أضواء على واقعتين وحدثين وأسلوبين.. الحزب الشيوعي السوري والرئيس عبد الناصر.. الشيخ العرعور والرئيس حافظ الأسد
رئيف بدور
حدثان متباعدان ومنفصلان لهما ذات المغزى والمعنى بالتطابق شكلاً ومضموناً..
تنويه: انا معارض للنظام السابق السابق، وبيتنا من البيوت النادره في الساحل لم يدخلها حزب البعث قطعاً، لافي عهد الآباء و لا في مرحلة الأبناء، ولكن الحقيقه شيء، والمعارضه شيء أخر.
عبد الناصر وحافظ الأسد رئيسان عربيان، استلما السلطه بانقلاب عسكري، مواصفاتهما متقاربة، طاغيتان مستبدان قمعا خصومهما بالقتل والاغتيال والزج بالسجون، قمعا حق المواطنه والتعبير وحرية الرأي، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى للانصاف جرى في عهدهما نهوض اقتصادي كبير شمل جميع النواحي من بناء السدود (العالي والفرات) الى المعامل والمصانع والمشافي والجامعات والأوتسترادات والسكك الحديدية، وتطورت الزراعة والمرافق العامة..
الحدث الاول؛ إبّان جنازة عبد الناصر شارك الحزب الشيوعي بالتشييع، ومثّله عضو اللجنه المركزية المحامي موريس صليبي عندما عاد الى دمشق سئل موريس ماذا قلت لعبد الناصر؟ قال قلت له: "أردت القضاء على الحزب الشيوعي، وهانحن نسامحك ونضع اكليل ورد باسم الحزب على قبرك، ولكننا لن ننسى شهداءنا"..
بعد ذلك أكمل حافظ وقضى على الحزب الشيوعي وبقية الأحزاب، ودجّن الحراك السياسي والثقافي.
الحدث الثاني؛ جاء الشيخ عدنان العرعور الى ضريح الرئيس حافظ الاسد كالفاتح المنتصر، وبصوت عال خاطب الضريح: "سبحان من أعزنا وأذلكم".
مهلاً شيخنا المحترم، فحافظ الأسد مات عزيزاً وليس ذليلاً.
عبرت عن تقديري لخطابكم الوطني الجامع، كم كان جميلاً ومعبراً، وصداه ايجابي ومؤثر، لو كان الخطاب بمكان الضريح ويختتم بكلمات مصالحة وتسامح وعلو فوق الجراح والمأسي.
المصالحة الوطنية لاتتم بالخطابات، المصالحة بحاجة الى فعل وممارسة جدية على الارض.
العلويون ياسيدي ليسوا يتامى على مؤائد الحكام، وهم أبناء تاريخ متجذر وعميق في البلاد منذ مئات السنين، وليسوا وافدين وغرباء، ومطالبهم الأمن والأمان والعيش الكريم، ومبارك عليكم السلطه والسلطان والصولاجان للأبد.
في النهاية: المصالحة الوطنية شرطها الرئيسي عقد اجتماعي لجميع مكونات الشعب السوري، كل مكون يتحدث بوضوح عن أوجاعه ومطالبه ومن ثم يخرج عنه ميثاق شرف وطني يحدد الشكل القادم للحكم، وأن سوريه لجميع أبنائها بدون تمييز ديني أو عرقي ويحرم سفك الدم السوري.