تسير العملية التعليمية في منطقة الدريكيش على ما يرام لجهة التزام الطلاب والكادر التدريسي بالدوام رغم الوباء، مع استدراك النقص الحاصل في الكتاب المدرسي، واكتمال الكادر التدريسي والإداري، لكن ثمة تحديات تعيق إتمام العملية التدريسية بالشكل الأمثل ولا سيما مع انتشار الدروس الخاصة كالنار في الهشيم وذروة وباء كورونا ودخولنا فصل الشتاء.

شكا أهالي منطقة الدريكيش من الدروس الخاصة لأبنائهم والتي أرهقت ميزانيتهم وأفرغت جيوبهم، إذ أن الطالب في مرحلة التعليم الأساسي ومنذ الصفوف الأولى يحتاج لدروس خاصة لأغلب المواد بسبب صعوبة المناهج، وعدم قدرة الوالدين على إيصال المعلومة الصحيحة والشرح المناسب لهم نتيجة حداثة بعض المعلومات بالنسبة للأهل كما في الرياضيات والانكليزي والفيزياء.

تضم منطقة الدريكيش 138 مدرسة، و تعاني بعض مدارس المدينة والريف من الاكتظاظ الطلابي، حيث يتشارك كل ثلاثة طلاب مقعدا في بعض المدارس كمدرسة خالد بن الوليد والثورة بالمدينة، وفي مدرسة المحيلبة في ريف الدريكيش والتي تضم التلاميذ من الصف الأول وحتى الرابع، مع الإشارة إلى أن مدرسة في قرية المصطبة (حلقة أولى وثانية) ينتشر فيها وباء كورونا، حسب الأهالي الذين ناشدوا بتعليق الدوام إثر وجود ست حالات إصابة خلال عشرة أيام.

وفي مدرسة بقعو (حلقة أولى وثانية)، أشار المدير إلى وجود مقاعد خشبية قديمة عمرها يفوق الخمسين عاما في قاعتين صفيتين مطالبا بإتلافها نتيجة عدم فائدتها، وفي مدرسة الزارة حلقة أولى لا يوجد أمين مكتبة، علما أن الأمين السابق تقاعد منذ أربع سنوات ولم يعين بديلا عنه.

وتعاني مدرسة المحيلبة بريف الدريكيش من قدم البناء وضيق مساحة القاعات الصفية وأعداد الطلاب الكبيرة، حيث يصل عدد طلاب الصف الأول إلى / 46 / طالبا وطالبة ويجلس كل ثلاثة طلاب بالمقعد، وذلك حسب المديرة ندى حمد، التي طالبت بضرورة صيانة المقاعد وتعيين أمين سر وأمين مكتبة.

ومع دخول فصل الشتاء تشكو مدارس الريف والمدينة من قلة كميات المازوت المخصص للتدفئة، فحتى الآن لم توزع الكميات للعديد من المدارس.

وأشار بعض المديرين إلى حاجة مدارسهم للحواسيب وحبر للطابعات لزوم إتمام العملية التعليمية، ولفتت مديرة مدرسة حيلاتا إلى عدم توفر الكهرباء بالمدرسة منذ شهرين لأن الأكبال الكهربائية تتعرض للسرقة بين الحين والآخر.

مطالب وحاجيات مدراء المدارس وضعناها على طاولة مدير تربية طرطوس علي شحود حيث أوضح في تصريح لـ"فينكس" أن العملية التربوية تسير بشكل جيد في منطقة الدريكيش، فالجهاز التدريسي والإداري مكتمل، وتحصل بعض الشواغر الإدارية في المدارس نتيجة تقاعد معلمين، ويتم ترميم تلك الشواغر في العطلة الانتصافية حرصا على المحافظة على الواقع التعليمي، كما يتم ملء الشواغر المؤقتة الناتجة عن الإجازات الصحية بالنقل المؤقت وبالسرعة الممكنة.

وحول الصيانة، بين مدير التربية أن عملية الصيانة والتأهيل للمدارس تتم حسب أولوية تأمين الغرفة الصفية المناسبة وتأهيل الحمامات وتأمين واقع مدرسي صحي ملائم للعملية التعليمية وفق الإمكانات المادية المتاحة والميزانيات المخصصة لذلك، لافتا إلى أن نسبة تنفيذ الميزانية الاستثمارية في المديرية بلغت 100 % ويتم تنفيذ الحالات الإسعافية في المدارس سريعا وحتى تأمين الميزانية اللازمة لاستكمال أعمال الصيانة في المدارس وفق دراسات معدة من قبل دائرة الأبنية المدرسية وبناء على متطلبات هذه المدارس، وتتم عملية تأهيل الثانوية التجارية التي كانت معارة للجامعة وتم استخدامها كمركز إيواء لتساهم في تخفيف الكثافة الصفية في مدينة الدريكيش، كما يتم دراسة افتتاح مدرسة المتفوقين فيها.

وفيما يخص الكتب المدرسية والشواغر في المستخدمين، أشار شحود إلى أنه تم استكمال الحاجة للكتب المدرسية في جميع مدارس المحافظة بنسبة 99%، ويتم العمل على معالجة حالات النقص بأسرع ما يمكن عبر التواصل اليومي مع مديرية الكتب والمطبوعات المدرسية، مبينا أنه يتم تعيين المفرزين إلى مديرية التربية من المسرحين من الخدمة الاحتياطية تدريجيا حسب المناطق، حيث تم التعيين في مدينة طرطوس ومنطقتها ومجمع الصفصافة، وسيتم استكمال بقية المناطق عند الانتهاء من الإجراءات الإدارية اللازمة تباعا.

وبشأن الإجراءات الصحية بخصوص كورونا، قال مدير التربية: "يتم تطبيق الإجراءات الاحترازية المعممة على المدارس وفق البروتوكول الصحي بالشكل الأمثل واستكمال تلقي اللقاح للزملاء المعلمين حرصا على سلامتهم وتحقيق بيئة صحية ملائمة ومناسبة. كما يتم رصد يومي للواقع الصحي في المدارس من قبل دائرة الصحة المدرسية ومستوصفاتها في المناطق، وإرسال فرق صحية مشتركة بالتعاون مع مديرية الصحة لرصد الواقع وأخذ المسحات واقتراح المناسب لاتخاذ القرار المناسب في كل مدرسة حسب واقعها الصحي".

وتعول مديرية التربية على تطبيق البروتوكول الصحي بشكل جيد، بحسب شحود الذي طالب المعلمين بتلقي اللقاح حرصا على تحقيق واقع صحي أفضل، مشيرا إلى وجود تدقيق في منح الإجازات الصحية بحيث تكون متوافقة مع وضع المعلم الصحي، في سبيل ضبط عدد الإجازات الصحية الممنوحة يوميا، وحرصا على نيل هذه الإجازات لمن يستحقها من جهة، ولضبط واستمرار العملية التعليمية من جهة أخرى، خصوصا مع قلة عدد المتقدمين للتدريس كمكلفين من خارج الملاك.

ويتم منح المعلم والطالب إجازة صحية لا تقل عن تسعة أيام عند إثبات إصابته بفيروس كورونا، وإغلاق الشعب الصفية في بعض المدارس في حال كان الطالب أو المعلم مداوما عند ثبوت إصابته.