هل هناك من يدق ناقوس الخطر؟ هل يدمر الهنود دول الخليج كما فعلوا بإيران؟

أنور القاسم
هذه الفضيحة فجرتها الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، فإسرائيل مخترقة أيضا أشقاءنا في الخليج العربي عبر العمالة الهندية وشركات تقنية المعلومات الهندية، وإيران حاليا تستعرض صور الجواسيس، الذين كانوا يخترقون كل شيء في إيران لصالح إسرائيل.
طبعا، هذه الفضيحة كشفت أمورا أخرى، كما نعلم أن الهنود يعملون في الخليج في تقنية المعلومات «أي تي»، وهم تقريبا يخترقون كل شيء في المؤسسات، وإذا كان الأمر صامتا قبل هذه الحرب، فانه صار صارخا بعدها.
الضربة الإسرائيلية الأخيرة فجرت فضيحة عمرها 25 سنة، عبر شركة تجسس متغلغلة داخل دول الخليج بين الموساد وجهاز رو الهندي، والقصة بدأت من حرب كارجيل سنة 99 حينما سلحت إسرائيل طيارات الهند بالرادارات والصواريخ في أقل من 28 ساعة، ومن حينها تتردد أنباء عن تكون تحالف ثنائي، مع بداية خطة طويلة الأمد عبر تعليمات لجهاز رو بزرع الجواسيس في الخليج.
وإذا أخذنا بالاعتبار وجود 4 ملايين عامل هندي في دولة خليجية واحدة فما بالك بباقي الدول. فشركات الهواتف تشغلها شركات هندية وشركة الانترنت كذلك وشركات أخرى تهيمن على التكنولوجيا في دول الخليج العربية، والجميع منكشف، وحتى السيرفارات تمر كلها عبر شركات هندية. ناهيك عن فنادق الخليج.
وما يسند ذلك أن تركيا استطاعت الآن تفكيك شركة تجسس كاملة كانت تعمل على الفويب الهندي.
وعليه ستكون للرأسمالية الهندية بعد سنوات أو عقود مكانة كبرى. فهي دولة نووية ومسلحة وجيوشها كثيفة العدد، وهي لا تتمدد بالقوة المسلحة، بل بقوة العمل الهائلة الساكنة ثم بقوى السلع المتطورة عما قريب.
ومع تغير موازيين القوى الدولية واحتلال الهند مقعدها في الأعضاء الدائمين، ووجود أعداد سكانية هائلة، حينذاك يصبح الاستعمار الهندي لمناطق النفوذ وللبلدان التي تمتعت فيها بصداقات قوية حقيقة واقعة.

وسوف تظهر قوانين جديدة من الأمم المتحدة تتوجه لردع تلك الدول ذات النمط غير الإنساني التي تعامل العمالة الأجنبية بفظاظة وقهر وظلم، ويتم تغيير القوانين والجوازات والمواطنة. وللغرام الهندي في دول الخليج مؤخرا ما يبرره.

القدس العربي