هل كانت الدعوة لاجتماع الحوار في طرطوس مفاجئة للمدعوين؟
علم عبد اللطيف
الدعوة لاجتماع الحوار في طرطوس. كانت مفاجئة للمدعوين. أتحدث عن نفسي على الاقل.
قبلها بيوم واحد تمت الدعوة على الواتس اب. لاجتماع مع محافظ طرطوس. وكانت المفاجأة بوصول الرئيس الشرع الى القاعة. ولقائه مع حشد مهم من اهالي طرطوس. وقد تحدث كثيرون. وأجاب الرئيس بصفته رئيسا عن معظم القضايا التي تشكل هواجس لدى المواطنين بطريقة شفافة وواضحة. دون شعارات. تسريح الموظفين والعدالة الانتقالية.ووضع الضباط والتسويات. والاوضاع الاقتصادية والخدمية.
في اليوم التالي تمت الدعوة مساء بالهاتف مباشرة. للقاء ايضا مع السيد المحافظ. وتفاجأ مجددا الجميع بوجود لجنة الحوار الوطني. ولم يحضر السيد المحافظ.
المدعوون كانوا حشدا كبيرا غص بهم المدرج. زاد في تقديري على ثلاثمائة شخص. مثل هذا العدد لا يمكن تصور دعوته للتحاور. بل ربما للقاء والتحدث بما للقاء ذاته من اهمية.
كان مفهوما ان مثل هذا الحشد لن يتاح لكل شخص فيه ان يتحدث. حديث قرابة ٢٠ بالمية فقط استغرق ثلاث ساعات وهو الوقت المحدد للقاء اصلا.
المحامون كانوا سادة الموقف. ايضا القضاة والاطباء والاكاديميين لا بأس. المحامون رجال القانون. لكن طبيعة الحوار وفق المحاور المحددة في اللائحة. لم تتِح حديثا في القانون الا من قبل قليلين. واقتصر الحديث على العموميات في الغالب. تتعلق بالامن والعدالة الانتقالية والوضع الاقتصادي.
التمثيل. نعم. كان رجال دين مسلمين سنة ثلاثة. ورجل دين مسيحي. هل كان هذا مقصودا؟ ربما كان المبرر في ذلك. استبعاد المحاصصة التي تم الحديث عنها في حديث الرئيس الشرع. وهذا اقرب للفهم اذا عرفنا ان حوالي٥٠ بالمية من الحاضرين كانو من الطائفة العلوية.
هذا الحديث يقود الى سؤال التمثيل. وايضا لا بأس. لتتمثل الطائفة بالمحامين والقضاة والاكاديميين الذين حضروا.
وفي النهاية. كان حوارا غير ممنهح كفاية. وان كان تقديم وحديث السادةاعضاء اللجنة قد اتسم بقدر مهم من الاهمية لجهة شرح محاور اللقاء. والمداخلات كانت حرة. بعضهم اعتبره لقاء تعارف. وطالب باجراء مثل اللقاء شهريا. ولم يلتزم احد باللائحة التي اعدت بنودا للحوار. ولم يتم تحديد زمن المداخلات في بداية اللقاء. فكان بعضها طويلا مما حدا باللجنة الى طلب الاختصار قبيل الانتهاء بحوالي نصف ساعة.
هل سيكون هذا اللقاء. صورة مسبقة ومصغرة للمؤتمر العام للحوار بدمشق؟ نميل الى الى هذا القول. واذن. المؤتمر العتيد لن يكون فاعلا في رسم السياسة المستقبلية للبلد بكل الاحوال. خاصة قبل وجود اعلان مبادئ دستورية. واذا لاحظنا ان عشرة ايام تفصلنا عن موعد تاليف حكومة انتقالية. سنجد ان هذا الوقت يفسر عدم فاعلية المؤتمر الذي خصص له وفق بعض الصفحات اسبوعا. وطبعا سيكون بعد تاليف الحكومة.
هل فعلا سينعقد المؤتمر؟ السؤال يبرره التوقيت. فعدا عن موعد تاليف الحكومة في ١ آذار. شهر رمضان الذي سيحل ضيفا كريما ايضا قي اوائل اذار. سيجعل من الصعب عقد المؤتمر. ولا ندري هل عقده بعد عيد الفطر سيكون له معنى. سيما وان تاليف حكومة جديدة. وانطلاقة سياسية جديدة للبلاد. واحداث كبيرة منتظر ان تحدث. كالاتفاق مع قسد او غيرها. ستجعل من المؤتمر تحصيل حاصل. او قي احسن الاحوال حفلة تعارف وطنية.
لقاء الرئيس الشرع في طرطوس- واعتقد ان كل لقاءاته في المحافظات السورية كذلك- كانت مثمرة جدا. اجاب بصفته رئيسا للبلد عن مجمل القضايا التي يمكن ان تكون مادة المؤتمر. وبعد ان يستكمل الرئيس جولاته في كل المدن والمناطق. ويجيب على كل التساؤلات من قبل كل الشرائح الوطنية. سيبدو المؤتمر بدون فائدة. الا اذا كان فعلا لرسم صورة شكلية للمشاركة الوطنية. وهذا ايضا ليس بدون فائدة. فالسوريون بحاجة للقاء ببعضهم بأية طريقة.
اللقاء ينتج في اضعف حالاته حالة وطنية افتقدناها. تذكر بوجوب قيامة بلد بعد خراب مديد. واستحضار سبل استعادة السلامة والمعافاة لسوريا.