كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اندثار صناعة الحرير ومطالب بإنعاش شركة الحرير الطبيعي بالدريكيش

دارين حسن- فينكس- طرطوس

بعد أن كانت أشجار التوت تزين بساتين الفلاحين تم قطعها، وبعد أن عرفت سورية أعرق صناعة "الحرير" تم وأدها، وبعد أن كان المزارعون يقومون بتربية دودة القز كنوع من الحفاظ على التراث والأصالة وتأمين مورد رزق تم إقصاء تلك المهنة وعدم الاهتمام والدعم للمربين الذين تضاءل عددهم في السنوات الأخيرة بشكل كبير وملحوظ ما دفعهم إلى العزوف عن التربية وقطع أشجار التوت واستبدالها بأشجار أكثر جدوى، تزامنا مع تعطيل شركة الحرير الطبيعي في الدريكيش منذ اثنا عشر عاما رغم أنها الوحيدة في المحافظة...!

وتساءل مربو دودة القز في حديثهم لـ "فينكس": أين التشجيع على المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تحث عليها الحكومة عند كل اجتماع وفي كل مناسبة ولا سيما في الآونة الأخيرة.؟ أليست تربية دودة القز واحدة منها..؟ ورغم عزوف مربي دودة القز عن العمل والإنتاج إثر القرارات التي وقفت بوجه مورد رزقهم الوحيد وتعطيل الشركة الوحيدة في المحافظة لصناعة الحرير، ومع ذلك يطالبون اليوم بإعادة الألق والدعم لهذه الصناعة العريقة لما لها من خصوصية لدى أبناء المحافظة عموما وأبناء الريف بشكل خاص.

الأولى على مستوى سوريةلا يتوفر وصف.

كانت محافظة "طرطوس" الأولى على مستوى "سورية" من حيث عدد الأشجار المزروعة بالتوت، حيث بلغت مساحة الأرض المشجّرة حوالي/341/ هكتارا بعدد أشجار حوالي /95/ ألف شجرة، تركزت معظمها في مناطق "الدريكيش" و"الشيخ بدر"، وتعتبر "الدريكيش" مدينة الحرير، حيث تواجد سابقاً ثلاثة معامل لحل شرانق الحرير، أولها شركة الحرير الطبيعي في "الدريكيش" ومعملين تابعين للقطاع الخاص، ما يعني أن الحرير الطبيعي كان ذو أهمية كبيرة لسكان المنطقة ويعمل به عدد كبير من الأهالي، استمر هذا الوضع حتى تسعينات القرن الماضي عندما بدأت تتدهور هذه الصناعة، وفقا لمدير الشركة العامة للحرير الطبيعي بالدريكيش -المتوقفة حالياً- يوسف أحمد.

تراجع صناعة الحرير

مدير الشركة وفي تصريح لـ "فينكس" أشار إلى تراجع تربية دودة القز وصناعة الحرير منذُ تسعينات القرن الماضي لأسبابٍ عدّة منها: تغير أنماط الحياة وعدم مناسبة نمط السكن الحالي لتربية دودة الحرير، وبدء الكثير من الفلاحين بقطع أشجار التوت والتّحول إلى زراعات أخرى أكثر جدوى كالزيتون والتّفاح وغيرها، إضافةً إلى انخفاض الدعم لهذا النشاط ما أدى إلى عزوف الكثير من المربين عن العمل، وانخفاض أسعار شراء شرانق الحرير في ذلك الوقت.

وأوضح "أحمد" أنّ عدد المربين يختلف من عام لآخر لكن يبقى العدد قليل جداً مقارنةً بما كان عليه في تسعينات القرن الماضي، وذلك نتيجة عدم توفر البيوض بالنّوعية الجيدة بسبب توقف الاستيراد والاعتماد على البيوض المنتجة محلياً والتي لا تتمتع بالجودة المطلوبة كما أنّها ذات إنتاجية متوسطة مقارنةً بالبيوض المستوردة، إضافةً إلى صعوبة تسويق الإنتاج كون شركة الحرير متوقفة عن العمل منذ عام 2009 بسبب عدم توافر شرانق الحرير بكميات كافية لإعادة تشغيلها.

تضرر الاقتصاد الوطني

وأضاف "أحمد": كانت صناعة الحرير ذات أهمية كبيرة للكثير من الصناعات التي تعتمد على الحرير الطبيعي وخاصة  (البروكار) و(الدامسكو) ذات الشهرة الكبيرة على مستوى العالم، وتوقف هذه الصناعة أدى إلى اعتماد المصنّعين المحليين على استيراد حاجتهم من هذه الخيوط من دول أخرى كالصين والهند، ما يعني دفع مبالغ طائلة من القطع الأجنبي لاستيرادها، إضافةً إلى توقف معظم المعامل والورش المصنعة للأقمشة الحريرية ومختلف أنواع الصّناعات التي تعتمد على الحرير، حيث كان منتجو المواد الحريرية يصدرون إنتاجهم لمختلف دول العالم، لافتاً إلى أنّ منتجات مثل (البروكار) الدمشقي و(الدامسكو) ذات سمعة عالمية ما يعني أنّ توقف هذه الصّناعة حرم الاقتصاد الوطني من عائدات القطع الناتج عن تصدير هذه المنتجات، إضافةً لاضطرار المصنعين المتبقين لاستيراد حاجتهم من الخيوط بدل شرائها من السّوق المحلية.

مشاريع لم تنفذ...!

وفي إطار الحلول الممكنة لإنعاش صناعة الحرير، بين مدير الشركة أنه تم طرح حلول بديلة منذ وقت طويل، منذ عام / 1998/ لإنقاذ هذه الصناعة من خلال الاستفادة من أراضي أملاك الدولة لزراعة أشجار التوت في محافظات "طرطوس" و"اللاذقية" و"حماه" بمساحة / 3000/ هكتار تنفذ على مراحل، لكن لم يتم التنفيذ!!. كما تم طرح مشاريع بديلة تضم فندق سوق أعمال يدوية بالتعاون مع وزارة السياحة لم ينفذ أيضاً، واستمر الوضع لغاية عام 2015 حيث صدر قرار عن وزير الزراعة يتضمن تشكيل فريق عمل من وزارتي الزراعة والصناعة وذلك لوضع استراتيجية عمل متكاملة لإحياء تربية دودة الحرير في "سورية" تتضمن خطّة عمل وبرنامج زمني، تم الانتهاء من المشروع عام 2017 وتم رفعه إلى الجهات الوصائية لإقراره، فتمت الموافقة عليه، وتم الطلب من وزارة الزراعة المباشرة بالتنفيذ.

وأوضح "أحمد" أنه كان من المقرر أن يستمر المشروع من عام 2017 ولغاية عام 2027 ضمن ثلاثة مراحل، تتضمن زراعة/ 2987/ دونماً بعدد أشجار حوالي / 900/ ألف شجرة توت تكفي لتربية /6491/ علبة بيوض، هذه الكمية من البيوض تنتج حوالي 250/ طن من شرانق الحرير وهي كافية لتشغيل الشركة على مدار العام لثلاثة ورديات.

البدء بتنفيذ البرنامج الوطني

وأشار "أحمد" إلى أنّ رئيس مجلس الوزراء أثناء زيارته للشركة وجه بالبدء بتنفيذ البرنامج الوطني واعتبار الخطة موافق عليها، حيث تضمنت الخطة في المرحلة الأولى إجراء عمرة للشركة على أن يتم استبدال الآلات بعد انتهاء المرحلة الثانية، لافتاً إلى أن أحدث آلة في المعمل سنة صنعها / 1975/.

بانتظار الإنتاج

وردا على سؤالنا حول آلات شركة الحرير المتهالكة أفاد مدير الشركة: تم إجراء صيانة أولية للآلات لإبقائها في حالة الجاهزية ويمكن إعادة تشغيلها بوضعها الذي كانت عليه قبل توقف العمل في الشركة، مبيناً أنه أعيدت للعمل بانتظار موسم الإنتاج للعام الماضي لكن لم يكن هناك إنتاج لشرانق الحرير، فالشركة تحتاج إلى كمية لا تقل عن / 6/ طن شرانق للمباشرة بالعمل، وهذه الكمية تكفي للعمل لمدة شهر فقط ولوردية واحدة، ومع ذلك لم تتوفر أي كمية من الشرانق، مبيناً أنه في حال توفر الشرانق يمكن إعادة تشغيل الآلات بكلفة ليست كبيرة وبنفس الطريقة قبل توقف العمل على أن يتم الاستبدال وفق الخطة الموضوعة.

تنفيذ ضمن الإمكانيات

وأشار "أحمد" إلى أن وزارة الزراعة باشرت بتنفيذ المشروع ضمن إمكانياتها المتاحة كما أن شركة الحرير بانتظار بدء عملية الإنتاج الفعلي لشرانق الحرير ليتم المباشرة بالإنتاج، وتقوم وزارة الزراعة بتقديم دعم مادي وتسليم البيوض مجاناً للمربين، وتكمن مهمة الشركة بشراء البيوض من المربين بالأسعار التي تحدد من الجهات الحكومية وحلّ هذه الشرانق وبيع الإنتاج لمن يرغب، مضيفاً: حرصاً على متابعة تنفيذ البرنامج الوطني وبتعليمات من وزيري الصناعة والزراعة وبمتابعة دائمة من المؤسسة العامة للصناعات النسيجية والمعنيين في وزارة الزراعة أحدث فريق عمل يضم ممثلين عن الجهتين لمتابعة البرنامج الوطني.

وأوضح مدير الشركة أنّه في حال تطبيق المشروع الوطني لإحياء تربية دودة الحرير ولو بشكلٍ نسبي لا يقل عن 50% من الخطة يمكن القول أن صناعة الحرير الطبيعي قد بدأت، آملاً أن يتم ذلك كون هذه الصناعة من التراث السوري الأصيل وتقدم دعم مادي لسكان الريف. لا يتوفر وصف.

إحياء التراث

وعند الحديث عن الحرير لا يمكن إغفال جمعية (إحياء التراث) في محافظة "طرطوس" التي تسعى جاهدةً للاحتفاظ بهذه المهنة وحمايتها وتعريف الجيل الجديد بها كونها مهنة الآباء والأجداد، وهنا توضح رئيسة الجمعية "ثناء سلمان" أنّ الحرير هو تراث أبناء المحافظة، لذلك نقوم بالاهتمام بالحرف التّراثية والحفاظ عليها قدر المستطاع، نحتفظ بشرانق الحرير عن طريق صنع لوحات وتشكيلات مختلفة من الورود، نقوم بقص الشرانق على شكل ورد مثل وردة الياسمين والنرجس والأقحوان لتكون بأبهى حلّة ثم نقوم بصناعة الشرانق عند الحاجة.

ولكن كيف يتم تأمين الشرانق وما المواد التي يتم استخدامها؟ أفادت "سلمان": من لوح الخشب المعاكس وقماش المخمل والسلكون والشرانق نصنع الشكل المطلوب، وعند انتهاء اللوحة نقوم بوضع (برواظ) لها وذلك للاحتفاظ بها أكبر وقت ممكن، ونقوم بتأمين الشرانق من بعض مربي ومنتجي الحرير ممن تبقى لديهم شرانق بعد أن عزفوا عن التّربية إثر ضعف التّسويق.

التربية تسمح للطلاب النظاميين في الصف الثالث الثانوي بتغيير دراستهم بين الفرعين العلمي والأدبي
وزارة النفط: 25 الجاري موعد بدء التسجيل على مازوت التدفئة
السورية للطيران: رحلة ثالثة إلى القاهرة أسبوعياً ورحلة منتظمة كل يوم جمعة إلى القامشلي
وزير التربية وبحضور محافظ ريف دمشق يفتتح ثانوية التل للبنين بعد ترميمها
اللاذقية.. السيطرة على 95 بالمئة من حريق الأراضي الحراجية بالريف الشمالي
حل النزاعات مهمة أصحاب الضمائر
حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 79 لاستقلال إندونيسيا
المصري يشارك في حفل الاستقبال الذي أقيم بمناسبة الذكرى 79 لعيد استقلال إندونيسيا
غرفة تجارة ريف دمشق تشارك بحفل إعلان افتتاح السفارة السعودية بدمشق
ريف دمشق.. اجتماع بين قدور وخليل ومعالجة واقع المشتقات النفطية في المحافظة
شاهين يزور غرفة تجارة حلب
د. رقية في محاضرة: الزلزال ظاهره حزن وأسى وباطنه عظة ورحمة
مصياف.. عودة خدمات الاتصالات والإنترنت لجميع المراكز الهاتفية
إعادة افتتاح أعمال سفارة المملكة العربية السعودية رسمياً في دمشق
المصري يحضر حفل الاستقبال بمناسبة إعادة افتتاح سفارة السعودية بدمشق