د. نشأت حمارنة.. ذكرى عن الذهب العتيق
نصر شمالي
تذكرت..
في أهوال الحرب، في العام ٢٠١٧، ومن دون أن نتمكن من وداعه، غادرنا الصديق الكريم الراحل الدكتور نشأت حمارنة، العربي الأردني الشامي الدمشقي، والمناضل القومي الوحدوي، الذي كان حضوره جم النشاط في اللقاءات العربية، لا يكل ولا يمل، والذي كانت عيادته في وسط دمشق مفتوحة مجاناً للمرضى الفقراء.. وكان عالماً مرموقاً في ميدان الطب، وله محاضرات ودراسات وكتب عديدة عن تاريخ الطب العربي، منها كتاب عنوانه: "تاريخ أطباء العيون العرب"..
ويروي المناضل العربي الجزائري الدكتور عثمان سعدي عن الدكتور نشأت حمارنة هذه الحكاية، فيقول: عندما كان نشأت حمارنة رئيساً لاتحاد الطلبة العرب زار المغرب، وأصر على زيارة مدينة فاس وبخاصة جامعة القرويين، وبعد جولته في أقسام الجامعة زار مسجد القرويين، والتقى إمام المسجد، وراح يحدثه عن تاريخ مدينة فاس وفضلها على العروبة والإسلام والثقافة العربية والإسلامية عموماً، فما كان من إمام المسجد إلا أن قال: "أقسم بالله أنك أنت الذي ستصلي بنا الجمعة غداً"!.. وقد أوضحوا للإمام أن نشأت من المسيحيين العرب..
وقال نشأت للإمام: "لا عروبة بلا إسلام، والعروبة روحها الإسلام، والعرب كانوا قبائل متناحرة، غساسنة تحت سلطة الرومان ومناذرة تحت سلطة الفرس، فجاء الإسلام وحررهم وجعل منهم قوة وصلت إلى جنوب باريس غرباً وإلى سور الصين شرقاً.. الخ".. فما كان من إمام مسجد القرويين إلا أن قبل رأس نشأت حمارنة، رحمه الله.
(الصورة تجمعني والدكتور نشأت حمارنة قبل حوالي عشرين عاماً، أو أقل، في أحد الملتقيات العربية، في المغرب على الأغلب).