناحية "الدالية" فأجرة التكسي ما بين معرين ومركز ناحية "الدالية" التي لا تبعد سوى /7/ كم عنها تصل إلى /8/ الف ليرة، وضرورة رفد المستوصف الذي بني منذ سنوات بالكادر الطبي والتمريضي والأجهزة اللازمة فهو ضرورة ملحة لسكان قريتي "معرين" و"بطموش" خاصة خلال فصل الشتاء التي تنقطع فيه الطرقات بسبب الثلوج.
بلدية "الدالية" ترد
رئيس بلدية الدالية "فواز عون" أكد لـ"فينكس " بأن قطاع البلدية كبير يتبع لها "معرين" - "بطموش"- "مزرعة أبو رجيلة شرقا"، و"التلازيق" - "النوافير"- الدليلة غربا"، وامكانات البلدية متواضعة وخاصة بعد اعتمادها على الموارد "الذاتية، التي هي بطبيعة الحال ضعيفة جدا، فلا وجود لمشاريع خاصة بالبلدية ، ولم يتم جباية الأموال من سكان القرى بسبب فقرهم المدقع، لذلك نعمل حسب الامكانات المتوافرة.
وقد بلغت الخطة الاستثمارية للعام الماضي /9/ مليون ليرة للصرف الصحي وهي عبارة عن اعانات، و/10/ مليون طرق تم توزيعها بالتساوي بين قرى القطاع.
وبالنسبة للصرف الصحي أكد "عون" بأن قرية "معرّين" أخذت حقّها من هذا المشروع حيث تمّ خلال العام الماضي استبدال خط صرف صحي بولي أتيلين فيها بطول /650م، ومنذ سنتين وبمنحة تم تمديد /1650/ م بولي أتيلين أسود. مشيراً إلى أن فرق المناسيب والطبيعية الجغرافية الصعبة حالت دون ايصال الصرف الصحي للمنازل الواقعة تحت الطريق، فالمنطقة صخرية وتحتاج لسرود كلفته باهظة جدا.
وعن وسائل النقل بيّن "عون" أن بإمكان القرية ومن خلال أموال الوقف والأيادي البيضاء والمجتمع المحلي، شراء سرفيس كل عام وحل مشكلة النقل، وهذا شأن داخلي يمكن أن يتم حلّه عندما يريدون.معرين4
وأشار بأنه تم إحداث بناء للمركز الصحي ضمن القرية، وصلت كلفته ل /84/ مليون ليرة إلّا أنه لم يوضع بالاستثمار حتى اليوم بسبب التجهيزات والكادر الطبي. ونوه بأنه سيوضع بالخدمة خلال العام الحالي 2022.
أخيراً: ما يمكن أن نقوله في نهاية زيارتنا لقرية معرّين، بأن سكانها الذين تحدوا الطبيعة وطوّعوا الصخر، يستحقون أن يمتلكوا مقومات الحياة والاستقرار في هذه المنطقة الصعبة وأهمها المياه، ووضع المركز الصحي بالخدمة بعد تجهيزه، والعمل على تشجيع السكان لإقامة مشاريع صغيرة تناسب بيئتهم وتمكنهم من أراضيهم.
تعزيز العمل السياحي بين سورية وباكستان.. محور مباحثات مرتيني مع إختر
ضبط منشأة ألبان وأجبان في اللاذقية بمخالفة مزاولة المهنة دون ترخيص
البدء بإعادة تأهيل طريق دمشق حلب الدولي ضمن قطاع محافظة إدلب
درعا.. تركيب 23 جهاز إنارة بالطاقة البديلة في شارعي القوتلي وهنانو
وصول قافلة من التجهيزات الكهربائية إلى دير الزور
التربية السورية تضع عدداً من المدارس الخاصة تحت الإشراف الكلي وتغلق بعضها
أكثر من 3 مليارات ليرة تغريم لصهريج في طرطوس
الملتقى الشبابي الأول للمغتربين السوريين في البرازيل يبحث تعزيز روابط جيل الشباب بوطنهم
الخليل يزور عدرا الصناعية ويطلع على واقع العمل فيها
دمشق.. ضبط كميات من العجين التالف وأكياس دقيق تمويني معدة للاتجار
ورشة عمل عن المحتوى الرقمي والتسويق الإلكتروني في حمص
ريف دمشق.. الخليل يترأس اجتماعاً للجنة الفرعية للإغاثة
الخارجية والمغتربين تعلن عن إجراء مسابقة لتعيين 25 عاملاً في السلك الدبلوماسي
3600 طلب اعتراض بتربية طرطوس.. مدير الامتحانات لـ(فينكس): 44 مستفيداً ولم يهمل أي طلب
الداخلية: لا صحة لما يروج له حول حدوث حالات خطف في الميدان بدمشق