استمرار الانتهاكات ضد أبناء الساحل
عيسى ابراهيم
لم يرتو إرهابيو تحالف هيئة تحرير الشام حتى اليوم من دماء العلويين على مدى خمسة أشهر منذ استيلائه على السلطة واحتلاله للبلد وإعماله للقتل والتهجير والنهب والسبي بهم. وهو يواصل إفلات ضباعه في أماكن سكن العلويين لارتكاب جريمة القتل القائم على أحط المشاعر البشرية المتمثلة بالكراهية الدينية ومعاداة الأقليات الدينية.
فيوم أمس قام إرهابيان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار على أسرة من أربعة أشخاص في وادي الدهب في حمص بينما كانوا يسيرون في الشارع، مما أدى إلى مقتل الأم وكيلة درويش (معلمة) وإصابة ابنتها بتول أحمد سطام في رأسها (20 سنة) وجرح شقيقتها الصغيرة شهد (11 سنة). وقبل ذلك بيوم واحد، أطلق إرهابيان يستقلان دراجة نارية أيضا النار في نفس الحي على أسرة أثناء جلوس أفرادها في شرفة منزلهم، مما أدى إلى مقتل الأم سحر إبراهيم (معلمة، 35 سنة) وإصابة الأب موسى الحسن إصابة بالغة. واليوم قام إرهابيان ملثمان يستقلان دراجة نارية كذلك بإطلاق النار على عدد من المدنيين العلويين داخل محل تجاري (سوبر ماركت الغدير) في حي الإسكان في مدينة جبلة، مما أدى إلى مقتل الشاب على منى وإصابة قريبه جعفر منى وشاب آخر بجروح بليغة.
ولا تكتفي سلطة الأمر الواقع كذلك بعمليات القتل المتنقلة التي تستهدف العلويين حصراً، بل وصل بها الحقد والتطرف إلى حد قيام قواتها في اليوميين الماضيين بقصف قرى العلويين في ريف اللاذقية بالطائرات المسيرة التي أطلقتها من قاعدة أقامتها في قرية قرفيص.
وندرك أن من العبث مطالبة سلطات الأمر الواقع بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم نظراً لأن من يصدرون الأوامر بارتكاب الجرائم هم الممسكون بالسلطة أنفسهم. فقد كانت هذه السلطات قادرة على ضبط عناصرها وردعهم عن مهاجمة أهلنا في السويداء وكانت قادرة أيضاً على جعل مفتيها يصدر تصريحاً بتحريم دم السوريين فقط لأنها استشعرت الخطر الذي يتهدد وجودها بعد أن قامت إسرائيل باتخاذ إجراءات على الأرض وفاء بوعودها بحماية أهلنا في السويداء.
ومن هنا، نطالب الدول الفاعلة في العالم وفي المنطقة، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بدلاً من أن تطالب سلطات الأمر الواقع بمحاسبة مرتكبي الجرائم، بأن تنفذ قرارات مجلس الأمن الملزمة بشأن تنظيمي داعش والقاعدة والتنظيمات المرتبطة بهما والمنتسبة إليهما، ولا سيما تنظيم هيئة تحرير الشام المدرج على قائمة جزاءات مجلس الأمن، من خلال إعمال الجزاءات والعمل على تقديم قادة تحالف هيئة تحرير الشام المدرجين في قوائم الجزاءات إلى العدالة الدولية ولجمهم عن مواصلة ارتكاب المجازر بحق العلويين العزل. ولن يؤدي استمرار المجتمع الدولي في مسايرة سلطات الأمر الواقع الإرهابية إلا إلى المزيد من الدماء وإلى إلحاق الخزي والعار بالمجتمع الدولي المتقاعس عن ردع الإرهاب. والإنسانية لن تغفر أبداً.