عندما كذب بشار على بوتين!.. وسبب خلاف الأسد مع مخلوف

عندما كذب بشار على بوتين!
 
عدنان بدر حلو
 
ما بين العامين ٢٠١٦ و ٢٠١٧ قام المخرج الأمريكي الشهير أوليفر ستون بإجراء سلسلة لقاءات مطولة مع الرئيس بوتين، اخرجها في فيلم وثائقي كما نشرها في كتاب يحمل عنوان: "حوارات مع بوتين". جرى التطرق خلالها أكثر من مرة للتدخل العسكري الروسي في سورية دعما لنظام بشار الأسد. نقتطع منها الفقرة التالية المترجمة عن الكتاب المذكور بنسخه الفرنسية ص ٢٠٤.
يقول بوتين:
"نعم.هذه مشكلتنا الأكثر خطورة.مع ذلك لدينا أهداف عملية. فثمة آلاف المقاتلين هناك من أصول روسية ومن الدول السوفياتية السابقة يمكن أن يعودوا إلى روسيا. يجب أن نجعل ذلك مستحيلا. وهذا ما يدفعنا لاتخاذ عدد من الإجراءات التي تعرفها.
في الوقت نفسه نحن مدركون تماما لحقيقة أن القيادة السورية الحالية قد ارتكبت عددا من الأخطاء في إدارتها للامور في بلادها. ولهذا السبب أجرينا، قبل اتخاذ ذلك القرار، حوارات مع الر ئيس الأسد، وقال لنا إنه ليس مدركا فقط للمشاكل العديدة التي تواجه بلاده، بل أكثر من ذلك لديه رغبة بإجراء حوار مع قوى المعارضة- بما فيها المسلحة- وأكثر من ذلك يرغب في العمل مع تلك المعارضة على التوصل إلى دستور جديد. كما أنه على استعداد للقبول بانتخابات رئاسية مبكرة تحت رقابة مباشرة من قبل المجتمع الدولي".

الملف للنظر أن صاحب كل هذه التعهدات هو نفسه الذي كان حريصا على امتداد سنوات الأزمة على رفض وتعطيل اي مسعى عربي او دولي او حتى روسي للحوار.. وكان آخر هذه المساعي هو ما قام به الرئيس بوتين نفسه لترتيب لقاء مع الرئيس التركي إردوغان.

 ******
استدراك من فينكس: كان لدى فينكس معلومات منذ أكثر من عام، حول السبب الجوهري لخلاف بشار الأسد مع قريبه رامي مخلوف، ذلك الخلاف الذي يعود لآواخر عام 2017، حيث كشفت -سنتذاك- مصادر من الدائرة الضيقة ببشار الأسد لفينكس، إن سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي السابق اقترح على الأسد إبّان زيارته لدمشق في أيلول عام 2017، أن يقوم بإصلاحات سياسية ولو شكلية (على غرار ما يفعلون في روسيا)، يتنحى الأسد بموجبها عن رئاسة الدولة لصالح ابن خاله رامي مخلوف المقرّب من الروس، على أن يبقى الأسد محتفظاً بقيادة الجيش ورئاسة الحزب، وذلك كي يتسنى للروس الدفاع عن الأسد في المحافل الدولية، كما فعل الرئيس فلاديمير بوتين عندما قدّم للرئاسة دميتري ميدفيديف في إحدى المحطات فيما احتفظ بوتين برئاسة الوزارة، ومن ثمّ يعود الأسد مجدداً للرئاسة. 
وتؤكد المصادر أن اقتراح شويغو (وبالآتي الروسي) لقي رفضاً شديداً من قبل بشار الأسد، وهذا ما عبّر عنه من خلال اقصائه لرامي مخلوف والتضييق عليه ومحاولة السيطرة على جميع أملاكه بما في ذلك شركة سيرياتل.
وتضيف المصادر: إن ما يؤكد صحة ما نقول هو بقاء رامي مخلوف في سوريا دون أن يتعرض له بشار الأسد بأذى جسدي، كتصفيته، كما يفعل مع من يريد الانتهاء منهم، إذ كان بقاءه في سوريا آمناً بضمانة روسية.
وتؤكد المصادر لفينكس إن من أهم ميزات شخصية بشار الأسد هي الكذب، وهو في كذبه المستمر لا يعتبر أن الكذب عيباً أو نقيصة، كون الكذب متأصّل فيه وفي شخصيته.
وأكدت المصادر لفينكس، وذلك كما أسلفنا قبل نحو أكثر من عام، إن بشار الأسد كان يرسل أسبوعياً طائرتين محملتين بالدولارات، واحدة إلى الإمارات العربية المتحدة والثانية إلى روسيا الاتحادية (تم مؤخراً الكشف عن وثيقة تؤكد تحويل 22 مليون دولار من قبل الأسد المخلوع إلى أحد البنوك الروسية في تشرين الأول 2022)، وهذا ما يفسّر سبب القانون الذي استنه الأسد والمتعلّق بالدولار وعدم السماح للسوريين بتدوال الحديث عنه علناً خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي! وذلك عندما بدأ السوريون يضجون من سبب ارتفاع سعر الصرف بشكل متصاعد ودون مبرر مقنع!
المصادر ذاتها، أكدت لفينكس، إن ماهر الأسد، قائد ما كان يعرف بالفرقة الرابعة، كان ومن خلال أذرعه وأعوانه يأخذ الأموال السورية التي يجبيها من حواجز التشبيح والتشليح التابعة للفرقة الرابعة، إلى مصرف سوريا المركزي، حيث يتم استبدال العملة السورية بالعملة الصعبة التي كان يقوم بتهريبها هي الأخرى إلى البنوك الروسية، ما كان يتسبب وبشكل دائم في وجود نقص دائم في العملة الصعبة في احتياطات البنك المركزي، وبالآتي ارتفاع سعر الصرف، الأمر الذي يتسبب في انهيار العملة السورية، وبالنالي تفاقم معاناة المواطن السوري القابع تحت حكم عصابة آل الأسد.
 طبعاً، لم نكن نجرؤ على ذكر هذه المعلومات في حينها لأسباب بدهي أن جميع السوريين يعرفها.