ردّ على الفنانة لبانة قنطار

هدى أبو نبوت

حضرت حفلاً فنياً للفنانة لبابة قنطار عام٢٠٢٤ بالسفارة الفرنسية باسطنبول، بدعوة من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم في السلطة هند قبوات.
مازلت أحتفظ بالفيدوهات التي صورتها للأغاني التي غنتها لبابة لتاريخ سوريا وهويتها التاريخية من كل المحافظات والقوميات الارمنية والكردية والعربية.
كانت من اللحظات التي جمعتنا وأبكتنا سوياً كل في مقعده دون أن نعرف بعضنا، عشرات الحضور شعرنا بحرقتنا بالتهجير القسري، ونحن نسكن بمنازل وليس بخيام.
الخيام هي حصيلة قصف الأسد لمنازلنا يالبابة، أنا قصف الأسد بناية أهلي وأصبحت رماداً، وهجرت من منزلي بمدينة حلب بعد أن سُرق نصفه، ثم سُرق النصف الآخر الذي نقلته لريف حلب الشرقي على يد قوات الأسد بعد طرد داعش.
أنا وغيري مئات الآلاف كانت الخيام ستغدو مصيرنا لولا لطف رب العالمين، خرجنا بثيابنا في محاولة يائسة للحفاظ على أرواح أولادنا بعد أن أصيبوا بألف تروما حرب مازلنا نعاني منها حتى الأن.
خرجت ببجاما واحدة لفرح وشام، لبستاها عاماً كاملاً، وحملت شام على أكتافي مقابل القناص لأعبر بها الشريط الحدودي.
لولا صديقة عمري التي أمّنت لي مبلغاً من المال بعد أن دفعنا كل مانملك للبقاء في سوريا لآخر نفس كما كنا نتوهم.
خسرنا منازلنا وقصف مكان عمل زوجي، الذي قرر أن يحفر بالصخر ويعمل مشروعاً خاصاً لنبقى بسوريا، ثم جاءت داعش وخرج قبلي وبقيت أعمل بالمشفى وأمشي على الطرقات أعد خيمة خيمة... منزل بدون سقف، أتعرفين كيف يغلقون النوافذ ويسدون الرياح؟ بشوادر الأمم المتحدة.
نعم الأمم المتحدة التي بقيت تقلق طوال ١٤ عاماً والناس في الخيام مهجرة مشردة تغرق بالشتاء وتحترق في الصيف.
هل تعرفين كم سوري مات حرقاً؟ ومات مدفوناً تحت الثلوج بالخيام؟ ربما لاتعرفين، وربما لم تكوني تتابعين...
وإذا كنتي تظنين أن هؤلاء هم السلطة ومجرميها، وهؤلاء هم من قتلوا وفظعوا بالسويداء فأنت تحولت كالوحوش التي تصفينها..
الخيم ليست للسوريين يالبابة... الخيم ليست لأحد.. الخيم ليست معياراً وليست شتيمة... الخيم هي الشاهد على الجريمة العلنية... الجريمة التي نقول ليل نهار نريد عدالة تنصفهم وتنصف ذويهم.
هل تظنيين أنك بذلك تنصفين أهل السويداء؟ أنت لم تطالبي بالعدالة.. تشتمين بني أمية وتزاودين عليهم وتتصرفين بقذارتهم...
لن أطالبك بالاعتذار، لأنك فقدت البوصلة، ولكن أطالبك أن تعودي لتلك اللحظة التي وقفت وغنيتي لكل السوريين... وأسالي نفسك أين كنت واين أصبحت...
يؤسفني بهذا المشهد أن كلام فرد يعمم على جماعة... طبول السلطة حولت كل السّنّة لمجرمين بعيون الآخرين.
وطبول أمثالك سيحول أهل السويداء كذلك بعيون الآخرين...
مالذي تفعلونه؟ والله حرام هالبلد التعيسة تنام على مصيبة وتفيق على أخرى...
لست صديقتي على الفيس بوك، ولكن أعلم أن كلامي سيصلك... أتمنى أن تراجعي نفسك ويراجع كل سوري نفسه...
لا تجعلوا طبول السلطة تحولكم لوحوش... كما حوّل الأسد بعضهم لما ترونه الآن ونعود ونكرر العنف حتى لايبقى أحد فينا.
هؤلاء أفراد لايمثلون الشعب السوري... حولتم الشعب السوري لحطب، كل واحد فيكم يرمي فيه شعلة... عندما نحترق جميعا ستكونون أول الرماد وآخره.

ياحيف وألف ياعيب الشوم.